آخر الأخبار

175 ألف ماسوني ببريطانيا.. هل يمارسون تأثيرا خفيا داخل مؤسسات الدولة؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

ناقش مقال بصحيفة ديلي تلغراف النفوذ الحقيقي لجماعة الماسونيين (Freemasons) السرية في بريطانيا ، والتي تضم نحو 175 ألف عضو، ويسلط الضوء على الشكوك التاريخية المتجددة حول تأثيرهم في المؤسسات، خاصة في جهاز الشرطة، وسط جدل مستمر بين الواقع ونظريات المؤامرة.

وتقول لوزا سيلفرمان في مقالها بالصحيفة إن هذه المجموعة السرية لطالما لاحقتها نظريات حول تأثيرها من وراء الكواليس، لكن شرطة لندن قد تجبر بعض أعضائها على الظهور علنا ضمن إجراءات جديدة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 محلل إسرائيلي: هذه الصفقة استسلام للإرهاب وليست انتصارا كاملا
* list 2 of 2 موقع إيطالي: الفاشر تعاني الجوع والقصف والحصار واستهداف الصحفيين end of list

وتورد الكاتبة قصة غاري روجرز، وهو شرطي سابق، يدعي أن عدم انتمائه للماسونية أضرّ بمسيرته المهنية، وأن بعض الضباط الماسونيين حاربوه للاشتباه في كشفه الفساد، ويتهمهم بمحاولة منعه من نيل وسام الشجاعة الملكي، رغم أنه حصل عليه لاحقًا.

مصدر الصورة أمين متحف يحمل نسخة من أول كتاب ماسوني نُشر في الولايات المتحدة بعنوان "دساتير الماسونيين الأحرار" لجيمس أندرسون (رويترز)

وتقول سيلفرمان إن المخاوف تجددت مؤخرًا مع طرح شرطة العاصمة لندن إلزام الضباط بالإفصاح عما إذا كانوا أعضاء في الماسونية، وذلك بسبب مخاوف أثارها موظفون وضباط من أن العضوية في الماسونية قد تؤثر على التحقيقات والترقيات وسوء السلوك.

وأوردت أمثلة على تحقيقات جنائية تقول إن هناك شبهات بتدخل الماسونية فيها، ففي قضية مقتل دانييل مورغان (1987) وُجهت شبهات لعضوية ضباط في الماسونية بالتأثير على التحقيقات، لكن لم يُثبت أي دور مباشر.

ومورغان هو محقق بريطاني خاص تم اغتياله بفأس في موقف للسيارات في حانة في سيدينهام بلندن، وعلى الرغم من العديد من التحقيقات والاعتقالات التي أجرتها شرطة لندن، فإن تلك الجريمة لا تزال محيرة.

وشهدت إنجلترا أسوأ كارثة رياضية يوم 15 أبريل/نيسان 1989 في ملعب هيلزبره بمدينة شيفيلد، قتل فيها 96 شخصا غالبيتهم من مشجعي ليفربول جراء الدهس والتدافع، وذلك قبل مباراة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بين نادي نوتينغهام فورست ونادي ليفربول.

إعلان

ويرجع البعض سبب هذه الكارثة إلى خطأ تنظيمي، لكن ثمة نظريات تفيد بتورط ماسونيين في التستر على الأسباب الحقيقية لهذه الكارثة، غير أن التحقيقات لم تجد أدلة تدينهم.

وتقول سيلفرمان إن بعض المسؤولين السابقين في الشرطة يؤكدون وجود "ثقافة فرعية" للماسونيين، لكن دون تقديم أدلة دامغة على تأثير ممنهج، مما يعني -حسب رأيها- وجود فجوة واضحة بين الشكوك المنتشرة وغياب الأدلة الواقعية.

وتعود أصول الماسونية إلى العصور الوسطى، وقد انتشرت بعد الحربين العالميتين، ويقدر عدد أعضائها اليوم في بريطانيا بحوالي 175 ألفا من أصل 6 ملايين عضو على مستوى العالم، ورغم انضمام شخصيات بارزة للماسونية مثل ويستون تشرشل وأوسكار وايلد، فإنها اليوم تضم أناسًا من كل الطبقات.

ورغم محاولات الانفتاح لدى الماسونيين عبر استخدامهم إنستغرام و تيك توك ، فإن الكاتبة تؤكد أن الطقوس والرموز الخاصة بهذه الجماعة لا تزال تثير الريبة.

لكن بعض الأعضاء يدافعون عن جماعتهم بالقول "لسنا جمعية سرية، بل جماعة لديها أسرار".

وتنقل الكاتبة عن البروفيسور جون ديكي الخبير البريطاني المختص في تاريخ المافيا وصاحب كتاب "الحرفة.. كيف صنع الماسونيون العالم الحديث"، أن الماسونية ليست منظمة نفوذ سرية، بل هي تجمع اجتماعي روحي يعطي الثقة والدعم لمنتسبيه، و"الأحاديث عن نفوذها الواسع مجرد وهم".

ولفت إلى أن هناك طبقات متعددة من السرية، ولكن عندما تُجرّد كل هذه السرية، هناك ثلاث قواعد: "حاول أن تكون شخصًا لطيفا، وحاول أن تكتشف المزيد عن العالم، والموت أمرٌ خطير للغاية، وعليك ألا تُفكّر فيه كثيرا، قد يبدو غريبًا أن تُقام كل هذه الطقوس حول هذه المقولات المُبتذلة، لكنها طريقةٌ لخلق رابطة شبه دينية بين الناس، دون أي أساسٍ ديني وراءها، أو أي شيء يُثير الخلاف".

لكن سيلفرمان أوضحت أن مسألة غياب الشفافية لدى هذه الجماعة جعلت شرطة لندن تبحث مسألة إلزام كل من يريد الالتحاق بالجهاز الأمني أن يكشف إن كان عضوا في أي محفل ماسوني أم لا، وهو ما قالت إن الماسونيين أنفسهم منقسمون بشأنه ما بين مرحب بهذا القرار ومن يرى فيه تعديا على الحريات الشخصية.

ويدافع السكرتير العام للمحفل الكبير الموحد في إنجلترا أدريان مارش عن الماسونيين، قائلا إن مزاعم نفوذهم الخاص في المجتمع "سخيفة".

لكن الكاتبة لفتت إلى أن ذلك من غير المرجح أن يُقنع روجرز، الذي يتناول مؤامرة ماسونية مزعومة في كتابه "الشرطة السرية والفساد في المجتمع السري"، والذي يرحب باقتراح إلزام ضباط شرطة العاصمة بالإعلان عن عضويتهم في الماسونية.

ويرى أن غياب الشفافية يستدعي طرح السؤال التالي "لماذا لا يمكنك تحديد ما إذا كنتَ ماسونيًا أم لا؟ إن كنتَ ماسونيا، فعليك التصريح بذلك".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا دونالد ترامب اسرائيل حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا