انضمت وفود فصائلية جديدة -اليوم الأربعاء- للمفاوضات الجارية في شرم الشيخ، في حين ارتفع مستوى تمثيل الوفود بالمحادثات المستمرة ليومها الثالث، وسط مساع من الوسطاء لتذليل العقبات وتقليص الفجوات بين الطرفين.
وقال مصدر قيادي في حركة الجهاد الإسلامي للجزيرة إنّ وفودا فصائلية من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تلتحق بمفاوضات شرم الشيخ.
وأوضح مصدر قيادي في الجهاد الإسلامي للجزيرة أنّ وفد الفصائل معني بالوصول لاتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني ويوقف الإبادة الجماعية .
وأضاف المصدر القيادي في الجهاد الإسلامي للجزيرة أنّ الفصائل الفلسطينية ستكون أمينة على أولويات الشعب الفلسطيني في هذه المعركة، وهي إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة.
وأشار المصدر القيادي في الجهاد الإسلامي للجزيرة إلى أنّ إشراك الفصائل الفلسطينية في المفاوضات إلى جانب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مطلب وطني فلسطيني وحظي بترحيب الوسطاء.
وفي السياق، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إن الحركة أبدت استعدادها للدخول في مفاوضات إذا وضعت على الطاولة بنود يمكن التعاطي معها إيجابا، مشيرا إلى أن تبادل الأسرى من بين هذه البنود.
وأضاف أن تنفيذ تبادل الأسرى قد يتم خلال الأيام المقبلة، معربا عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى نزع فتيل التصعيد ومبرر العدوان.
ومن جهته، قال مصدر قيادي في حماس إنه بناء على طلب الحركة ( حماس ) تم ترتيب انضمام ممثّل عن الجهاد الإسلامي وممثّل عن الجبهة الشعبية إلى فريق التفاوض في شرم الشيخ.
كما أكدت حركة حماس أن انضمام تركيا وقطر إلى مصر بمفاوضات شرم الشيخ يمنح المباحثات دفعة قوية لتحقيق نتائج إيجابية لوقف الحرب وتبادل الأسرى، ويضيق هامش المناورة أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
جاء ذلك بتدوينة نشرها عزت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة، على تلغرام، عقب انضمام رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، ورئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم قالن، إلى جانب رئيس جهاز المخابرات المصري حسن رشاد، في جولة المفاوضات الجارية بمدينة شرم الشيخ المصرية.
وأضاف الرشق أن هذه المشاركة تمنح المفاوضات دفعة قوية لتحقيق نتائج إيجابية لوقف الحرب، وتبادل الأسرى، وتضيق هامش المناورة أمام نتنياهو لمواصلة العدوان وإفشال المفاوضات.
وأكد عضو المكتب السياسي ترحيب حركته بانضمام ممثلي البلدين للمفاوضات الرامية إلى وقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة منذ عامين.
وكانت حركة حماس قالت -اليوم الأربعاء- إنها تبادلت كشوفات الأسرى مع الجانب الآخر، وإن وفدها المشارك في مفاوضات شرم الشيخ المصرية بشأن غزة أبدى "الإيجابية والمسؤولية اللازمة". ومن جانب آخر، ارتفع مستوى تمثيل الوفود بالمحادثات المستمرة ليومها الثالث.
وأكدت حماس -في بيان- أن الوسطاء يبذلون جهودا كبيرة لتذليل العقبات أمام تنفيذ الاتفاق، مشيرة إلى أن أجواء التفاؤل تسود بين الأطراف المشاركة في المحادثات.
وأضافت أن المفاوضات ركزت على آليات إنهاء الحرب، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة ، إلى جانب ملف تبادل الأسرى، وذلك ضمن الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
وأوضحت حماس أنه جرى اليوم تبادل كشوفات الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم، وفق المعايير والأعداد التي تم التوافق عليها مسبقا. وأضافت أن وفدها قدم "الإيجابية والمسؤولية اللازمة" لإحراز التقدم المطلوب وإتمام الاتفاق، دون أن تقدم الحركة تفاصيل إضافية عن أعداد الأسرى التي ضمتها القوائم أو ترتيب الإفراج عنهم.
في سياق متصل، أفاد إعلام مصري بأن اليوم الثالث من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل بمدينة شرم الشيخ سيبحث ملف الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وأوضحت وسائل إعلام مصرية أن اللقاءات الجارية والمرتقبة تضم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، ورئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم قالن.
كما تضم المباحثات رئيس الوفد الإسرائيلي (لم تسمه) و ستيف ويتكوف و جاريد كوشنر مبعوثي الرئيس الأميركي اللذين وصلا إلى شرم الشيخ للانضمام إلى المحادثات الجارية.
وأضافت تلك المصادر أن مصر بدأت مناقشة قوائم الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية وفق اتفاق التبادل المحتمل، مشيرة إلى أن حماس طالبت بتوضيح الآليات والإجراءات اللازمة لتنفيذ الخطة الأميركية وضمانات عدم عودة إسرائيل للعدوان على غزة.
وأمس الثلاثاء، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن مفاوضات شرم الشيخ بحثت في يومها الثاني تفاصيل الخطة الأميركية وإن بعضها لا يزال بحاجة إلى توافق، مشيرا إلى أن جلسة أول أمس شهدت 4 ساعات من المفاوضات "الدقيقة".
كما أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لا تزال مستمرة في شرم الشيخ، مشيرا إلى إحراز "تقدم كبير" نحو إنهاء الحرب.
وقد أفادت وسائل إعلام مصرية بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا اليوم نظيره الأميركي إلى حضور توقيع اتفاق غزة حال التوصل إليه.
ونقلت قناة "القاهرة" الإخبارية عن السيسي قوله خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة "أوجه رسالة للرئيس ترامب بمواصلة دعمه للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة".
وأضاف السيسي أن الرئيس ترامب أرسل مبعوثيه بتكليف واضح بالعمل على إنهاء حرب غزة، مشيرا إلى أن مصر حريصة على التفاعل الإيجابي مع القضية الفلسطينية وقال "نبذل جهودا لم تتوقف لإنهاء الحرب على غزة".
وبدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن نظيره الأميركي طلب من أنقرة العمل على "إقناع" حركة حماس بالموافقة على خطته لإنهاء الحرب مع إسرائيل في غزة.
وقال أردوغان للصحفيين خلال رحلة العودة من أذربيجان، بحسب تصريحات وزّعتها الرئاسة التركية الأربعاء "خلال زيارتنا إلى الولايات المتحدة واتصالنا الهاتفي الأخير، شرحنا للسيد ترامب كيف يمكن الوصول الى حلّ في فلسطين. طلب بالتحديد أن نلتقي حماس ونقنعهم".
وأضاف "ردت حماس بإبلاغنا أنها مستعدة للسلام والمفاوضات ولم تتخذ موقفا معارضا" معتبرا ذلك "خطوة قيّمة للغاية وأن الحركة تتقدم على إسرائيل" في هذا السياق.
ومنذ مساء الاثنين الماضي، تستضيف شرم الشيخ مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل بشأن تنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي 29 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن ترامب خطة تتألف من 20 بندا، بينها "الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار ، ونزع سلاح حركة حماس".
ووافقت حماس على مقترحات سابقة لوقف إطلاق النار في غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة ) عمد إلى المماطلة وواصل حرب الإبادة في القطاع الفلسطيني.
وتقدر إسرائيل وجود 48 أسيرا إسرائيليا محتجزين في غزة، منهم 20 أحياء. في حين يقبع في سجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وتواصل إسرائيل -بدعم أميركي- منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفا و173 شهيدا، و169 ألفا و780 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا منهم 154 طفلا.