عودة مرتقبة تثير الجدل، باسم يوسف يعود للشاشة المصرية بعد غياب عشر سنوات

أعلنت "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية" المملوكة للحكومة المصرية السبت الماضي، عن عودة الإعلامي باسم يوسف للظهور في سلسلة حلقات خاصة عبر شبكة قنوات "ON" حيث من المقرر أن يستضيفه الإعلامي أحمد سالم في برنامجه "كلمة أخيرة"، بدءاً من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2025، في إطلالة هي الأولى له على الشاشات المصرية منذ مغادرته إلى الولايات المتحدة قبل نحو عقد من الزمان.

وجاء في البيان الرسمي للشركة: "تهدف هذه الخطوة إلى تأكيد التزام شبكة قنوات ON بتقديم محتوى نوعي يجمع بين الجدية والمصداقية، كما تمنح المشاهد فرصة فريدة، لمتابعة رحلة واحد من أبرز الأصوات الإعلامية العربية وأكثرها تأثيراً على المستوى العالمي".

من "غرفة الغسيل" في لوس أنجلوس

من جانبه، أوضح باسم يوسف عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن الحلقات ستُبث عبر الأقمار الصناعية من الولايات المتحدة، وليس من مصر. وكتب ساخراً أنه سيظهر للمشاهدين من "غرفة الغسيل" في لوس أنجلوس، في إشارة إلى بداياته المتواضعة في مصر.

وأضاف يوسف أن الحلقات ستتناول رحلته خلال السنوات الماضية، كاشفاً عن حكايات من وراء كواليس لقاءاته الأخيرة مع الإعلام الغربي. ورداً على شائعات تقاضيه 22 مليون جنيه مصري (ما يعادل أقل من نصف مليون دولار)، تهكّم يوسف قائلاً: "إن المبلغ غير دقيق، والصحيح أنه 22 مليون دولار".

ارتفاع أسعار خدمات الصحة النفسية في مصر يثير مخاوف من تداعيات اجتماعية وأمنية

"قتل من أجل النفقة".. لماذا تتصاعد جرائم قتل النساء في مصر؟

من جهته، علّق الإعلامي أحمد سالم، مقدم برنامج "كلمة أخيرة"، على استضافته ليوسف بأنه يتفهم ردود الفعل المتباينة، مؤكداً أنه سيناقش معه قضايا متنوعة تهم الرأي العام المصري والعربي. وأشاد سالم بدور يوسف في "الدفاع عن القضية الفلسطينية في الإعلام الغربي"، مشيراً إلى "الحاجة لوجود إعلاميين لديهم القدرة على التأثير في الرأي العام العالمي في القضايا المهمة"، وأن برنامجه يلتزم بتقديم محتوى قيّم وسيستفيد من جماهيرية باسم يوسف.

بين الترحيب والاستنكار

أثار خبر عودة يوسف تبايناً في الأوساط الإعلامية المصرية. الإعلامي محمد علي خير علّق على حسابه علي موقع فيسبوك بأن "الاستفادة الحقيقية من باسم ستكون عند عودته لملعبه"، قاصداً البرامج السياسية الساخرة التي تنتقد الشأن المحلي، والتي يرى أنها ستحقق للقناة جماهيرية وعائداً مادياً أكبر، مضيفاً أن "الجمهور المصري ليس بحاجة لمن يحدثه عن القضية الفلسطينية".

في المقابل، انتقدت الصحفية نشوى الحوفي، في بث مباشر عبر صفحتها على "فيسبوك"، الاحتفاء بعودة يوسف، قائلة إن ظهوره "لا يمثل قيمة أو ثوابت"، وإنه كان "يقلل من شأن أي شخص في الدولة" وقت إذاعة برامجه، متبعاً الأسلوب الأمريكي في النقد الساخر. واستنكرت الحوفي عودته دون تقديم "اعتذار للشعب المصري والقوات المسلحة ورئيس الجمهورية" عما وصفته بـ"الهجوم والتطاول على الدولة المصرية".

وتباينت ردود الفعل أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رحب مستخدم على منصة إكس بالخطوة معتبراً أنها "تثبت أن السلطة لديها اتجاه لفتح صفحة جديدة مع المعارضة".

وعبّر آخر عن سعادته لما قد تتيحه هذه العودة من "سقف أكبر للحرية والمناقشة".

وتوقّع مستخدم على فيسبوك أن يقتصر حديث يوسف على "الشأن الفلسطيني، دون التطرق للقضايا السياسية الداخلية، ما يعني أنه لن يعود بنفس الأسلوب الساخر الذي اعتاده الجمهور".

باسم يوسف.. "صوت القضية الفلسطينية في الغرب"

برز اسم باسم يوسف عالمياً مع اندلاع حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعد مقابلته الشهيرة مع الإعلامي البارز بيرس مورغان، التي استخدم فيها أسلوبه الساخر لنقد السياسات الإسرائيلية. وحققت المقابلة ملايين المشاهدات، وتجاوزت إحداها 20 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، وأثنى الكثيرون على "قدرته في مخاطبة الجمهور الغربي وتوضيح أبعاد القضية".

توالت لقاءاته مع قنوات أمريكية، حيث استنكر "التجاهل الدولي لمقتل آلاف الأطفال في غزة". كما تحدث عن معاناة عائلة زوجته الفلسطينية بسبب الحرب والنزوح، وتهكّم على الاعتذارات الإسرائيلية عن مقتل عُمّال إغاثة وصحفيين، مثلما حدث في لقائه مع شبكة CNN.

وقبل أسابيع، ظهر في بودكاست «Nelk Boys» للرد على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سبق أن استُضيف على نفس المنصة.

من الطب إلى "البرنامج"

بدأ باسم يوسف، جرّاح القلب الذي تخرّج في كلية الطب بجامعة القاهرة، مسيرته الإعلامية مع انطلاق ما يُعرف بـ"الربيع العربي"، متأثراً ببرنامج "ذا ديلي شو" لجون ستيوارت. وأطلق يوسف برنامجه الخاص على يوتيوب الذي حقق شهرة واسعة، لينتقل بعدها إلى القنوات التلفزيونية المصرية الخاصة عبر قناة ONTV، ثم إلى قناة CBC التي شهدت نسب مشاهدة عالية لبرنامجه "البرنامج".

إلا أن مسيرته شهدت منعطفاً حاسماً في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، حين أوقفت قناة CBC بث إحدى حلقات برنامجه بدعوى "عدم الالتزام بالسياسة التحريرية". وانتقل بعدها إلى قناة MBC مصر لفترة وجيزة، قبل أن يعلن عن توقف "البرنامج" نهائياً في يونيو/ حزيران 2014، لينتقل بعدها للإقامة في الولايات المتحدة.

رحلة ما بعد "البرنامج"

بعد انتقاله إلى لوس أنجلوس، استمر يوسف في تقديم الكوميديا الساخرة، ولكن في مجالات متنوعة. واتجه إلى عروض الستاند أب كوميدي التي قدمها باللغتين العربية والإنجليزية في دول مختلفة حول العالم، أشهرها جولته "The Middle Beast".

كما أصدر كتاباً بعنوان "الثورة للمبتدئين" (Revolution for Dummies) عام 2017، وقدّم برنامجاً صحياً بعنوان "اسأل باسم" عام 2021، ركّز فيه على التغذية والنظام النباتي.