في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
فيما توشك الحرب في قطاع غزة دخول عامها الثالث، يواجه الجيش الإسرائيلي أزمة حادة تتعلق بإمدادات الذخائر وقطع الغيار، ما يثير تساؤلات بشأن قدرته على الاستمرار في النزاع، في ظل قيود دولية على تصدير الأسلحة لتل أبيب، وبطء الإنتاج المحلي، على ما أفادت صحيفة "إسرائيل هيوم"، الخميس.
فيما تعد هذه واحدة من المعلومات "الأكثر سرية" لأسباب تتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي، وفق ما أوضحت مصادر إسرائيلية للصحيفة.
فتناقص الذخائر وقطع الغيار في الجيش الإسرائيلي نتيجة الصراع الذي استغرق وقتاً أطول من المتوقع، والقيود التي فرضتها دول أوروبية على التصدير، والتقدم البطيء في خطوط الإنتاج الجديدة، "يثير شكوكاً حول قدرته على تنفيذ مهام على المدى القصير، وتلبية احتياجات خطط الطوارئ على المدى الطويل".
كما أن هذا الأمر لا يقتصر على منظومة عسكرية واحدة أو اثنتين، بل العديد منها، "فالبعض يفتقر إلى أسلحة، وآخر لقطع الغيار، وبعضها إلى كليهما".
في المقابل، تعمل وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي على محاولة سد النقص، غير أن ذلك لم يحقق سوى نجاح محدود للغاية حتى الآن.
وبالتالي لن تكون الوحدات التي تشارك حالياً في القتال، أو تلك التي سيُطلب منها القتال في المستقبل، مجهزة تجهيزاً كاملاً.
أما هذا الوضع فهو نتيجة لثلاثة عوامل، حسب "إسرائيل هيوم":
1- الحرب المكثفة المستمرة منذ عامين، التي استخدم خلالها الجيش الإسرائيلي كمية هائلة من الأسلحة والذخيرة وقطع الغيار، بما يتجاوز بكثير خطته الأصلية.
2- الحظر الذي فرضته دول مختلفة على بيع الأسلحة وقطع الغيار لإسرائيل.
3 الوقت الطويل نسبياً اللازم لإنشاء خطوط إنتاج بديلة في قطاع الصناعات الحربية الإسرائيلية.
وكانت الحرب المتواصلة منذ أكتوبر 2023، وعدد الضحايا الفلسطينيين في غزة خلال الأسابيع الأخيرة، دفعت ألمانيا، ثاني أكبر مورد أسلحة لإسرائيل (بعد أميركا)، إلى إعلان وقف مبيعات أسلحة إلى تل أبيب، فيما أقدمت دول أخرى على خطوات مماثلة، وفقاً للصحيفة.
مع العلم أن ألمانيا تعتبر المورد الرئيسي لمحركات دبابات "ميركافا" وقذائف الدبابات والمدفعية لإسرائيل. وفي يناير 2024 وافقت برلين على بيع تل أبيب 10 آلاف قذيفة دبابة ومعدات إضافية.
وقد ترتب على هذه الصعوبات المتزايدة في توفير احتياجات الحرب الإسرائيلية، خلال الأسابيع الأخيرة، قرار وزارة الدفاع إنشاء "إدارة ذخائر" بقيادة مدير عام الوزارة، أمير برعام، وخطاب "سوبر إسبرطة" الذي ألقاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منتصف سبتمبر الحالي وأكد فيه ضرورة اعتماد تل أبيب على نفسها، في ظل العزلة الدولية التي تعاني منها.
إلا أنه في اليوم التالي لخطابه، حاول نتنياهو أن يوضح في مؤتمر صحافي أنه كان يشير إلى ضرورة التحرر من "التبعية الأمنية"، لكن تعليقاته طغت عليها ضجة الانخفاضات في سوق الأسهم، والتركيز على مسألة اقتصاد الاكتفاء الذاتي.
بينما تطرق قليلاً إلى الدوافع الكامنة وراء هذا التصريح غير الاعتيادي في حد ذاته، والتي تعود جذورها إلى الأزمة الحادة الشديدة التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي، حسب "إسرائيل هيوم".
إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية هي المسؤولة عن التأهب القتالي للجيش من خلال المجلس الوزاري المصغر للشؤون الدبلوماسية والأمنية، ومن المفترض أن توفر لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الرقابة من خلال لجنتها الفرعية.
كما أضافت أن ذلك المجلس لم يطلع على التفاصيل الكاملة، بتوجيهات من نتنياهو، لافتة إلى أن اللجنة الفرعية على علم بالتفاصيل إلا أنها لا تفعل شيئاً، حتى إنها لم تستدعِ نتنياهو أو وزير الدفاع يسرائيل كاتس لإجراء مناقشة عاجلة لتلقي إجابات.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ادعى، بوقت سابق، عند استجوابه بشأن مسؤولياته في قضايا مختلفة، أن أحداً لم ينبهه، غير أنه لن يتمكن من تقديم هذا الادعاء الآن، مع وضع التفاصيل الكاملة أمامه لبعض الوقت، لكنه تجاهل الأوضاع وقرر مواصلة الحرب على غزة وتكثيفها، وفق "إسرائيل هيوم".
وعشية أعياد "رأس السنة اليهودية بين سبتمبر وأكتوبر" أشار نتنياهو خلال اجتماع مع هيئة الأركان العامة للجيش إلى احتمال انضمام جبهات جديدة قديمة إلى الصراع قريباً، قائلاً للجنرالات: "نحن بحاجة إلى تدمير المحور الإيراني. هذا ما ينتظرنا العام المقبل، الذي ربما يكون عاماً تاريخياً بالنسبة لأمن إسرائيل".
هذه التصريحات تنطوي على رسالتين: الأولى تتمثل في أن "عاماً آخر من الحرب في انتظارهم، والذي يتزامن أيضاً بشكل مفاجئ مع عام الانتخابات" (وسط تساؤلات متزايدة حول ما إذا كانت ستجرى في موعدها المحدد)، في حين تتعلق الثانية بأنه "رغم تصريحات نتنياهو بشأن (هزيمة) إيران وحزب الله اللبناني، فقد تبين أن النصر عليهما ما زال مسألة مطروحة"، حسب الصحيفة التي طرحت تساؤلات بشأن خطط نتنياهو لمواصلة الحروب، والانتصار فيها، وهو يعلم جيداً حقيقة الوضع، من حيث مستوى ذخيرة الجيش الإسرائيلي.
فيما قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن "جاهزية الآليات والوسائل القتالية في المناورة جيدة، وتتيح تنفيذ المهمة في غزة. مخزون قطع الغيار لا يشكل عائقاً".
يشار إلى أن إسرائيل تواجه انتقادات دولية لاذعة بسبب الأوضاع الإنسانية المأساوية في غزة، والحصار الذي تفرضه على القطاع الفلسطيني المدمر منذ أشهر طويلة، ما أدى إلى انتشار المجاعة في بعض الأجزاء.
كما يتعرض نتنياهو لضغوط داخلية من قبل عائلات "الرهائن الإسرائيليين"، التي تتهمه بالتضحية بحياتهم.