آخر الأخبار

مسؤول بالتجمع اليمني للإصلاح: نتعامل بإيجابية مع خارطة الطريق الأممية

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

قال الأمين العام المساعد لحزب التجمع اليمني للإصلاح شيخان الدبعي إن تجربة الحزب السياسية شكّلت إحدى أهم المحطات في مسار الحياة الحزبية اليمنية منذ الوحدة.

وفي حوار مع الجزيرة نت، كشف الدبعي أن رئيس الحزب محمد اليدومي عرض مبادرة تدعو جميع القوى لتبني ميثاق شرف سياسي يضمن إدارة اليمن "بعد إسقاط الحوثيين" بالشراكة والتوافق، لمعالجة أسباب الأزمات مثل الانفراد بالسلطة وضمان موقف موحد يمنع العودة للصراعات.

وأضاف أنه حتى الآن، لم يُعلن رسميا مدى قبول الأطراف، بما فيها أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بهذه المبادرة.

وفيما يلي نص الحوار:


*

بعد مرور 35 عاما على تأسيس حزب الإصلاح، كيف تقيّمون مسيرته؟ وما أبرز التحديات والإنجازات التي طبعت تجربته السياسية؟

يمكن القول إن تجربته السياسية شكّلت إحدى أهم المحطات في مسار الحياة الحزبية اليمنية منذ الوحدة. فالحزب وُلد من رحم الفضاء اليمني الواحد والمتعدد في آن، وأصبح واحدا من الحقائق السياسية داخل المشهد اليمني، وقد اكتسب هذه المكانة بسبب رهاناته على المجتمع وحرصه على تقوية مركزه داخل معادلة الحكم.

وهو الأمر الذي حوله بالنسبة لقطاع كبير من المجتمع إلى ضرورة سياسية، ولو تأملت الخارطة السياسية اليمنية ستلاحظ هذا الأمر بوضوح؛ إذ لا يغيب حزب "الإصلاح" من مكان إلا وتراجعت معه إمكانية المجتمع في التعبير عن نفسه والمطالبة بحقوقه.

وأعظم إنجازاتنا أننا أعدنا وصل السياسة بالناس وعالجنا القطيعة التاريخية بينهم وبين الشأن العام، فانتشلنا اليمني من عزلته ودفعنا به إلى مقدمة الحياة العامة. وكسرنا احتكار المكانة والسلطة وفتحنا الباب أمام الجميع في قلب المدن الكبيرة وعمق الريف. طوال هذه التجربة كان الإنسان اليمني هدفنا الأول ومحور عملنا، وسيبقى كذلك ما دمنا نعمل ونناضل.


*

أعلن رئيس الهيئة العليا للتجمع محمد اليدومي مبادرة لتبني ميثاق شرف سياسي يقضي بألا يُحكم اليمن "بعد إسقاط انقلاب الحوثيين" إلا بالشراكة والتوافق لعدة سنوات قادمة. ما تفاصيلها؟ وهل طُرحت على بقية القوى، خاصة داخل مجلس القيادة الرئاسي؟

إعلان

مبادرة رئيس الحزب هي تأكيد لما دعونا إليه سابقا جميع القوى السياسية لتبني ميثاق شرف سياسي يضمن إدارة اليمن بعد إسقاط "مليشيا الحوثي" بالشراكة والتوافق، لمعالجة أسباب الأزمات مثل الانفراد بالسلطة وضمان موقف موحد يمنع العودة للصراعات.

حتى الآن، لم يُعلن رسميا مدى قبول بقية القوى، بما فيها أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بهذه المبادرة.




*

يبدو مسار الحسم العسكري في اليمن مسدودا منذ سنوات. هل ما يزال طريق السلام ممكنا ومجديا؟ وما موقفكم من خارطة الطريق التي تقدم بها المبعوث الأممي للحل السياسي؟

السلام في اليمن هو الثابت الأهم في النهج السياسي للتجمع اليمني للإصلاح وحتى الموقف من الحوثيين كان بغرض استعادة السلام المهدور بتمردهم، فالعودة إلى العملية السياسية هي الحل الذي نبحث عنه، لكننا نؤكد أن أي تسوية يجب أن تقوم على أساس عادل يضمن استعادة الدولة واحترام سيادة اليمن ووحدته.

نرحب بالجهود التي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، ونتعامل بإيجابية مع خارطة الطريق المقدمة، شريطة أن تحقق شراكة وطنية حقيقية وألا تكرّس واقع القوة أو الإقصاء. إننا نرى في السلام العادل والشامل الطريق الأمثل لبناء مستقبل آمن ومستقر لكل اليمنيين.


*

ما موقفكم من مشاريع انفصال جنوب اليمن التي يتبناها المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي، وهو عضو في مجلس القيادة الرئاسي وشريك في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا؟

موقف التجمع اليمني للإصلاح هو الانحياز الدائم للإنسان اليمني والسعي لضمان حقوقه السياسية والاقتصادية ولا أظن ذلك ممكنا إلا ضمن خيار الدولة الوطنية التي من جهة تعكس إرادة المجتمع من خلال آلية انتخابية تخلو من العيوب التي رافقتها منذ إعلان التعددية، ومن جهة أخرى تلتزم بحقوق المواطنين. فالخبرة التاريخية تؤكد وبلا جدال أن اليمني يصبح عرضة للانتهاكات السياسية والمعيشية في الوضع المنقسم.


*

في أي سياق تضعون علاقات الإصلاح مع دول الخليج العربي؟ وهل هناك توافق سياسي معها إزاء الأزمة في اليمن؟ وهل لديكم تواصل مع الولايات المتحدة باعتبار الحزب شريكا رئيسيا في الحكومة اليمنية وله دور كبير في الحياة السياسية بالبلاد؟

يضع الحزب علاقاته مع دول الخليج العربي في إطار الانفتاح المسؤول والملتزم بالدستور والقانون، باعتبار أنها تمثل بلا شك بعدا إستراتيجيا يخدم المصالح العليا لليمن، ويعزز من قدرته على تجاوز أزماته الراهنة.

كما أننا نرى ضرورة التعاون مع الأشقاء في الخليج وفق أرضية مشتركة تتمثل في دعم الحكومة الشرعية، واستعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب الحوثي، بما يحفظ لليمن سيادته واستقلال قراره الوطني، ويسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها.

إعلان

ومجالات التعاون التي نقصدها لا تقتصر على البعد السياسي والأمني فحسب، بل تشمل العمل الإنساني والاقتصادي، ودعم مشاريع الاستقرار والتنمية، بما يعود بالنفع المباشر على المواطنين، خصوصا في المناطق المحررة.

والإصلاح كان وسيظل على تواصل دائم مع الفاعلين الإقليميين والدوليين بما يعكس التزامه بخيار الحلول السلمية والطرق الدبلوماسية، ويؤكد استعداده للمساهمة بدور إيجابي في أي تسوية سياسية عادلة ومستدامة، تحفظ وحدة الدولة اليمنية، وتلبي تطلعات الشعب في الأمن والتنمية والسلام.


*

كيف تنظرون إلى الهجمات الإسرائيلية التي تطال صنعاء ومدنا يمنية أخرى في ظل إعلان الحوثيين مساندتهم للمقاومة في غزة؟

الاعتداء على الشعب اليمني ومقدراته مدان، وقد عبرنا عنه في أكثر من موقف.


*

ما موقف الحزب من حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني؟

موقفنا مما يمارسه الكيان الصهيوني في فلسطين هو موقف كل أحرار العالم الرافض لجرائم الإبادة التي يرتكبها هذا الكيان كل يوم في غزة ، وندين استخدامه سياسة التجويع وهو الأمر المنافي لكل المواثيق الأممية لحقوق الإنسان، ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن ينظر حزبنا إليه إلا ككيان محتل يمارس جرائم إبادة على أرض ليست أرضه.

ونحن وكل أحرار العالم من ناشطين وشعوب نقف مع الشعب الفلسطيني وندعم حقه في مقاومة المحتل، وفي تحرير أرضه، وهذا هو موقف الشعب اليمني أجمع.


*

في ظل الانهيار الاقتصادي وتدهور الخدمات، كيف يقيّم الحزب مسؤوليته السياسية والاجتماعية تجاه المواطن اليمني اليوم؟

نحن جزء من الشعب اليمني نفرح لفرحه ونحزن لحزنه، وجزء من الحكومة ونتحمل مسؤولية بقدر حضورنا فيها، ونشيد وندعم الإصلاحات التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي والتي أدت إلى تحسن في قيمة العملة وانخفاض الأسعار، وندعو للمزيد وإلى تحسين أوضاع المواطنين في القطاعين المدني والعسكري.


*

بعد 35 عاما على تأسيسه، كيف يتصور الحزب موقعه في المشهد السياسي اليمني خلال العقد القادم؟

الإصلاح لم يكن يرى نفسه أولوية على اليمن دولة وشعبا، وليس له مصالح سياسية خاصة يسعى إليها، شارك في السلطة حين دعت الضرورة إلى ذلك، وذهب إلى المعارضة حين تحتم عليه ذلك، لذلك نحن لا نتصور موقعه في المشهد السياسي إلا ضمن ما يخدم البلاد دولة وشعبا.

هل موقعنا في المشهد السياسي مهم بالنسبة لنا؟ نعم، إنه مهم بالقدر الذي يمكننا من الدفاع عن الثوابت الوطنية والحفاظ على مقدرات ثورتي سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، ومخرجات الحوار الوطني. لا نرى أو نتصور موقعنا إلا بشركاء العمل والنضال الوطني ولا نرى الجميع إلا ضمن اليمن دولة كاملة السيادة، وشعبا حرا كريما.


*

هناك دعوات ومطالب بتمكين الشباب من المناصب القيادية داخل الحزب، خاصة أن القيادة الحالية تتولى مناصبها منذ التأسيس. كيف تنظرون إلى ذلك؟

نؤمن أن الشباب ليسوا مجرد مستقبل للعمل السياسي، بل هم حاضره وقوته المتجددة. صحيح أن قيادات الأحزاب تولت المسؤولية منذ التأسيس، لكن هذا لا يعني أن تبقى الأجيال الجديدة بعيدة عن دائرة الفعل. نحن حريصون على أن يكون لهم حضور حقيقي في مؤسسات الحزب ودوائر صنع القرار، وأن نمنحهم الفرصة ليكونوا شركاء فاعلين لا مجرد واجهة شكلية.

انتقال القيادة بين الأجيال يجب أن يتم بطريقة منظمة تحفظ الخبرة المتراكمة وتضيف إليها طاقات جديدة. فالحزب الذي لا يجدد نفسه ويستوعب طاقات شبابه مهدد بالتراجع. لهذا نحن جادون في فتح المجال أمام الشباب من خلال التدريب والتأهيل وتوسيع المسؤوليات، ليكونوا قادرين على قيادة المرحلة القادمة بثقة وكفاءة، وهذا ما نقوم به حاليا.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا