قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن حلف شمال الأطلسي ( ناتو ) أوقف التوغل الروسي في بولندا، ولكن بتكلفة مالية باهظة، مما يشكل عدم توازن خطيرا يعرض أجزاء كبيرة من أوروبا للخطر.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم جيليان كاي ميلكيور- أن الناتو أسقط المسيرات الروسية، ووصف القائد الأعلى لقوات التحالف الجنرال ألكسوس غرينكيفيتش الرد بأنه "حاسم" و"فعال" وشهادة على "قدرة واحترافية 32 حليفا يعملون معا".
لكن المسؤولين والخبراء في أوكرانيا يرون أن رد الناتو مثير للقلق، وقال المستشار السابق لوزارتي الدفاع والصناعات الإستراتيجية الأوكرانيتين يوري ساك إن "روسيا ليست تهديدا افتراضيا"، بل هي تهديد حقيقي وهائل لدول أوروبا الشرقية.
ومع أن بولندا لم تبلّغ عن أي إصابات، فإن بعض الطائرات المسيّرة حلّقت فوق مناطق مكتظة بالسكان بعيدا عن الحدود، وتم إغلاق 4 مطارات هناك، حيث ينتشر حوالي 10 آلاف جندي أميركي في بولندا، كما تقول الكاتبة.
ونفى الكرملين انتهاك المجال الجوي البولندي عمدا، لكن الأدلة تشير إلى خلاف ذلك -حسب الكاتبة- وأولها حجم التوغل ومدته، حيث حلقت حوالي 20 مسيرة فوق بولندا على مدى سبع ساعات تقريبا.
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي "لا نصدق ارتكاب 20 خطأ في الوقت نفسه".
وقالت السلطات البولندية إن حملة روسية وبيلاروسية لنشر الأكاذيب رافقت انتهاكات الطائرات المسيرة للبلاد، وقال معهد دراسات الحرب إن الطائرات التي اخترقت المجال الجوي لبولندا "كانت مزودة بخزانات وقود زادت من مداها".
وتساءلت الكاتبة ماذا تستفيد روسيا من هذا الاستفزاز؟ إلا أن تريد معلومات عن الرد الغربي، وقد علمت أن الناتو لا يزال يعتمد على أسلحة نادرة وباهظة الثمن لاعتراض الطائرات الرخيصة والوفيرة، مما يعني الافتقار إلى رد موثوق.
عندما يكون هناك طيار في الجو، أو شخص على الأرض يدافع عن التحالف، لا أريدهم أن يفكروا في تكلفة الأسلحة، أريدهم أن يفكروا في الدفاع عن مواطنينا
بواسطة الجنرال غرينكويش
وأشارت الكاتبة إلى أن الناتو لو كانت لديه طريقة أفضل لكان هذا هو الوقت المناسب لإثبات ذلك.
ولكن بدلا من ذلك، قال الأمين العام للحلف مارك روته إنهم استدعوا صواريخ باتريوت وطائرات إف-16 و إف-35 ، التي تكلف صواريخها مليون دولار أو أكثر.
وعندما سئل الجنرال غرينكويش عن هذا الخلل قال "عندما يكون هناك طيار في الجو، أو شخص على الأرض يدافع عن التحالف، لا أريدهم أن يفكروا في تكلفة الأسلحة، أريدهم أن يفكروا في الدفاع عن مواطنينا".
ولكن ليسيا أوروبيتس، من مبادرة الدفاع الجوي الأوكرانية، قالت إن "هناك حسابات للحرب، إذا لم تكن لديك حلول أرخص، ولم يكن جيشك مدربا جيدا لمواكبة التحديات، فأنت تواجه نفقات باهظة، وإذا استمر الهجوم فقد لا يكون لدى أوروبا ما يكفي من الإمدادات لأسابيع، وربما لأيام".
وذكّرت الكاتبة بأن بولندا لم تسقط جميع المسيّرات، مشيرة إلى أن 20 مسيرة عدد ضئيل بالنسبة لما تواجهه أوكرانيا، التي واجهت في الليلة نفسها هجوما روسيا شاركت فيه 415 مسيرة و43 صاروخا، وفقا لسلاح الجو.
وأشارت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إلى أن روسيا تستطيع الآن إنتاج حوالي 2700 مسيرة شهريا من طراز "شاهد" التي يبلغ مداها حوالي 1500 ميل، وهو مدى كاف لضرب معظم أنحاء أوروبا.
ورأت الكاتبة أن هذا من شأنه أن يرعب الناتو الذي قد يكون هدفا روسيا آخر، يقول ساك "للخوف عيون واسعة، تريد روسيا تحويل موارد الدفاع الجوي عن أوكرانيا" حتى يقول حلفاء أوكرانيا "نريد مساعدتكم، لكن علينا مساعدة حلفائنا من الدول الذين هم أعضاء بالفعل في الناتو".