تتجه الأنظار في كوت ديفوار نحو الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وسط جدل سياسي وقانوني متصاعد بعد استبعاد عدد من الشخصيات البارزة من السباق، بينهم الرئيس السابق لوران غباغبو والمرشح المنتظر تيجان تيام.
ورغم تصدّر صور 4 مرشحين معارضين للرئيس الحسن وتارا الصفحات الأولى للصحف المحلية هذا الأسبوع، فإن غياب تيام، زعيم حزب "الديمقراطيين في كوت ديفوار"، أثار موجة من الانتقادات.
وقد عبّر تيام عن خيبة أمله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلا: "كان الإيفواريون يأملون أن يدافع المجلس عن حقهم في اختيار رئيسهم عبر صناديق الاقتراع. لكنهم يواجهون الآن استفتاء حقيقيا ينظمه الرئيس الحالي الساعي إلى ولاية رابعة غير دستورية".
ويقيم تيام في فرنسا منذ مارس/آذار، وقد أُزيل اسمه من السجل الانتخابي بقرار قضائي استند إلى كونه لا يزال يحمل الجنسية الفرنسية عند تسجيله.
كما رفض المجلس الدستوري ترشح الرئيس السابق لوران غباغبو، زعيم حزب "شعوب أفريقيا، كوت ديفوار"، بسبب إدانة قضائية سابقة، وهو قرار ندد به حزبه مرارا.
وقد دعا غباغبو أنصاره إلى احتجاجات شعبية عبر المنصات الرقمية، مما ينذر بتصاعد التوتر السياسي قبيل الاقتراع.
ورغم تقديم عدد قياسي من المرشحين المستقلين، فإن المجلس رفض معظم الطلبات بسبب نقص التزكيات أو عدم إثبات دفع مبلغ التأمين البالغ 50 مليون فرنك أفريقي (نحو 89 ألف دولار).
ومن بين 60 طلبا، لم يُعتمد سوى 5 مرشحين: الحسن وتارا، وجان لويس بيّون، وسيمون غباغبو، وأهوا دون ميلو، وهنرييت لاغو أدجوا.
المفاجأة الوحيدة كانت اعتماد ترشح هنرييت لاغو أدجوا، وزيرة الأسرة السابقة عام 2000، ومرشحة رئاسية غير موفقة عام 2015، ورئيسة مجموعة "الشركاء السياسيين من أجل السلام".
وبرزت سيمون غباغبو، زعيمة حركة "أجيال قادرة"، وأهوا دون ميلو، الذي اعتُبر "خطة بديلة" في حال استبعاد غباغبو.
وقال فرناند أهيله، مدير حملة دون ميلو، "نحن ملتزمون تماما بانتزاع السلطة، أي إزاحة الحسن وتارا من الرئاسة. ترشحه كان احترازيا، لكنه اكتسب معنى حقيقيا بعد رفض ترشح غباغبو، وهو قرار نرفضه بشدة".
ورغم عدم الإعلان عن تحالف رسمي، بدأت مشاورات بين سيمون ودون ميلو. وقالت السيدة الأولى السابقة، في الثامن من أغسطس/آب الماضي، "نحن من التيار نفسه، ونتقاسم أهدافا مشتركة سنعززها ونخوض حملة قوية معا".
لكن محللين يرون أن المعارضة تواجه هامش مناورة ضيقا أمام حزب "تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام" الحاكم الذي يحمل اسم الزعيم التاريخي فيليكس هوفويت بوانيي، أول رئيس لساحل العاج بعد الاستقلال، ويُعتبر رمزا للوحدة الوطنية.
ويقول المحلل السياسي جوفري جوليان كواو لأفريكا ريبورت إن "تحالفا رباعيا ضد وتارا غير مرجّح، لكن تقاربا بين سيمون غباغبو وأهوا دون ميلو يبقى واردا، فقد كانا قريبين من غباغبو في السابق".
وقد رافقهما السياسي المخضرم شارل بلي غودي عند تقديم طلبات الترشح، ويُعتقد أنه قد يلعب دور الوسيط بين زوجة الرئيس السابق والوزير السابق.
على خلاف تيام وغباغبو، اللذين يراهنان على "المواجهة السياسية"، بدأت سيمون غباغبو حوارا مع الحزب الحاكم، داعية إلى حوار سياسي.
أما جان لويس بيّون، وريث إمبراطورية "سيفكا" الصناعية، فيخوض السباق تحت راية حزب "المؤتمر الديمقراطي".
لكن محللين يشككون في قدرته على جذب الناخبين المحبطين من استبعاد تيام وغباغبو، ويقول كواو -في تصريح لأفريكا ريبورت- "ما لم يوجّه غباغبو وتيام أنصارهما لدعمه، سيضطر بيّون ودون ميلو إلى البحث عن أصوات خارج قواعدهم، وهو أمر ليس سهلا".