الخليل- قبل نحو عام أغلق جيش الاحتلال المنفذ الرئيسي لبلدة إذنا جنوبي الضفة الغربية، الذي يربطها بمدينة الخليل وشمالها، وحتى اليوم يواصل إغلاق المنفذ ويغلق كل طريق ترابي بديل يستحدثه السكان لتسيير أمور حياتهم.
يشكل المدخل الرئيسي، المغلق ببوابة حديدية، شريان الحياة لسكان القرية المقدر عددهم بنحو 30 ألف نسمة، وشكل إغلاقه ضربة لاقتصاد المدينة، فضلا عن فقدان أرواح كثيرين للتأخر في إسعافهم ونقلهم إلى المشافي بمدينة الخليل.
وبالتزامن مع إطلاق حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثف الاحتلال إجراءاته بالضفة ونشر مئات الحواجز والبوابات الحديدية، وخنقها هذا الأسبوع بالمزيد، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
يقول جابر الطميزي رئيس بلدية إذنا، للجزيرة نت إن المسافة بين البلدة ومدينة الخليل إلى الشرق منها، عبر الشارع 35 شمالي المدينة، لم تكن تستغرق أكثر من 10 دقائق، لكنها اليوم تحتاج أكثر من ساعة، فبدل 10 كيلومترات، يضطر السكان لسلوك طرق بديلة عبر قرى مجاورة بمسافة تتجاوز 20 كيلومترا.
وأضاف أن انعكاسات الإغلاق تجلت في خسائر بشرية، مستشهدا بحالة رئيس البلدية السابق جمال الطميزي قبل أسابيع، والذي تعذر نقله إلى المستشفى عبر مركبة إسعاف وبشكل مباشر، إنما اضطر لتجاوز البوابة المثبتة على مدخل البلدة واستقلال مركبة أخرى نحو المستشفى لكن الأجل وافاه فور وصوله، وكان بالإمكان وصوله في الوقت المناسب لو كانت الطريق سالكة، مشيرا إلى تكرار الحالات المشابهة ومعاناة المرضى.
يشير رئيس البلدية إلى اعتماد كثير من سكان البلدة بشكل رئيسي على عمليات إعادة تدوير الخردة (فصل المعادن) وهي صناعة بعشرات ملايين الدولارات، وأثر الإغلاق عليها بتراكم المواد الخام وعدم القدرة على تصريفها إلا بالحد الأدنى.
وبدأت العقوبات الجماعيات على القرية، بما في ذلك اقتحامها شبه اليومي، بعد اتهام أحد أبنائها بتنفيذ عملية أدت إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين في الأول من سبتمبر/أيلول 2024.
واعتبر رئيس البلدية ما يجري شكلا من أشكال العقاب الجماعي لسكان البلدة، مشيرا إلى فشل كل الاتصالات والمحاولات لرفع الحصار عنها.
وبشكل لافت شدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، هذا الأسبوع، من حصاره المفروض على القرى والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وذلك بنشر مزيد من البوابات الحديدية والأقفال، وإغلاق بوابات وحواجز قائمة.
وتزامنت هذه الإجراءات مع تهديدات على لسان وزير الجيش يسرائيل كاتس بعد عملية القدس الاثنين الماضي التي أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 20 إسرائيليا، بأنه "ستكون لهذه العملية عواقب وخيمة وبعيدة الأمد بالضفة الغربية".
وبالتزامن مع إغلاق القرى التي خرج منها منفذا العملية غرب القدس، دفع الاحتلال بتعزيزات إلى أنحاء الضفة الغربية، وكان نشر البوابات والحواجز وزيادة الاقتحامات أبرز النتائج الملموسة.
وفق توثيق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فإن جيش الاحتلال أغلق في الأيام الثلاث الأخيرة، كل مداخل مدينة القدس والقرى والبلدات المحيطة بها، وفرض إجراءات مشددة على مداخل مدينة رام الله الشمالية والشمالية الغربية، وثبت مزيدا من البوابات الحديدية على مداخلها.
ووسعت سلطات الاحتلال من نشر البوابات الحديدة، وهي بوابات صفراء بذراع واحدة أو ذراعين ويصل طولها إلى 20 مترا، وتغلق بأقفال يستحوذ الجنود على مفاتيحها، بعضها يفتح في ساعات محددة، وبعضها مغلق بشكل شبه دائم.
ووفق مسؤول النشر والتوثيق بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أمير أبو داود، فإن جيش الاحتلال شدد الخناق على القرى والبلدات والمدن الفلسطينية بنشره 13 بوابة جديدة وإغلاق حواجز وبوابات قائمة.
وأوضح في تصريح للجزيرة نت أن جيش الاحتلال وضع 5 بوابات جديدة بقرى محافظة رام الله والبيرة، وبوابة في النفق الرابط بين بلدتي الجيب وبدو شمال غرب القدس، وبوابة شرق مدينة بيت لحم، و3 بوابات بمحافظة الخليل وبوابة بمحافظة طولكرم، وبوابتين بمحافظة أريحا، وسواتر ترابية بمحافظة جنين .
كما أغلقت قوات الاحتلال -وفق أبو داود- حواجز وبوابات بشكل كامل أغلبها في محيط القدس.
وإضافة إلى ما ذكره المسؤول الفلسطيني، أكدت مصادر محلية للجزيرة نت إضافة بوابتين على مدخل قريتي البويب والسموع جنوب مدينة الخليل، تضاف جميعها إلى 898 حاجزا وعائقا، بينها أكثر من 150 بوابة حديدية سبق أن أعلنت عنها هيئة مقاومة الجدار الفلسطينية.