آخر الأخبار

مؤسسة جنوب أفريقية: العمل بغزة بات مستحيلا وفرقنا تعاني التهجير والاستهداف

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

يرى الدكتور مالك أبو رجيلة مدير عمليات الشرق الأوسط في منظمة جيفت أوف ذا جيفرز الجنوب أفريقية، أن "العمل الإغاثي والإنساني في قطاع غزة بات مستحيلا"، لافتا إلى أن فرق المنظمة العاملة هناك تعيش مآسي مركبة من التهجير والاستهداف الإسرائيلي.

وبرز اسم مؤسسة جيفت أوف ذا جيفرز "Gift of the Givers" الجنوب أفريقية كإحدى أبرز المؤسسات الإنسانية والإغاثية العاملة دوليًا، حيث تقدم مساعداتها في أكثر من 45 دولة حول العالم، بما في ذلك مناطق تشهد أزمات حادة مثل فلسطين وسوريا واليمن ولبنان.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 ضمن مبادرة "سوريا أبشري".. وصول مساعدات طبية قطرية لدمشق
* list 2 of 2 زلزال ولاية كونر الأفغانية يشرد الأهالي وصعوبات لتوفير الماء والغذاء end of list

وتمثل هذه المؤسسة -التي تركز خصوصا على القطاع الطبي- نموذجا مغايرا للصورة النمطية عن القارة الأفريقية كمستقبل دائم للمساعدات، إذ باتت، في المقابل، ترسل مساعدات حيوية إلى بقاع منكوبة، خاصة في الشرق الأوسط.

في هذا الحوار، يتحدث أبو رجيلة عن خلفيات نشأة الجمعية، وطبيعة تدخلها في دول المنطقة، والتحديات المتفاقمة أمام العمل الإنساني في غزة.

غزة.. حالة استثنائية

ويصف أبو رجيلة الوضع في غزة بأنه الأصعب بين جميع المناطق التي عملت فيها المؤسسة، ويقول "عادة نجد تسهيلات للوصول إلى المتضررين، لكن غزة تمثل استثناءً مروعًا، حيث تُمنع المواد الطبية والغذائية، وتُعامل كأنها محظورات، رغم كونها حقوقًا إنسانية".

ويضيف أن الاحتلال الإسرائيلي لا يحترم القوانين الدولية الخاصة بحماية المنظمات الإنسانية، إذ طال الاستهداف المباشر مقارها وطواقمها، مؤكدا "في غزة لا توجد حصانة لأي منظمة، وقد خسرنا زملاء في المؤسسة، بينهم مدير مكتبنا الذي استُشهد رغم وجوده فيما قيل إنها منطقة آمنة".

ويشرح أبو رجيلة أن المؤسسة كانت تعتمد على شراء المواد من الموردين المحليين في غزة، لكن القصف طال حتى الآبار ومحطات التكرير، وأصبحت إمكانية إدخال المواد مشروطة ومحدودة، مضيفًا أن أكثر من 90% من سكان القطاع أصبحوا نازحين.

إعلان

ويؤكد أن معظم الجرحى من النساء والأطفال، وأن منع دخول الأطباء أو معداتهم يجعل أي تدخل طبي محدود الجدوى، مضيفا "من يسمح له بالدخول، لا يُسمح له بإدخال أدواته الجراحية، مما يجعل وجوده بلا فائدة حقيقية، خاصة في العمليات الدقيقة مثل الأعصاب والعظام".

تحديات لا تُحتمل

يصف أبو رجيلة معاناة الفرق الطبية في غزة بأنها مضاعفة "فإما أن يؤدي الطبيب واجبه ويعرض نفسه وأسرته للخطر، وإما أن يتخلى عن رسالته. وهذا ما يعيشه زملاؤنا على الأرض، فهم بين خطر القصف، وتهديد فقدان أحبائهم، والعيش في ظروف تهجير مستمرة".

ويضيف "فرقنا تعمل رغم كل شيء، وتنتقل من خيمة إلى خيمة، ومن منطقة إلى أخرى، في ظل أوضاع نفسية مرهقة بفعل الإنذارات المتكررة من قوات الاحتلال، والتي غالبًا ما تكون بلا ضرورة أمنية فعلية".

ويؤكد أبو رجيلة أن أنشطة المؤسسة تحظى بدعم رسمي وشعبي واسع في جنوب أفريقيا، "أغلب التمويل يأتي من داخل البلاد، وهو ما يمنحنا دافعًا إضافيًا للوفاء بثقة المانحين وتجسيد القيم".

البداية من جنوب أفريقيا

وحول إطلاق المؤسسة، يقول أبو رجيلة إن مؤسسة "جيفت أوف ذا جيفرز" تأسست عام 1992 في جنوب أفريقيا كمؤسسة غير حكومية تستهدف التدخل العاجل في أوقات الكوارث والأزمات، بإرسال الفرق الطبية، خصوصًا الجراحين، وتقديم المساعدات الإنسانية.

ويضيف "مع الوقت تطور عملنا ليشمل تقديم خدمات تنموية محلية مثل تطوير المدارس والمستشفيات، وتقديم منح دراسية، وبرامج لدعم المزارعين والخريجين. وخارج جنوب أفريقيا، أرسلنا فرقًا ومساعدات إلى أكثر من 45 دولة خلال العقود الثلاثة الماضية".

ويؤكد أبو رجيلة أن المؤسسة تتبنى شعار "خير الناس أنفعهم للناس"، موضحا أن عملهم الإنساني لا يفرق بين إنسان وآخر على أساس الدين أو العرق أو الانتماء، وأن روح التعايش في جنوب أفريقيا تنعكس في فلسفة المؤسسة.

لقاء عرفات

بدأ حضور المؤسسة في الشرق الأوسط مطلع الألفية، عندما رافق مؤسسها الدكتور امتياز سليمان وفدا حكوميا جنوبَ أفريقيّ لزيارة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات المحاصر في رام الله عام 2004.

ويتابع "منذ ذلك الوقت توسع نشاطنا، فقدمنا مساعدات في لبنان خلال حرب 2006، وبدأنا العمل في اليمن وسوريا منذ عام 2012، حيث أرسلنا فرقًا طبية متخصصة.

وفي سوريا نشغل اليوم ثاني أكبر مستشفى جراحي في الشمال بمدينة جسر الشغور، ويعمل فيه نحو 300 من الطاقم الطبي والإداري ويستقبل أكثر من 20 ألف مريض شهريًا".

أما في فلسطين، فقد عملت المؤسسة على إرسال الوفود الطبية، وتأمين المستلزمات، وإجراء العمليات الجراحية، إلى جانب مشاريع نوعية مثل رعاية المرأة والطفل، وبرامج دعم التعليم الجامعي والمدرسي، إضافة إلى كفالة الأيتام والجرحى والمعاقين.

وفي اليمن، تركز المؤسسة على مكافحة الجوع وتوزيع الحصص الغذائية، بينما قدمت في لبنان مساعدات عاجلة للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت عام 2020، ولاحقًا للمهجرين من الحرب الأخيرة عام 2024، بما في ذلك تقديم سيارات إسعاف ودعم للمستشفيات.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا