وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة أمراً تنفيذياً بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب.
وتُعيد هذه الخطوة اسماً كانت تحمله الوزارة آخر مرة في أربعينيات القرن الماضي، ووفقاً لنص الأمر الذي اطلعت عليه بي بي سي، فإن الهدف هو "إظهار القوة والعزيمة".
وستستخدم الوزارة الاسم الجديد في البداية "كلقب ثانوي" بينما تسعى الإدارة الأمريكية للحصول على موافقة الكونغرس لجعل هذا التغيير دائماً.
وكان ترامب قد قال للصحفيين في أغسطس/آب إنه واثق من دعم الكونغرس للفكرة إذا استدعى الأمر ذلك.
ولم يُعلن البيت الأبيض حتى الآن عن تكلفة إعادة تسمية الوزارة، لكن وسائل الإعلام الأمريكية تتوقع أن تصل تكلفة إعادة تصميم مئات الوكالات والشعارات وعناوين البريد الإلكتروني والزي الرسمي إلى مليار دولار.
ووفقاً لنص الأمر التنفيذي رقم 200 منذ عودة ترامب للبيت الأبيض، فإن "اسم وزارة الحرب يحمل رسالة أقوى وأكثر وضوحاً تعكس الجاهزية والحزم، على عكس الاسم السابق الذي يقتصر على الإشارة إلى القدرات الدفاعية".
ومن داخل المكتب البيضاوي، وصف ترامب الاسم الجديد بأنه "الأكثر ملاءمة في ظل الأوضاع الراهنة في العالم"، مؤكداً أن "هذا الاسم يوجّه رسالة نصر".
تأسست "وزارة الحرب" الأمريكية على يد أول رئيس للولايات المتحدة جورج واشنطن، إلا أن اسمها تغيّر بعد الحرب العالمية الثانية.
وكان ترامب قد طرح فكرة إعادة الاسم عدة مرات، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تمتلك "تاريخاً لا يُصدق من الانتصارات" في الحربين العالميتين تحت الاسم القديم.
أُنشئت "وزارة الحرب" عام 1789، وكان لها "دورٌ حاسم" في قيادة الولايات المتحدة نحو النصر في حرب عام 1812، والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، وهو ما ساهم في ترسيخ الثقة بقدرات القوة العسكرية الأمريكية، بحسب البيت الأبيض.
وفي 8 يناير/كانون الثاني عام 1790، قال الرئيس جورج واشنطن في خطابه السنوي الأول أمام الكونغرس، إن "الاستعداد للحرب هو أفضل وسيلة للحفاظ على السلام".
وبموجب هذا التغيير، أصبح وزير الدفاع بيت هيغسث يُعرف رسمياً بـ "وزير الحرب"، وقد أوكلت إليه مهمة اتخاذ الخطوات التشريعية والتنفيذية اللازمة لتثبيت هذه التسمية بشكل دائم.
وأعرب هيغسث عن دعمه الكامل لهذا القرار، مستشهداً بشعار وحدته الأولى في المشاة: "من يريد السلام، فليستعد للحرب".
وفي منشور له عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، شدد على أن وزارة الحرب ستبقى في حالة جاهزية دائما، وبكافة الوسائل الممكنة، لضمان أمن وسلام المواطنين، مؤكداً أن تحقيق السلام لا يكون إلا عبر القوة.
وخلال مراسم توقيع الأمر التنفيذي، أكد هيغسث، أن التغيير ليس مجرد إعادة تسمية، بل هو استعادة لهوية الوزارة، مشدداً على أهمية الكلمات وتأثيرها.
وأضاف: "سوف نهاجم، لا ندافع فقط. فاعلية قتالية قصوى، لا قانونية فاترة. تأثير عنيف، لا تصحيح سياسي. سنُربي محاربين، لا مجرد مدافعين".
وطرح رواد مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات حول دلالات تغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى وزارة الحرب، معتبرين أن الأمر لا يقتصر على تغيير شكلي، بل يعكس توجهاً أعمق، وقد يشير إلى انتقال الولايات المتحدة من موقف الدفاع إلى استراتيجية "هجومية".
قالت نهى العلمي في تعليق لها عبر منصة "إكس" إن الاسم الجديد "وزارة الحرب" يعبّر بدقة عن السياسة الأمريكية، مضيفة: "لم تكن يوماً وزارة دفاع، بل كانت دائماً حرباً ودماراً".
وكتبت مايا رحال عبر حسابها أن "وزارة الحرب الأمريكية ليست إلا "أداة لافتعال الحروب حول العالم وقتل الشعوب المستضعفة والمنكوبة، كما يحدث في غزة"، على حد تعبيرها.
وتساءل ياسين عز الدين: "ترامب يغيّر اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب، ثم يطمح لنوبل للسلام، إذا كان كل هذا الدمار حصل باسم الدفاع، فماذا نتوقع من وزارة تُدعى الحرب؟".
وقال مـُلا عبود الكرخي، عبر حسابه على منصة "إكس" إن تغيير اسم البنتاغون إلى "وزارة الحرب" يعكس تحولاً استراتيجياً في السياسة الأمريكية من الدفاع إلى الهجوم، على حد تعبيره، واصفاً الخطوة بأنها "أكبر استعداد عسكري ونفسي في تاريخ أمريكا حتى الآن".
وأشار الكرخي إلى أن ميزانية "وزارة الحرب" تبلغ 895 مليار دولار، وهو ما يعني أن أي مواجهة عسكرية قادمة قد تكون مدعومة بما يقارب تريليون دولار، معتبراً أن ذلك كفيل بتحويلها إلى "حروب مجنونة".
ووصف حساب باسم "دي غراشيا" قرار ترامب بأنه خطوة "مريبة"، مشيراً إلى أن اسم "وزارة الحرب هو نفسه الذي تستخدمه "الجماعات الإرهابية". وأكد أن هذه الخطوة قد تُعد "كشفاً للأقنعة ولعباً على المكشوف" من جانب ترامب وإدارته.
وكتب عبد الرزاق عبر حسابه، أن تغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى "وزارة الحرب" يرتبط بشكل أساسي بالمواجهة المتصاعدة مع الصين وروسيا، حسب تعبيره.
ويرى حسين أبو راية في منشور له على منصة إكس أن ما وصفه بـ "استعراضات الصين مع قممها،أخافت ترامب"، مما دفعه لتغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى وزارة الحرب.
بينما يعتقد آصف ابن برخيا، أن تغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى وزارة الحرب يشير إلى بداية "الحرب العالمية الثالثة".
وقال حسن محمد الصوصي إن أمريكا أصبحت تشعر أكثر من أي وقت مضى "بتهديد لريادتها العالمية"، وأن تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب، يعكس ما وصفه "بالخوف الوجودي القائم"، على حد تعبيره.
ويطرح حساب باسم سيرأبوزيد، تساؤلاً عقب ما وصفه بالاستعراض العسكري الضخم لجمهورية الصين بحضور الرؤساء الروسي والكوري والهندي، حيث يتساءل: هل يُعد المسرح العالمي لحرب عالمية ثالثة؟".
ويرى نسيبي بوعزيز أن القرار يشكل رسالة تحذيرية موجهة إلى قادة الصين وروسيا وكوريا الشمالية، تؤكد استعداد أمريكا لمواجهة أي مؤامرات محتملة، على حد وصفه.