آخر الأخبار

روسيا وأوكرانيا: ثلاثة أسباب وراء موقف بوتين المتشدد تجاه الصراع

شارك
مصدر الصورة

أحياناً، لا يتشكل الانطباع الأكبر بالكلمات.

إنما برد الفعل.

من أقصى شرق روسيا، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيراً للغرب، قائلاً: لا تفكروا حتى في إرسال جنود - بمن فيهم قوات حفظ السلام - إلى أوكرانيا.

قال الرئيس الروسي: "إذا ظهرت أي قوات هناك، وخاصةً الآن بينما القتال مستمر، فإننا سوف ننطلق من فرضية أنها ستكون أهدافاً مشروعة للتدمير".

ثم جاء رد الفعل.

صفّق الحضور في المنتدى الاقتصادي في فلاديفوستوك بحرارة، إذ رحّب المسؤولون وقادة الأعمال الروس، على ما يبدو، بالتهديد بـ "تدمير" القوات الغربية.

بمراقبة المشهد في القاعة، وجدتُ التصفيق مخيفاً تماماً.

جاء ذلك بعد يوم واحد فقط من تعهد حلفاء أوكرانيا، ما يُسمى بتحالف الراغبين، بإنشاء "قوة طمأنة" لأوكرانيا بعد الحرب.

مصدر الصورة

صفق الجمهور مجدداً، عندما أشار زعيم الكرملين إلى استعداده للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولكن على أرض روسية فقط.

قال بوتين: "أفضل مكان لذلك هو العاصمة الروسية، في مدينة الأبطال موسكو".

خارج روسيا، قوبل اقتراح بوتين بالرفض باعتباره غير جاد، وغير قابل للتنفيذ على الإطلاق. ومجرد حالة من "الاستفزاز السياسي".

لكنه، من نواحٍ عديدة، يُجسد موقف الكرملين الحالي من الحرب في أوكرانيا: "نعم، نريد السلام، ولكن بشروطنا فقط. هل ترفضون شروطنا؟ لا سلام إذاً".

هذا الموقف المتصلب مدعوم بمجموعة من العوامل.

أولاً: قناعة الكرملين بأن القوات الروسية في أوكرانيا تملك زمام المبادرة في ساحة المعركة.

ثانياً: النجاح الدبلوماسي. ففي الصين هذا الأسبوع، صافح بوتين عدداً من قادة العالم وتبادل الابتسامات معهم. كان الهدف من هذه الزيارة إظهار لوجود أصدقاء أقوياء لروسيا، مثل الصين والهند وكوريا الشمالية.

ثالثاً: الولايات المتحدة. إذ دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -الشهر الماضي- بوتين إلى ألاسكا لعقد قمة. وهكذا أشاد معلقون روس مؤيدون للكرملين بالحدث باعتباره دليلاً على فشل الجهود الغربية لعزل روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

ولإقناع الكرملين بإنهاء القتال، حدد ترامب سابقاً إنذارات ومواعيد نهائية، وهدد بفرض المزيد من العقوبات إذا لم تصنع روسيا السلام.

لكن ترامب لم يُنفذ تهديداته، وهذا سبب آخر للثقة الروسية.

يشيد بوتين علناً بجهود ترامب للسلام. ومع ذلك، رفض مقترحاته لوقف إطلاق النار، ولم يُبدِ أي رغبة في تقديم تنازلات بشأن الحرب في أوكرانيا.

فأين يترك ذلك آفاق السلام؟

صرح بوتين مؤخراً بأنه يرى "ضوءاً في نهاية النفق".

لكن يبدو لي أن روسيا من جهة، وأوكرانيا وأوروبا (وإلى حد ما الولايات المتحدة) من جهة أخرى، يسيرون في أنفاق مختلفة، على طرق مختلفة، ووجهات مختلفة.

تركز أوكرانيا وأوروبا على مسار يفضي إلى إنهاء القتال، ووضع ضمانات أمنية لكييف، والتأكد من أن الجيش الأوكراني قوي بما يكفي بعد الحرب لمنع غزو آخر.

عندما يتحدث بوتين عن "ضوء في نهاية النفق"، أعتقد أنه يتخيل مساراً يؤدي إلى انتصار روسي في أوكرانيا، وعلى نطاق أوسع، إلى بناء نظام عالمي جديد يعود بالنفع على روسيا.

وبالنسبة لمسألة السلام، يصعب رؤية أين ومتى سيلتقي هذان المساران المختلفان تماماً.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا