في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يقول الكاتب الإسرائيلي عاموس هارئيل في تحليل له بصحيفة هآرتس إنه كان من شأن قتل صحفيين فوق سطح مستشفى ناصر الطبي بغزة، في زمن آخر وفي مكان آخر، أن ينهي القتال.
وأوضح أن مقتل 20 شخصا بقذيفتي دبابة أمر غير معتاد إطلاقا. ولا يُستبعد أن عدد القذائف التي أُطلقت كان أكثر مما اعترف به الجيش الإسرائيلي في رده الأولي.
وأشار إلى أن هذا الجيش سبق أن أعلن مسؤوليته عن قتل صحفيين فلسطينيين في وقت سابق في الشهر نفسه، مما يجعل من الصعب تقبّل ادعائه أن ما وقع في مستشفى ناصر ب خان يونس يوم الاثنين كان حادثا عرضيا.
لكن بعد ما يقارب عامين من الحرب التي قُتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، جاءت حادثة الاثنين لتُقابَل بلامبالاة شبه كاملة في الجانب الإسرائيلي، كما يقول هارئيل.
وردا على الإدانات الغربية والتغطية النقدية في الإعلام الدولي، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية – تصريحا يعبر فيه عن "الأسف" لكن بالإنجليزية فقط.
وجاء أسف نتنياهو بعد دقائق من ظهور الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وقد بدا مدهوشا حين سأله الصحفيون عن الحادثة، رغم مرور ساعات طويلة عليها. وكذلك أعرب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، العميد أفي ديفرين، عن "الأسف" بالإنجليزية أيضا.
وعلق الكاتب بأن إصدار بيانات من المسؤولين الإسرائيليين في مثل هذه الجرائم باللغة الإنجليزية فقط ينم عن أنهم لا يرون أن الجمهور الإسرائيلي بحاجة إلى معرفة مباشرة بما يُرتكب باسمه في غزة .
وفند الكاتب تبرير الحكومة الإسرائيلية قتلها الصحفيين، قائلا إن حجتها يصعب قبولها، خاصة في ضوء إعلان الجيش مؤخرا أنه استهدف وقتل عمدا عددا من الصحفيين العاملين مع شبكة الجزيرة، بزعم أنهم أيضا من عناصر حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ).
ويرى هارئيل أن من يتحمل مسؤولية قتل صحفيين عن قصد سيجد صعوبة بالغة في الادعاء أن ما حدث هذه المرة كان محض مصادفة.
ثم دلف التحليل إلى الموضوع الرئيسي وهو تأثير هذه الاغتيالات على مسار الحرب في غزة ليقول إنها لن تؤدي مباشرة إلى إنهائها لكنها قد تسهم في تراكم تأثيرات ضاغطة.
فهي تعكس معاناة الوحدات النظامية والاحتياطية من حجم الإرهاق والاستنزاف، والذي سيزداد عبئه قريبا مع استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط تحضيرا للعملية المخطط لها للسيطرة على مدينة غزة.
ولفت الانتباه إلى الموقف المعلن لرئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير الذي يدفع الآن نحو التوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى، أو على الأقل نصفهم.
وقال إن زامير هو أكثر شخص في القيادة الإسرائيلية يريد إبرام صفقة، وذلك بسبب التزامه تجاه الرهائن، وبسبب قناعته الراسخة بأن عملية احتلال مدينة غزة، التي تأمر بها الحكومة لن تؤدي إلى تحرير الرهائن، بل قد تعرّض حياتهم للخطر.
وختم هارئيل تحليله بالتطرق إلى الدور الأميركي في وقف الحرب قائلا إنه رغم تصريحات ترامب التي لم تثمر أي شيء حتى اليوم، فيبدو أنه لا يزال الشخص الوحيد القادر على فرض صفقة، ومن ثم إنهاء الحرب في غزة.