آخر الأخبار

زيارات تعزز علاقة جوبا بتل أبيب وتفتح آفاق التعاون

شارك

جوبا – منذ انفصال البلاد عن السودان في يوليو/تموز 2011، سعت سلطات دولة جنوب السودان إلى بناء علاقات خارجية متحررة من إرث الماضي، وكان لإسرائيل حضور مبكر في هذا المسار، باعتبارها من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الوليدة، وقدّمت دعما في مجالات الزراعة والأمن والتعليم.

وتعود جذور تلك العلاقة إلى ما قبل الانفصال، وتشهد اليوم تطورا لافتا تجلّى مؤخرا في زيارة وزير خارجية جنوب السودان ماندي سيمايا كومبا إلى تل أبيب .

وتوجه الوزير سيمايا كومبا في 28 يوليو/تموز الماضي إلى إسرائيل، في أول زيارة رسمية من نوعها منذ انفصال البلاد عام 2011، بهدف تعزيز العلاقات وتوسيع التعاون الثنائي بين البلدين، مما يضفي على الزيارة بعدا سياسيا ورمزيا مهما.

مصدر الصورة ماندي سيمايا (يسارا) يسلم رسالة رسمية للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ (صفحة وزارة الخارجية بجنوب السودان)

علاقات ورسائل

وهذا التقارب يطرح تساؤلات حول طبيعة الانفتاح الدبلوماسي ل جوبا ، وتوازناتها الإقليمية، ودلالات هذا الحراك في سياق المصالح والتحالفات الدولية.

وفي تصريحات للصحفيين قبيل مغادرة الوزير والوفد المرافق له، أكد نائب وزير الخارجية أكوي بونا ملوال أن الزيارة تأتي ضمن جهود جنوب السودان لتعزيز علاقاتها مع الدول الصديقة، مشيرا إلى أن "العلاقة مع إسرائيل شهدت تقدما ملحوظا، وهذه الزيارة تهدف للبناء على ذلك ضمن رؤية إستراتيجية أوسع للسياسة الخارجية".

وخلال زيارته لإسرائيل، والتي امتدت لعدة أيام، عقد الوزير سيمايا كومبا مباحثات دبلوماسية رفيعة المستوى في إسرائيل، حيث سلم رسائل رسمية من رئيس جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت ، إلى كل من رئيس دولة إسرائيل إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- وأكدت الاجتماعات على استمرار التواصل الدبلوماسي بين البلدين وتركيزها على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

إعلان

كما شملت الزيارة جولة في عدد من المواقع التاريخية والثقافية المهمة، منها المتحف التذكاري للهولوكوست "ياد فاشيم"، والبلدة القديمة في القدس، إضافة لمركز التكنولوجيا الزراعية، حيث اطلع الوفد على التجارب الإسرائيلية المتقدمة في الزراعة وإدارة المياه، مما يعكس حرص الوفد على تعزيز الفهم المشترك والتقارب الثقافي والتنمية بين البلدين.

تقارب مصالح

ويقول المحلل السياسي المختص في العلاقات الدولية فرانسيس مييك إن إسرائيل دعمت حركة التمرد في جنوب السودان في ستينيات القرن الماضي، وكانت من أولى الدول التي اعترفت بجنوب السودان بعد انفصاله.

وأوضح أنه رغم زيارات التعاون، فإن العلاقة بين البلدين كانت قد شهدت بعض التوتر بسبب مواقف الجنوب من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة بعد تصويت نائب مندوب جنوب السودان لصالح فلسطين (تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو) عام 2012، ما دفع الحكومة لإقالته لتجنب الأزمة.

ويضيف مييك للجزيرة نت "العلاقات بين إسرائيل وجنوب السودان لا تزال في مراحل مبكرة، ولا يمكن تصنيفها كإستراتيجية بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي، لكن هناك أمل بتطويرها لتشمل مجالات التعليم والزراعة والأمن، للاستفادة من خبرات إسرائيل وتنويع اقتصاد جنوب السودان المعتمد حاليا على النفط".

وقد شهدت العلاقات بين إسرائيل وجنوب السودان تطورا لافتا بزيارة السفير الإسرائيلي غرشون كيدار إلى جوبا الشهر الماضي، حيث التقى بالرئيس سلفاكير، وأكد الجانبان التزامهما بتوسيع التعاون، وأعلنت السفارة الإسرائيلية خلال الزيارة عن منح دراسية لـ50 طالبا، وتمويل مشروع صحي بقيمة 1.2 مليون دولار لدعم المراكز الطبية.

من جهته، يرى الكاتب الصحفي ماركو أنقوك أن زيارة وزير خارجية جنوب السودان إلى تل أبيب تمثل خطوة دبلوماسية مهمة لتنويع شراكات جوبا خارج الإطار الأفريقي والعربي التقليدي، لأنها تأتي في ظل تحديات داخلية وإقليمية ودولية، في وقت تعتبر فيه إسرائيل جنوب السودان حليفا محتملا بسبب موقعها الجيوسياسي الحيوي في حوض النيل و القرن الأفريقي .

كما تهدف الزيارة -يقول أنقوك للجزيرة نت- "لتخفيف التوتر مع واشنطن وتعزيز العلاقات مع إسرائيل، لأن العلاقة بينهما تقوم حاليا على مصالح، ولا تشكل تحالفا إستراتيجيا واضحا، عليه، فإن هذا التقارب قد يؤثر سلبا على علاقات جوبا مع بعض الدول العربية، ويجب تحويله إلى شراكات فعلية تحافظ على التوازنات الإقليمية والنسيج الداخلي".

مصدر الصورة السفير الإسرائيلي (يسارا) لدى جنوب السودان يقدم برقية تهنئة من رئيس إسرائيل إلى سلفاكير (صفحة رئاسة الجمهورية)

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا