لندن- تأثرت الحركات اليهودية المناهضة للصهيونية كما تأثر الرأي العام العالمي بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، واصطدم نشاطهم بمحاولات التهميش والإبعاد القسري عن الإعلام.
وفي هذا التقرير، تقدم الجزيرة نت شهادات من داخل المجتمعات اليهودية التي تشكل جبهة جديدة ضد السردية الإسرائيلية الرسمية، حيث أعلنت هذه الحركات "تبرؤها" من الصهيونية ، وأرسلت رسالة إلى الحاخام إفرايم ميرفيس، كبير حاخامات تجمعات اليهود في بريطانيا و رابطة الكومنولث (منظمة تجمع المملكة المتحدة مع مستعمراتها السابقة وعددها 52) تطالبه بالتوقف عن التحدث باسم جميع يهود البلاد.
ويتناقض هذا الموقف مع مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، بأن إسرائيل دولة يهودية، واستخدام إسرائيل قوانين معاداة السامية وتعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" كغطاء قانوني لقمع معارضيهم حول العالم.
ومع ذلك، عندما جاء الانتقاد من يهود، ابتُكر اتهام "اليهود الكارهون لذواتهم" لمحاولة إنكار حقهم في رفض الإبادة الجماعية في غزة. واللافت أن هذه الحركات تنفي هذه الادعاءات، خاصة وأن قياداتها من نسل ناجين من الهولوكوست أنفسهم.
وقد تواصلت الجزيرة نت مع الأكاديمي والناشط حاييم بريشيث، وهو ابن ناجيين من الهولوكوست ومؤسس عدة منظمات مناهضة للصهيونية، والذي نشأ في مخيم جباليا ، والناشطة داليا ساريك مؤسسة المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية في فيينا، ومؤسسة الكونغرس الدولي لليهود المناهضين للصهيونية، للحديث عن هذه الحركات وأهدافها.
يقول بريشيث "كلما صغر سن اليهود في الشتات كانوا أكثر يسارية في الولايات المتحدة ومعظم البلدان الأخرى. واليهود الذين يعتبرون أنفسهم مناهضين للصهيونية كانوا بضعة آلاف قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، لكن هذا العدد ارتفع الآن إلى عشرات الآلاف".
وفي السياق نفسه، قالت ساريك إن "الكثير من الحركات تأسست بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، نتحدث عن أكثر من 50 مجموعة يهودية وطنية جديدة في بلدان مختلفة لم تكن موجودة قبل العدوان الغاشم على غزة".
يجيب الناشط بريشيث أن "الاحتجاجات في تل أبيب ليست في جوهرها مناهضة للصهيونية، بل هي انقسام عميق داخل الدولة الإسرائيلية، بين النخبة القديمة (الأشكيناز) والجديدة المتطرفة الدينية القومية التي تحل محلها، والمتظاهرون ليسوا في مجملهم ضد الإبادة الجماعية في غزة، إنهم ضد نتنياهو بسبب تحركاته في 7 أكتوبر/تشرين الأول ولا يهتمون بسكان القطاع".
وأضاف أن داعمي الفلسطينيين في الكنيست هم بشكل رئيسي الأعضاء الفلسطينيون، وأقل من 6 أو 7 من اليهود. وكلما صغر سنك في إسرائيل كنت أكثر يمينية. والشباب فيها هم الأكثر عنصرية.
هناك:
وتتفق هذه الحركات وعشرات غيرها بأن الصهيونية هي مشروع استعماري يعود إلى القرن 19، وقد أدت إلى احتلال وقمع الشعب الفلسطيني، وهي لا تدعو إلى مجرد وقف إطلاق النار، بل إلى إنهاء "الاحتلال الصهيوني" لجميع الأراضي الفلسطينية.
أوضحت ساريك أن "الكثير من الأشخاص الذين بدؤوا تأسيس الحركات اليهودية تراجعوا بسبب الضغوط، انطلاقا من التهديد بخسارة الجنسية، وحتى وظائفهم" وأكدت أن هذه الحركات مصممة على مواصلة نضالها رغم التهديد، وينضم المئات لسد تلك الثغرات على الدوام.
ويدعو بريشيث إلى فرض عقوبات على إسرائيل و"طردها" من الأمم المتحدة ومواصلة المقاطعة الشاملة لها بما في ذلك مقاطعة العلاقات الأكاديمية والرياضية معها، وإنهاء الاحتلال.
تقول مايا ريندر إحدى أعضاء الحركة اليهودية الأوروبية "يجب أن نشعر بتزايد الحركة اليهودية الموالية لفلسطين على نطاق أوسع. عندما نتواصل، تتضاعف الشبكات والحركات حول العالم".
وتوضح أن هذه الحركة تستند إلى مبادئ واضحة لمكافحة العنصرية، أبرزها: