شكر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر على مساهمته في جهود إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، لكنه أشار إلى أن حركة حماس ترفض الإفراج عن آخر 20 رهينة، واصفاً إياهم بأنهم "درع" تستخدمه الحركة.
وفي تصريحات للصحفيين، قال ترامب إن "القتال بين غزة وإسرائيل يجب أن يكون مختلفاً بعض الشيء في المستقبل"، مضيفاً أنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بضرورة التعامل مع الصراع "بطريقة مختلفة"، مؤكداً أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة هو أمر "ممكن".
وأوضح ترامب أن "التعامل مع حماس أصبح صعباً في الأيام القليلة الماضية"، مشيراً إلى أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول "خطط مختلفة" لتحرير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في القطاع.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع دول أخرى لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة، قائلاً: "سننشئ مراكز طعام"، دون أسوار أو حواجز لتسهيل الوصول.
وتحدث ترامب عن مؤشرات "مجاعة حقيقية" في غزة، وقال "بعض هؤلاء الأطفال، هذه مجاعة حقيقية".
بدوره، قال ستارمر إنه لا ينبغي لحركة حماس أن تلعب أي دور في أي حكومة مستقبلية لدولة فلسطينية.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الاثنين، في الأمم المتحدة أن "لا بديل" من حل الدولتين لإسرائيل والفلسطينيين، في افتتاح مؤتمر مخصص لبحث مصير هذه المسألة.
وقال بارو "وحده حل سياسي يقوم على دولتين يسمح بتلبية التطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين للعيش بسلام وأمان. لا بديل" عن ذلك، داعياً إلى اتخاذ "تدابير ملموسة" من أجل الحفاظ على إمكان قيام دولة فلسطينية "قابلة للحياة".
حث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بذل كل الجهود لإنهاء الحرب في غزة والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع.
وقال السيسي: "أوجه نداء خاصا للرئيس ترامب، لأن تقديري له الشخصي، بإمكانياته، وبمكانته، هو القادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء هذه المعاناة".
وأكد السيسي أن مصر عملت من أجل إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى غزة خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن التنسيق بين إسرائيل ومصر ضروري لتحقيق ذلك.
لليوم الثاني على التوالي، تواصل إسرائيل تطبيق "الهدنة التكتيكية" التي أعلنتها الأحد، بوقف العمليات في بعض مناطق قطاع غزة لمدة عشر ساعات يومياً.
وذكرت إسرائيل الاثنين أن 120 حمولة مساعدات جرى "توزيعها" في غزة الأحد، في حين أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة دخول 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة في اليومين الأخيرين.
وقال المكتب إن معظم الشاحنات تعرضت للنهب والسّرقة.
وكانت قوافل المساعدات قد عبرت معبر رفح من الجانب المصري، بعد أن وصلت إلى معبر كرم أبو سالم من الجانب المصري والذي يؤدي إلى جنوب قطاع غزة.
قام الأردن والإمارات، الاثنين، بتنفيذ إنزالين جويين جديدين في مناطق مختلفة من القطاع، تضمنت 17 طناً من المساعدات الغذائية والاحتياجات الأساسية.
وعلمت بي بي سي أن مساعدات بريطانية كانت على متن الطائرتين الأردنية والإماراتية التي أسقطت مساعدات على القطاع الأحد.
وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن المساعدات المُسقَطة بالمظلات "باهظة الثمن وغير فعالة، وقد تؤدي حتى إلى مقتل مدنيين جوعاً" إذا لم تُنفّذ بشكل صحيح، وحث إسرائيل على السماح بمزيد من عمليات التسليم بالشاحنات.
وقال رشدي أبو العوف، مراسل بي بي سي لشؤون غزة، من إسطنبول، إن مشاهد "فوضوية" سادت خلال نهاية الأسبوع، حيث "تَقاتل الناس على أولى عمليات الإنزال الجوي".
وقال عماد قداية، وهو صحفي في غزة، يعمل لبي بي سي "إن المساعدات سقطت في مناطق خطرة".
سجّلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعة الـ24 الماضية، 14 حالة وفاة جديدة، نتيجة الجوع وسوء التغذية، بينهم طفلان أنهكهما الجوع، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وفي سياق ذلك، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن سوء التغذية في غزة بلغ مستويات خطيرة، بسبب الحظر المتعمد للمساعدات، ما أدى إلى وفيات يمكن تفاديها. وسُجلت 63 وفاة في يوليو/تموز من أصل 74 خلال 2025، بينهم 24 طفلاً دون الخامسة.
وأكدت المنظمة أن معظم الضحايا توفوا عند أو بعد وصولهم للمرافق الصحية، مع ظهور علامات الهزال الشديد.
وشددت على أن الأزمة يمكن تجنبها إذا استُؤنف دخول المساعدات دون عوائق.
وأفادت بأن طفلاً من كل خمسة في مدينة غزة يعاني من سوء التغذية الحاد، وقد تضاعفت الحالات ثلاث مرات منذ يونيو/حزيران، خصوصاً في غزة وخان يونس.
كما أشارت إلى أن الأرقام قد تكون أقل من الواقع بسبب صعوبة الوصول، مضيفة أن أكثر من خمسة آلاف طفل تلقوا العلاج خلال أول أسبوعين من يوليو/تموز، 18 في المئة منهم بحالة حرجة.
قتل خمسة فلسطينيين على الأقل من منتظري المساعدات بنيران الجيش الإسرائيلي وأصيب العشرات قرب محور موراغ شمالي رفح. كما قتل ثلاثة فلسطينيين إثر قصف إسرائيلي استهدف عربة بالقرب من بلدة القرارة شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
واستهدفت غارات إسرائيلية منازل في غزة وخان يونس والمغازي ومناطق متفرقة، أدت إلى مقتل عشرات الفلسطينيين.
وبذلك، ترتفع حصيلة القتلى في القطاع منذ فجر اليوم إلى خمسة وخمسين فلسطينياً من بينهم 17 من طالبي المساعدات، وفقاً لمصادر طبية.
وبحسب الإحصاء الصادر عن وزارة الصحة في القطاع ظُهر الأحد بشأن ضحايا الحرب، فإن عدد القتلى وصل إلى 59,821 منذ بدء الحرب في 2023.