في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تحذيرات عسكرية من مساعي حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) المكثفة لأسر جنود إسرائيليين قبل تنفيذ أي صفقة تبادل محتملة، في ظل انتقادات حادة وجهها محللون عسكريون وسياسيون للحكومة.
وكشفت مصادر استخباراتية إسرائيلية عن تعليمات صادرة من قيادة حماس إلى جميع وحداتها العسكرية ببذل أقصى جهد لأسر جندي إسرائيلي قبل إبرام أي اتفاق لتبادل الأسرى.
وبثت الجزيرة اليوم الأحد مشاهد حصرية توثق تنفيذ مقاتلي سرايا القدس ، الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي ، كمينا مركبا ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة .
وأوضحت سرايا القدس أن الكمين استهدف ناقلة جند إسرائيلية في منطقة عبسان الكبيرة بهدف أسر عدد من الجنود الإسرائيليين.
وكشفت سرايا القدس -في الفيديو- أن آليات الاحتلال القريبة من المكان تدخلت، مما عرقل إتمام عملية الأسر، وهو ما أدى إلى مقتل الجندي الأسير واستشهاد بعض مقاتلي السرايا.
وأكد محلل الشؤون العسكرية في قناة "آي 24″ يوسي يهوشوع أن حماس تركز جهودها بشكل كامل على هذا الهدف، مشيرا إلى أن هذا التحذير يعكس قوة التنظيم واستمرار قدراته التشغيلية.
ويتفق مع هذا التوجه محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن ديفيد، الذي أشار إلى وجود تعليمات واضحة لكافة وحدات حماس تتضمن توجيها صريحا بـ"إحضار جندي" قبل تنفيذ أي صفقة تبادل.
إلى جانب هذه التحذيرات، أظهرت تحليلات عسكرية إسرائيلية مفاجآت كبيرة بشأن قدرات حماس الدفاعية والتنظيمية تحت الأرض.
حيث أوضح محلل الشؤون السياسية في القناة 12 أمنون أبراموفيتش أن حماس تمتلك "مدينة تحت الأرض" حقيقية، معظم أنفاقها لم تتمكن القوات الإسرائيلية من الوصول إليها أو استهدافها، واصفا إياها بـ"مدن إرهاب حقيقية".
وفي السياق، تناولت تقارير إسرائيلية خططا لتهجير فلسطينيين من قطاع غزة، حيث لفت المحلل السياسي باراك رفيد إلى أن رئيس الموساد زار واشنطن خلال الأسبوع الماضي لمناقشة هذه الخطط مع مسؤولين في البيت الأبيض.
ولكن الاستجابة الأميركية جاءت فاترة، إذ أشار رفيد إلى أن الولايات المتحدة فقدت حماسها تجاه هذا الموضوع بسبب معارضة دول عربية، مؤكدا أن واشنطن أوصلت رسالة واضحة لإسرائيل بضرورة العثور على دول مستعدة لاستيعاب الفلسطينيين.
ورغم هذا التحفظ الأميركي، أفادت التقارير بأن إسرائيل تجري اتصالات مع إثيوبيا و ليبيا و إندونيسيا لاستيعاب مئات الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة، وفقا لما أبلغه رئيس الموساد للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف .
وتتماشى هذه الخطط مع موقف متطرف عبرت عنه مسؤولة استيطانية بالتأكيد على أنه "لن يبقى غزيون في غزة" وأنهم "سينتقلون إلى أفريقيا و كندا وإندونيسيا و مصر وكل دول العالم".
وعلى صعيد آخر، شهدت الساحة الإعلامية الإسرائيلية انتقادات لاذعة لحكومة بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية من قبل محللين عسكريين وسياسيين.
ووصف محلل الشؤون السياسية أمنون أبراموفيتش الحكومة الحالية بـ"غير العاقلة" في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، مطالبا بإسقاطها.
وتنسجم هذه الانتقادات مع موقف محلل الشؤون العسكرية رون بن يشاي في يديعوت أحرونوت، الذي انتقد الحكومة بشدة، موضحا أنها تعمل ضد المصالح الأمنية الحيوية لدولة إسرائيل من خلال طرح قانون للتهرب من الخدمة العسكرية في خضم حرب يسقط فيها جنود قتلى وجرحى يوميا.
كما تطرقت تقارير إلى تدهور صورة إسرائيل دوليا، حيث حذر أبراموفيتش من أن إسرائيل ستتم محاسبتها حسابا عسيرا بعد أن تدخل الصحافة الأجنبية يوما ما إلى غزة.
ويعزز هذا التوجه ما أبرزته وسائل الإعلام الإسرائيلية من تقرير لقناة "أميركا 1" الأميركية اليمينية حول مقتل الأميركي الفلسطيني سيف الله مسلط على يد مستوطنين إسرائيليين، مما يعكس تنامي الانتقادات الأميركية لممارسات المستوطنين حتى من الأوساط اليمينية التقليدية المؤيدة لإسرائيل.