آخر الأخبار

سكان الحلفايا بالخرطوم يروون للجزيرة نت قصص تعافي الحي

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

الخرطوم- في مشهد يعكس صمود سكان حي الحلفايا شمال مدينة بحري بالعاصمة الخرطوم بدأت مديرة مدرسة الأم في الحي أحلام عبد الله تضميد جراحها بعد فقدان نجلها الوحيد الذي قتل برصاص قوات الدعم السريع .

ارتدت أحلام ثوبها الأبيض وعادت إلى عملها بإصرار، مع استئناف الدراسة في المدرسة بجهود شعبية إثر عودة مئات الأسر إلى الحي خلال الأسابيع الأخيرة.

وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على معظم أحياء الخرطوم بحري في الأيام الأولى من اندلاع الحرب مع الجيش السوداني منتصف أبريل/نيسان 2023، قبل أن يستعيد الجيش السيطرة عليها بعملية عسكرية جرت يوم 26 سبتمبر/أيلول الماضي.

مصدر الصورة مديرة مدرسة الأم بالحلفايا أحلام عبد الله تستقبل طلاب المدرسة (الجزيرة)

المدارس تفتح أبوابها من جديد

وتؤكد أحلام في حديثها للجزيرة نت أن المدرسة استقبلت طلابا من المراحل الثلاث، وعاد العشرات إلى مقاعد الدراسة، في حين تقدم طلاب المرحلتين الثانوية والمتوسطة إلى الامتحانات، وتستعد دفعة من طلاب الشهادة الابتدائية لخوض امتحاناتهم في سبتمبر/أيلول المقبل.

وتشير إلى أن الأوضاع في المدرسة أصبحت مستقرة نسبيا، مع توفر الكهرباء والمياه وعودة المركز الصحي للعمل، وتزايد أعداد الطلاب تزامنا مع عودة الكثير من الأسر.

وفي مدخل الحي يقودك الطريق إلى شارع البروفيسور عون الشريف قاسم أحد أبرز معالم الحلفايا، حيث ما زالت لافتة منزله المدمر جزئيا بفعل الحرب معلقة على جداره.

وبينما تزداد حركة العائدين إلى الحي من داخل السودان وخارجه تتفاقم التحديات المعيشية مع استمرار انقطاع الكهرباء والمياه بشكل متكرر وغياب فرص العمل، مما دفع كثيرين إلى الاعتماد على تحويلات المغتربين لمواجهة تكاليف الحياة اليومية.

مصدر الصورة منزل البروفيسور عون الشريف قاسم تعرض للقصف خلال الحرب (الجزيرة)

أمن مفقود وكرامة مستعادة

"لقد استرددنا كرامتنا وعاد لنا الأمن"، بهذه الكلمات عبر هيثم حسن بابكر -وهو أحد سكان الحي- عن مشاعره بعد خروج قوات الدعم السريع.

إعلان

يقول بابكر للجزيرة نت إنه لم يغادر الحلفايا طوال فترة الحرب التي وصفها بـ"القاسية جدا"، مشيرا إلى المعاناة الشديدة التي عاشها في البحث عن الغذاء، وانقطاع كامل للكهرباء والمياه، إلى جانب الانتهاكات المتكررة من قبل قوات الدعم السريع.

ويضيف "خروج المليشيا من الحي كان بمثابة عودة الروح للجسد".

ولأكثر من عامين اعتمد بابكر وأسرته على البقوليات وتحويلات أقاربه المغتربين في تأمين الغذاء، وهي الحالة التي يعيشها كثير من سكان الحلفايا حتى اليوم، ويقول إن الوضع تحسن نسبيا بعد عودة الأسر إلى منازلها.

وأشار إلى أن الشارع الذي كان تسكن فيه 4 أسر فقط خلال الحرب عاد إليه سكانه جميعا مؤخرا، بفضل تحسّن الأمن وعودة الخدمات الأساسية جزئيا مثل الكهرباء والمياه التي تضخ حاليا عبر مبادرات شعبية، إضافة إلى استئناف المركز الصحي عمله رغم نقص الأدوية، في حين يتم تحويل الحالات الحرجة إلى مستشفيات مدينة أم درمان.

مصدر الصورة عودة الحياة إلى سوق الحلفايا بعد تضاعف أعداد العائدين للحي (الجزيرة)

الأسواق تعود للحياة

في سوق الحلفايا عادت الحياة تدريجيا مع توفر السلع الأساسية وعودة المخابز للعمل، مما زاد الإقبال على الشراء.

ويقول يس عبد المحمود للجزيرة نت -وهو تاجر افتتح محله منذ 10 أيام فقط- إن الإقبال على الشراء في تزايد مستمر بفضل عودة الأسر وتحسّن الخدمات نسبيا، ولا سيما العلاج وافتتاح عدد كبير من الصيدليات.

لكن صاحب مطحنة القمح محمد علي إبراهيم يرى أن حركة البيع لا تزال ضعيفة بسبب قلة السيولة في أيدي المواطنين رغم عودة أعداد كبيرة من سكان الحي، خصوصا من مصر والولايات السودانية المختلفة، لكن الأغلبية "سعداء بعودة الأمن والاستقرار"، حسب تعبيره.

وكانت منظمة الهجرة الدولية قد أعلنت عن عودة نحو 27 ألف سوداني من مصر خلال يونيو/حزيران الماضي، وفقا لما رصدته فرق "مصفوفة تتبع النزوح" التابعة للمنظمة.

وتشير التقديرات إلى تزايد حركة العودة من مصر إلى السودان خلال يوليو/تموز الجاري، في وقت لا تزال فيه الأوضاع الخدمية بالخرطوم صعبة.

ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها العائدون -خاصة من حيث الخدمات الأساسية- فإن وتيرة العودة إلى العاصمة مستمرة بوتيرة متصاعدة مدفوعة بالأمل في تحسن الأوضاع واستعادة الحياة الطبيعية تدريجيا.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا