آخر الأخبار

ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟

شارك





على الموقع الإلكتروني لصحيفة "يسرائيل هيوم" نُشر خبر في 30 يونيو/حزيران المنصرم جاء في مقدمته أن الشرطة الإسرائيلية تسمح للمرة الأولى لليهود بالرقص والغناء داخل المسجد الأقصى .

وجاءت هذه الخطوة عقب تصريح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير حول تغيير آخر في الوضع الراهن بالمسجد، وهو ما أدى إلى اقتحام عدد من "العرسان" الساحات ورافقهم المقتحمون بالرقص والغناء.

ووصفت الصحيفة ذلك "بالتغيير الآخر المهم"، إذ كان المقبلون على الزواج يحاولون في السنوات الأخيرة الوصول إلى المسجد لعقد أو إشهار زواجهم وللصلاة فيه، ويمُنعون من ذلك، فيما تؤكد مصادر مقدسية أن الاقتحام لغرض "مباركة الزواج" تكرر في السنوات الأخيرة.

وتطرقت إلى أن الرئيس التنفيذي لمنظمة "بيدينو" المتطرفة توم نيساني أحدث ضجّة عندما أشهر زواجه وباركه في المسجد سرّا قبل أعوام عدة.

وأبلغ وزير الأمن القومي "وحدة جبل الهيكل" التابعة للشرطة قبل أسابيع قليلة أن الرقص والغناء مسموح به في جبل الهيكل (التسمية التوراتية للمسجد الأقصى)، لكن الشرطة حظرتهما عمليا في الأيام التالية، إلا أنه طرأ تغيير جذري على هذا الأمر منذ الانتصار على إيران وفقا لوصف الصحيفة.

اقتحام هادئ وآمن

وأفاد المقتحمون للمسجد أنهم لمسوا مرونة إضافية في إجراءات الزيارة، وأنه "لم يُطرد اليهود الذين يغنون ويرقصون ولم يُعتقلوا"، كما في السابق، وهنأ العديد منهم قادة الشرطة على التقدم المحرَز في اقتحام المسجد "بهدوء وفرح وأمان تام".

إعلان

ويوم الاثنين المنصرم صرحت منظمة "إدارة جبل الهيكل" بأنه كان من بين الذين توافدوا في ذلك اليوم، "العديد من العرسان الذين حظوا، لأول مرة منذ ألفي عام، بشرف إنشاد مراثي إرميا (أحد أسفار كتاب التناخ الذي يضم نصوص حداد وحزن على خراب الهيكل) بصوت عريس وعروس في جبل الهيكل نفسه".

وفي تعقيبه على ذلك، قال الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف إن مشاهد واضحة نُشرت مؤخرا للمستوطنين أثناء رقصهم وغنائهم بشكل مستفز ومرتفع داخل الأقصى، مما يبين أن هناك قرارا إستراتيجيا اتخذته حكومة بنيامين نتنياهو وخاصة وزارة الأمن القومي بزعامة بن غفير بالتعامل مع المسجد باعتباره كنيسا يهوديا.

وهذا الأمر يشير بالضرورة -وفقا لمعروف- إلى أن هذه الحكومة ستسمح للمستوطنين في الفترة القادمة بإدخال أدوات العبادة للأقصى، بعد أن سمحت لهم بفرض الطقوس وحتى الرقصات العلنية داخله والتي كانت تعتبر بالعادة ممنوعة خوفا من استفزاز المصلين في أولى القبلتين.



السيطرة الكاملة على الأقصى

وأضاف معروف -في حديثه للجزيرة نت- أنه بات واضحا أن الحكومة الإسرائيلية تقرأ في الوضع المقدسي الحالي استمرارا لصدمة الترويع التي فرضها الاحتلال بسبب حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في غزة ، وبالتالي ترى أن هذا هو الوقت المناسب، بل لعله الوقت الوحيد الذي يمكن أن تستغله لإعلان فرض سيادتها بالكامل على الأقصى.

"أخشى أن نشهد في الفترة القادمة تحولا إستراتيجيا في الوضع القائم بالأقصى وليس مجرد تحولات شكلية، وهذا الأمر سيكون واضحا لنا في الشهور القادمة، خاصة أننا ننتظر بعد شهر من الآن موسما من أعتى مواسم الاعتداءات على المسجد، إذ توافق يوم الثالث من شهر أغسطس/آب المقبل ما تسمى ذكرى خراب الهيكل ".

ويتوقع معروف أن الحكومة الإسرائيلية تخطط الآن لإجراء تغييرات جذرية إستراتيجية خطيرة في الأقصى من خلال تغيير الوضع القائم وفرض نفسها كإدارة وحيدة، وتحديد عمل دائرة الأوقاف بإدارة شؤون المسلمين فقط في الأوقات والأماكن التي يسمح لهم فيها بأداء الصلوات في هذا المقدس.



اقتحامات بقيادة الحاخامات

وفي تطور خطير لافت أيضا، نشر بعض ناشطي جماعات الهيكل على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي تصميما يحتوي على برنامج متكامل يضم أسماء وصورا لـ12 حاخاما ورئيسا لمعاهد دينية يهودية سيقتحمون المسجد على مدار شهر يوليو/تموز الجاري بهدف "شكر الرب على معجزات الحرب"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على إيران.

إعلان

وعن الدعوات لاقتحام المسجد برفقة هؤلاء الحاخامات، قال معروف إن هذا دليل آخر على عملية التغيير التي تحدث داخل الأقصى على مرأى ومسمع العالمين العربي والإسلامي.

"وهذه الانتهاكات ستليها محاولات لتغيير شكل الوجود الاستيطاني في الأقصى إلى وجود تعبدي طبيعي، وعملية تطبيع الوجود الاستيطاني داخل الأقصى إن نجحت سيتبعها بالتأكيد تغيير أوضاع المساحات داخل الأقصى، إما من خلال اقتطاع مساحة منه أو إقامة كنيس داخله إن لم تتحرك الشعوب داخل القدس وخارجها ضد هذه التصرفات الرعناء لهذه الحكومة الإسرائيلية"، كما أردف الأكاديمي معروف.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل دونالد ترامب حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا