آخر الأخبار

إيران وإسرائيل: "دول الخليج تدفع ثمن القنابل الأمريكية - انسحبوا قبل فوات الأوان!" طهران تايمز

شارك
مصدر الصورة

لا شك في أن الضربات الأمريكية للمواقع النووية الإيرانية هي حديث الساعة حول العالم الذي يترقب رد فعل طهران، وهو ما ركزت عليه جولتنا في الصحف اليوم؛ حيث نستعرض تحذيراً إيرانياً شديد اللهجة لاستثمارات العديد من دول الخليج في الخزانة الأمريكية، وتساؤلاً أمريكياً عما سيؤول إليه الصراع الحالي ومدى إمكان جر واشنطن إلى حرب أوسع، وأخيراً نستطلع مقالاً ينتقد تناقض السياسيين الغربيين.

ونبدأ جولتنا من طهران تايمز، التي تقول إن "الحقيقة المرعبة" خلف كواليس الحملة العسكرية الأمريكية ضد طهران؛ تكمن في استثمارات العديد من دول الخليج، محذرة تلك الدول بضرورة الانسحاب قبل فوات الأوان وإلا فـ"ستدفع ثمن الدمار".

ورجحت الصحيفة استهداف "شرايين الحياة الاقتصادية والأصول الاستراتيجية لمن ساهموا في الحرب"، محذرة المؤسسات المالية الخليجية من أنها "من أوائل من سيدفعون الثمن".

وتقول الصحيفة الإيرانية إن هذه الدول "مولت هذه الحرب من خلال حيازاتها من سندات الخزانة الأمريكية"، سواء عبر صناديق الثروة السيادية، أو البنوك المركزية، أو شركات الاستثمار الخاصة.

وتصف الصحيفة الإيرانية دول الخليج بأنهم "شركاء ماليون" في حرب تُهدد أمن دولهم واقتصاداتها وشعوبها؛ حيث دعمت ملياراتهم "بشكل مباشر"، بحسب طهران نيوز، الأسلحة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية المستخدمة حالياً لضرب الأهداف الإيرانية.

ونص المقال على الإمارات والسعودية والكويت وقطر والبحرين.

وبدأ المقال بالإمارات قائلاً إن تحالف أبو ظبي مع واشنطن لا يقتصر على الدبلوماسية فحسب، بل أصبح يشمل أيضاً المجهود الحربي المشترك.

وأوضح المقال أن أبو ظبي تمتلك أكثر من 120 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية؛ بحيث ساعدت هذه الأموال في "تمويل تطوير الذخائر الموجهة بدقة، وطائرات الشبح، وحاملات الطائرات البحرية المنتشرة الآن في الخليج.

كما وصفت الصحيفة الإيرانية، السعودية بأنها "أحد أكبر الممولين الأجانب للديون الأمريكية، بما يقدر بنحو 126 و130 مليار دولار، محذرة أن البنك المركزي السعودي "قد يجد نفسه الآن في مرمى ضربات انتقامية".

وأضافت أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي "يرتبط بعلاقات وطيدة" مع البنتاغون؛ حيث "دعم منذ فترة طويلة" العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة، التي تستهدف الجماعات المدعومة من إيران كحزب الله والحوثيين.

كما وضعت الصحيفة الكويت في بؤرة الخطر، قائلة إن بنكها المركزي يمتلك 49 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية.

أما قطر والبحرين فتقول إنهما تحتفظان "بمراكز استراتيجية" في الأوراق المالية الحكومية الأمريكية، "على الرغم من أن تخصيصاتهما الدقيقة لا تزال أقل شفافية".

وذكر المقال مؤسسات مالية خليجية أخرى غير حكومية تخصص رؤوس أموالها لسندات الخزانة الأمريكية كجزء من استراتيجياتها لإدارة السيولة والمخاطر، مثل دبي إنترناشونال كابيتال، والبنك الأهلي المتحد البحريني، ومصرف الراجحي السعودي، وبنك "آيه بي سي" ABC البحريني.

وركز المقال على بعض الكيانات والأفراد التي تعد "هدفاً ذا قيمة عالية في أي تصعيد"، وعليهم "اتخاذ إجراءات فورية"؛ وهي: "جهاز أبوظبي للاستثمار" و "شركة مبادلة للاستثمار" وشركة "ريالايز" للتكنولوجيا المالية، في الإمارات، وكذلك "صندوق الاستثمارات العامة السعودي"، و"جهاز قطر للاستثمار".

كما حذرت الصحيفة الإيرانية مؤسسات دولية مثل "ستيت ستريت" و "بلاك روك" اللتين "تمكنان مستثمري الخليج من الوصول إلى سندات الخزانة الأمريكية، "ما يُحوّلهم فعلياً إلى مُمولين مشاركين في الحرب".

وحث المقال في ختامه على ضرورة الانسحاب الفوري من أسواق سندات الخزانة الأمريكية، من خلال تجميد الاستثمارات في الأوراق المالية الحكومية الأمريكية، وتوجيه رأس المال نحو استثمارات آمنة وغير عسكرية.

هل تؤدي الضربات الإسرائيلية إلى نتائج عكسية؟

مصدر الصورة

وننتقل إلى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ومقال افتتاحي يتساءل عن نهاية الهجوم الإسرائيلي على إيران، محذراً من احتمال أن يؤدي ذلك إلى نتائج عكس ما هو مأمول.

ويرى المقال أن معظم المؤشرات المبكرة تشير إلى أن هجوم إسرائيل على البرنامج النووي الإيراني وقيادته العسكرية كان "نجاحاً باهراً"، ومع ذلك، فإنه يثير العديد من الأسئلة التي لا تجد لها إجابة، ويثير مخاوف طويلة الأمد بشأن ما قد يحدث لاحقاً، ومن انجرار واشنطن إلى حرب ليست من اختيارها.

ويوضح المقال أن تلك المخاوف تعتمد على عدة عوامل "لا تزال مجهولة في معظمها حتى الآن"، من بينها مدى استمرار قدرة طهران على بناء أجهزة طرد مركزي متطورة؛ وإمكان وجود مواقع أخرى خفية مدفونة في أعماق الأرض مثل منشأة فوردو.

ففي أعقاب الضربة الإسرائيلية، ربما تُقرر إيران تسريع إنتاج أجهزة الطرد المركزي، بحسب مخاوف المقال، كما قد تُقرر الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي أو طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

هذا يجعل في إمكان طهران "إخفاء برنامجها النووي بالكامل"، وقد يُعزز الهجوم الإسرائيلي عزم إيران على تطوير سلاح نووي "كرادع ضد هجمات مُستقبلية، ولكن هذه المرة بسرية أكبر".

كما قد تؤدي الضربات الإيرانية إلى حدوث "دعم قومي" للنظام الإيراني بدلاً من زعزته كما كان متوقعاً.

من ناحية أخرى، هناك "نقص في الشفافية" فيما يتعلق بدور الولايات المتحدة في الغارة الاستباقية الإسرائيلية ضد طهران، لاسيما وأن "تباهي" ترامب يناقض تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو بأن واشنطن لم تكن متورطة وأن إسرائيل تصرفت بشكل منفرد، في محاولة لدرء أي رد انتقامي إيراني ضد الأصول الأمريكية في المنطقة.

وعلى الرغم من أن المقال يرى أن إسرائيل شنّت هجومها "في اللحظة المناسبة"، إلا أنه أعرب عن قلقه من الغموض الذي يكتنف "خطة اليوم التالي" ونطاق التدخل الأمريكي.

وحث المقال في ختامه الرئيس الأمريكي على أن ينأى ببلاده عن إرسال قوات أمريكية إلى "حروب أبدية" في الشرق الأوسط، وأن يقاوم الانجرار إلى حرب جديدة.

"نفاق" السياسة الغربية في نظرته للعالم

مصدر الصورة

ونختتم جولتنا بمقال لصحيفة الغارديان البريطانية، للكاتبة نسرين مالك، التي تشير إلى اتساع الفجوة بين خطاب السياسيين الغربيين الذي يرى أن حرب الولايات المتحدة وإسرائيل على إيران "أزمة يجب إدارتها"، وبين "اتساع الواقع الدموي".

فمنذ بدء الحرب على غزة، كان رد الفعل ضعيفاً من الأحزاب الليبرالية السائدة، و"مناقضاً تماماً لخطورة اللحظة"، بحسب الكاتبة التي تقول إن هؤلاء السياسيين "يخلطون الأوراق ويعيدون استخدام خطابهم القديم"، متهمة إياهم بالخضوع لإسرائيل والبيت الأبيض اللذين "فقدا صوابهما منذ زمن طويل".

وأشار المقال إلى دعوة رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى خفض التصعيد، بمعنى تجنب التدخل الأمريكي، في الوقت الذي يُعزز فيه وجود القوات البريطانية في الشرق الأوسط.

وأضاف المقال تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي أكدت على أهمية الدبلوماسية، لكنها أكدت في الوقت نفسه على أن إيران هي "المصدر الرئيسي" لعدم الاستقرار في المنطقة.

أما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فقد انضم إلى "الجوقة الداعية إلى خفض التصعيد وضبط النفس بعبارات عامة غامضة" بعد أن كان يحذر من الفوضى الحتمية التي قد يسببها تغيير النظام في إيران وتكرار أخطاء الماضي.

وأعربت نسرين عن رأيها في الحرب في إيران التي وصفتها بأنها "سيئة للغاية"؛ موضحة أنها تنذر بسيناريوهات مُزعزعة للاستقرار؛ سواء مع تغيير النظام دون خطةٍ لليوم التالي، أو مع حشد قوات عسكرية غربية في المنطقة.

وحذرت من أن هذا الحشد الغربي قد يُصبح "أهدافاً وبؤر اشتعال"؛ أو يؤدي إلى حرب استنزافٍ مُطولةٍ في المنطقة "تُفتح جرحاً مُتقيحاً واسعاً من الغضب والعسكرة"، ناهيك عن تهديد حياة مئات الأبرياء، و"عدم قانونية" هذا الأمر برمته بسبب المخاطر المُحدقة.

ومع ذلك، فإن مُعظم القادة الغربيين لا يزالون يتعاملون مع الأحداث على أنها "مجرد فصلٍ آخر من فصول حقائق العالم المُؤسفة، التي ينبغي التعامل معها".

وانتقد المقال المؤسسة السياسية ممن وصفتهم نسرين بـ"أمناء الاستقرار الليبراليين الموثوق بهم ظاهرياً" الذين ترى أنه لا يتمتعون ببوصلة أخلاقية، ولا يهتمون بالمعايير التي يزعمون باستمرار دعمها.

وقالت إنهم كانوا شهوداً على انتهاك القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان مراراً وتكراراً في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والآن إيران، "وكان ردهم هو الابتعاد عن طريق إسرائيل في أحسن الأحوال، وتسليحها وتزويدها بغطاء دبلوماسي في أسوأ الأحوال".

واستنكر المقال انسياق الحكومات الأوروبية وراء موقف الإدارة الأمريكية منذ عهد جو بايدن فيما وصفته الكاتبة بـ"التشبث الجماعي بالوضع الراهن المتمثل في الدعم غير المشروط لإسرائيل".

وأضافت الكاتبة أن الحكومات الغربية حطمت بذلك الأعراف القانونية والأخلاقية التي منحتهم أي قدر من النزاهة أو السلطة، وأن اللحظة الراهنة كشفت عن "زمرة من الأنظمة غير مؤهلة أساساً للأزمات، لا تصلح إلا للإدارة؛ مجموعة من السياسيين ليس دورهم إعادة التفكير في طريقة سير الأمور أو تحديها، بل ببساطة توجيه الحركة الجيوسياسية".

إن تحقيق الاستقرار في نظر أولئك الساسة، بحسب مقال الغارديان، هو "تثبيت نظام عالمي قائم على افتراضات وتسلسلات هرمية فاشلة"، فبدلاً من سعيهم نحو عالم أفضل، بات دورهم "إضفاء غطاء من المصداقية على ضرورة أن نعيش في هذا العالم الأسوأ".

وساق المقال مثالين يوضحان تناقض السياسة الغربية؛ فإيران دولة، في نظر المؤسسة الليبرالية، لا تتمتع بسيادة كاملة أبداً لأنها انحرفت عن المصالح الغربية. وليس لها حق الرد عند تعرضها للهجوم، بل عليها التحلي بضبط النفس. أما إسرائيل، فهي دولة ذات سيادة عظمى، وليست مُذنبة أبداً.

ووصفت الكاتبة هذا الموقف بأنه "نفاق" مفضوح في نظرته للعالم، يستخف بالحياة البشرية ويُمثل "تآكلًا هائلًا" في تعقيد الخطاب السياسي، و"انحداراً جديداً" في ازدراء الجمهور.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا