تشهد المناطق الحدودية بين موريتانيا والمنطقة العازلة في الصحراء توتراً متصاعداً بسبب تكرار حوادث التنقيب غير القانوني عن الذهب، التي خلفت عدة ضحايا في صفوف المنقبين الموريتانيين إثر قصف لمسيرات تابعة للجيش المغربي، وفق ما أفاد به مصدر موريتاني مطلع لوسائل إعلام محلية، الجمعة.
أكد محمد محمود ولد الحسن الملقب العلوي، رئيس الاتحاد العام للمنقبين الموريتانيين، أن وضع المنقبين الموريتانيين في المنطقة العازلة خارج الحدود "مأساوي وخطير"، ويشكل "إحراجاً دبلوماسياً للدولة الموريتانية" ويعطي "صورة سيئة" عن المواطنين العاملين في مجال التنقيب، الذين لا يمكن تحديد عددهم بدقة داخل المنطقة، لكن التقديرات تشير إلى نحو ثلاثة آلاف شخص أو أكثر.
وأوضح ولد الحسن بخصوص الضحايا أنه حتى الآن لم تعرف الحصيلة الإجمالية لعدد الضحايا لأن أغلب الحوادث لا يُعلم بها، والمخالفون يتكتمون على المعلومات، مشيراً في السياق نفسه إلى أن جهة الوصاية "معادن موريتانيا" قامت بعدة حملات تحسيسية، كما نظم الاتحاد العام للمنقبين حملات مشابهة لتأكيد ضرورة احترام الحوزة الترابية، لكن غياب الردع العملي وفتح الحدود على مصراعيها يفرغان تلك الجهود من فعاليتها.
كشف رئيس الاتحاد العام للمنقبين الموريتانيين في حديثه لـ"العربية.نت" وجود تواطؤ بين بعض المنقبين الموريتانيين والصحراويين، مع تساهل واضح في دخول السيارات المحملة بالحجارة إلى مركز المعالجة في مدينة الزويرات. وأوضح أن بعض السلطات صادرت بالفعل شحنات مخالفة، لكن "أضعاف تلك السيارات" تدخل يومياً دون رقابة فعّالة، مفسراً تزايد هذه التجاوزات بسبب "التغرير" من قبل بعض رجال الأعمال الموريتانيين، إلى جانب مستثمرين من السودان، يمولون هذه "الرحلات المحفوفة بالموت"، رغم أن القانون يمنع الأجانب من ممارسة التنقيب الأهلي. إذ عبّر المتحدث عن الواقع قائلاً: "من لا يحترم سيادة وطنه، لن يحترم سيادة وطن آخر".
قال محمد محمود ولد الحسن في تعليقه عن عمليات القصف إنه "لا يوجد أي مبرر مهما كان لقتل المدنيين، خاصة مع وجود مسيرات دقيقة التصوير"، ودعا السلطات المغربية إلى وقف هذه العمليات، كما ناشد الدولة الموريتانية التنسيق المشترك مع المغرب لتأمين الحدود.
واقترح ولد الحسن، في المقابل، "فتح المناطق الواعدة داخل الأراضي الموريتانية التي تم إغلاقها سابقاً"، مشيراً في نفس السياق إلى "وجود خريطة معدّة من وكالة الأبحاث الجيولوجية (ANARPAM) تُظهر نقاطاً محتملة للذهب في 11 ولاية يمكن توجيه المنقبين نحوها لتقليل المخاطر".
وتشير تقارير إعلامية مغربية إلى وقوع حوالي أربعة حوادث قصف مشابهة مؤكدة في المنطقة العازلة بين موريتانيا والمغرب خلال الأشهر الأخيرة، منها ثلاثة حوادث عام 2024.