هذا الطفل في الفيديو هو حسن عيّاد، غنّى:
"بالطيارات احنا ذقنا طعم الموت،
غارة برّية وبحرية. سدّوا المعابر بالجوع الناس تموت، اشهد يا عالم علينا وهدموا بيوت،
والعرب بنومة هنيّة"استُشهد الطفل حسن قبل قليل في قصف جوي إسرائيلي، ليرتفع عدد الشهداء إلى أكثر من ستين منذ فجر اليوم . pic.twitter.com/HmfvELcFjR
— Tamer | تامر (@tamerqdh) May 5, 2025
لم يكن حسن عياد مجرد فتى، بل كان صوتا صغيرا يصدح بالغناء، يعلو فوق أزيز الطائرات الإسرائيلية، يحاول أن يمنح أملا وسط الرماد، ويُلحن أوجاع شعبه وسط ركام البيوت والقلوب في قطاع غزة .
لكن الحرب التي لا تميّز بين صوت وألم، اختطفته جائعا، تحت نيران طائرات الاحتلال، في مجزرة جديدة استهدفت مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليُسكت الرصاص آخر ألحانه، في حرب إبادة ما تزال تواصل سحق الأرواح والأحلام دون رحمة.
وفور الإعلان عن استشهاده، انتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر لأغنيته الشهيرة، التي كان يؤديها بين جدران المخيمات وخيام النزوح في غزة، بصوته العذب والموجوع "بالطيارات إحنا ذقنا طعم الموت، غارة برّية وبحرية، سدوا المعابر بالجوع الناس تموت، اشهد يا عالم علينا وهدموا بيوت، والعرب بنومة هنيّة".
ويلخص هذا المقطع -الذي تحوّل إلى نشيد شعبي- معاناة الفلسطينيين، وقد عاد ليصدم العالم من جديد، لكن هذه المرة وقد سُكِت صوت صاحبه إلى الأبد، بعد أن عاش الألم وردّده غناء، ثم قتل شهيدا بنفس المشهد الذي أنشده.
وقد ضجّت منصات التواصل بالحزن والغضب على استشهاد الطفل المنشد، ونعاه الآلاف من النشطاء والمغردين الفلسطينيين والعرب بكلمات مؤثرة، مؤكدين أن حسن لم يكن مجرد طفل، بل كان رمزًا للوجع الفلسطيني، وأحد الأصوات الصادقة التي غنّت للوطن من بين الركام.
وفي ذات السياق، علّق الناشط حكيم "فيديو قديم للشهيد الطفل حسن علاء عياد، الطفل الذي سكن في ذاكرة الجميع حين غنّى: اشهد يا عالم علينا وهدموا بيوت، ارتقى اليوم شهيدًا بنفس المشهد الذي أنشده.. طائرات الاحتلال النازية هدمت البيت، وخطفت الطفل".
فيديو قديم للشهيد الطفل – حسن علاء عياد – الذي ارتقى اليوم بقصفٍ إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
الطفل الذي سكن في ذاكرة الجميع حين غنّى
– اشهد يا عالم علينا وهدموا بيوت –
ارتقى اليوم شهيداً بنفس المشهد الذي أنشده.. طائرات الاحتلال النازية هدمت البيت، وخطفت الطفل.… pic.twitter.com/vHMkhWfHxz
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) May 5, 2025
ويضيف عبر منصة إكس "رحل حسن، وبقي صوته شاهدًا على وحشية لا ترحم، وعلى طفولة تُدفن تحت الركام كل يوم".
وقال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، في وداع مؤلم "استُشهد اليوم حسن عياد، الطفل الذي أهداني أغنية من غزة. غنّى لأفلام المسافة صفر، بصوته الطفولي العذب والموجوع. كان ضحية قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. نفقد أرواحنا يوميًا يا حسن.. الشاطر حسن، الفنان حسن، الشهيد حسن.. أوجعتني يا حسن".
بينما كتب الناشط علي أبو رزق عبر صفحته على منصة إكس "في طفل صغير اسمه حسن عياد، اعتاد أن يصنع البهجة للأيتام والمصابين في مخيمات النزوح، يغني للوطن، وينشد للعودة، ويزرع الأمل رغم الألم الشديد. قتلته إسرائيل اليوم بدمٍ بارد، لم يقتلوه بالخطأ، بل اغتالوه عن سبق إصرار، لأنه يصنع الأمل، وصناعة الأمل أخطر من صناعة الصاروخ".
هناك طفل صغير اسمه حسن، اعتاد أن يصنع البهجة للأيتام والمصابين في مخيمات النزوح،
يغني للوطن، وينشد للعودة، ويزرع الأمل في نفوس الناس، رغم الألم الشديد، والشديد جدا،
قتلته إسرائيل، نعم، قتله المجرمون اليوم بدم بارد، لم يقتلوه بالخطأ، بل اغتالوه عن سبق وإصرار، لا لشيء إلا أنه… pic.twitter.com/qLeps5tuSg
— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) May 5, 2025
أما الناشط خالد صافي فأكد أن حسن كان موهوبًا، وقال "رغم صغر سنه، كان عنده أداء وقبول.. اليوم اغتال الغزاة حسن، وأمسى فؤاد أبيه فارغًا. عرفتم لماذا بيننا وبين المجرم أنهار من دماء وانتقام وثأر طويل؟".
علاء عياد (أبو حسن) كان دايم يصدّر ابنه حسن ويفخر فيه ويدعمه على اعتبار إنه خليفته في الزجل الشعبي
والولد ما شاء الله كان موهوب ورغم صغر سنه كان عنده الأداء والقبول
اليوم اغتال الغزاة حسن، وأمسى فؤاد أبيه فارغًا..
عرفتم لماذا بيننا وبين المجرم أنهار من دماء وانتقام وثأر طويل؟ pic.twitter.com/rg9qwtL9Bh— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) May 5, 2025
وكتب أحد المدونون "ليشهد العالم أن حسن لم يكن مجرد صوت صغير، بل كان حاملًا للأمل وسط الدمار، يرسم البسمة على وجوه أطفال غزة المكلومين. لم يكن بحاجة لمن يرفع معنوياته، بل كان هو من يرفع معنويات من حوله، ويزرع الفرح في مخيمات النزوح. سبق عمره في رجولته، وصوته كان رسالة حبّ وسلام رغم القهر".
وتناقل المغردون ذكرياتهم مع حسن، الذي اعتاد أن يغني لغزة وبيروت، وأنشد للجوع والألم، وكان صوته يحتضن معاناة أطفال القطاع.
وقال أحدهم "الطفل اللي غنّى للحياة، انكتم صوته بصاروخ. اللي رسم البسمة، انخطف من بينّا. اللي حلم، ما عاد يحلم، صار هو نفسه حلم".
ورأى آخرون أن "حسن مش بس طفل.. حسن صار جملة في وجداننا، وجعا مزروعا في قلوبنا، دمعة ما بتنزل لأنها علقت بالحنجرة. يا عالم إحنا موجوعين، موجوعين كأن الأرض اتشقّت من تحتنا".