قُتل 12 شخصاً على الأقل، وأصيب 30 آخرون، مساء الأحد، في غارات استهدفت سوقاً وحياً شعبياً في العاصمة اليمنية صنعاء، بحسب ما أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله الحوثي التي اتهمت الولايات المتحدة بتنفيذها.
وأشارت وسائل إعلام حوثية إلى أن الهجوم استهدف سوق وحي فروة الشعبي بمديرية شعوب، موضحة أن "فرق الإسعاف والدفاع المدني تواصل عملها في البحث عن ضحايا تحت الأنقاض".
وقالت قناة المسيرة إن "العدوان الأمريكي على حي فروة ألحق أضراراً مادية كبيرة في منازل المواطنين والمحلات التجارية"، وبثت صوراً عبر منصة إكس، لما قالت إنها "مشاهد أولية من العدوان الأمريكي الذي استهدف سوق وحي فروة الشعبي".
وتزامناً مع ذلك، استهدفت غارات جوّية أخرى مساء الأحد، مواقع للحوثيين في محافظتَي مأرب والحديدة وصعدة.
والجمعة، أعلنت جماعة الحوثي مقتل 80 شخصاً وإصابة 150 آخرين في ضربات ليلية نفذتها الولايات المتحدة واستهدفت ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، واصفة الهجوم بــ"الأكثر دموية" ضمن سلسلة الهجمات الجوية المكثفة التي أطلقتها واشنطن قبل شهر، وفق وكالة فرانس برس.
من جانبه، أعلن الجيش الأمريكي أن قواته دمّرت ميناء رأس عيسى في إطار مساعيه لقطع الإمداد والتمويل عن الحوثيين، الذين يسيطرون على مساحات واسعة من البلاد.
ورداً على ذلك، أعلن الحوثيون تبنيهم هجمات على إسرائيل وحاملتَي طائرات أمريكيتين، متوعدين بـ"مزيد من عمليات التصدي والاستهداف".
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في كلمة أثناء تظاهرة في صنعاء، إنهم نفذوا "عملية عسكرية استهدفت هدفاً عسكرياً في محيط مطار بن غوريون في منطقةِ يافا المحتلة بصاروخٍ باليستيٍّ"، كما نفذوا "عمليةً عسكريةً مزدوجةً استهدفتْ حاملتي طائرات أمريكيتين وقطعاً حربيةَ تابعةَ لهما في البحرين الأحمر والعربي، بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة".
وتتعرّض مناطق الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية، منذ أن أعلنت واشنطن في 15 مارس/ آذار الماضي، إطلاق عملية عسكرية ضدهم لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
فيما عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه العميق" من استمرار الضربات الجوية في اليمن، بحسب المتحدث باسمه.
وتوعد رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، مهدي المشاط، بأن "اليمن سيحاسب ترامب على جرائمه سواء كان في الرئاسة أو خارجها".
وقال المشاط خلال اجتماع للمجلس الأحد: "على المستوى العسكري، لم نتضرر"، لكنه استدرك وقال إن نسبة "الضرر كانت 1 في المئة"، متهماً واشنطن بارتكاب "مجازر" ضد المدنيين، بحسب تعبيره.
وأكد المشاط "مواصلة المساندة لغزة مهما كانت التحديات" وأن "القوات المسلحة (الحوثيين) ترصد التحركات وتستعد لأي سيناريوهات محتملة" على حد تعبيره.
في غضون ذلك، مازالت تسريبات تطبيق "سيغنال" حول العملية العسكرية الأمريكية في اليمن، تثير جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة، إذ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الأحد أنّ وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث شارك معلومات حول ضربات جوّية أميركيّة على اليمن في مجموعة دردشة أخرى عبر تطبيق "سيغنال" ضمّت زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.
وهي المرة الثانية التي يُتّهم فيها هيغسيث بمشاركة معلومات عسكريّة حساسة على تطبيق المراسلة التجارية مع أفراد غير مصرّح لهم بذلك.
ويخضع هيغسيث، المذيع السابق في قناة "فوكس نيوز"، لتحقيق داخلي في البنتاغون بعد مشاركته معلومات حسّاسة في مجموعة على تطبيق "سيغنال" في 15 آذار/مارس، تمّ دعوة صحفي إليها عن طريق الخطأ.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، شارك هيغسيث معلومات حساسة في محادثة أخرى عبر "سيغنال" في اليوم نفسه، ضمّت زوجته وشقيقه ومحاميه "إضافة إلى حوالى عشرة أشخاص من دائرته الشخصية والمهنية".
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن "أربعة أشخاص مطلعين على هذه المحادثة"، أن وزير الدفاع نشر جداول الرحلات الدقيقة للطائرات التي كان مقرراً أن تضرب أهدافاً للحوثيين في اليمن، "وهي ذات الخطط التي شاركها في اليوم نفسه على مجموعة سيغنال أخرى".
وبحسب الصحيفة، حذر مسؤولون في البنتاغون الوزير قبل أيام قليلة من أنه يجب ألّا يناقش معلومات متعلقة بالضربات في اليمن عبر "سيغنال".
ولم يعلّق البنتاغون على تقرير نيويورك تايمز حتى الآن.