آخر الأخبار

تأجيل المفاوضات.. هل تكسب إيران الوقت لصنع السلاح النووي؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

إيران تسعى لتوقيع اتفاق نووي جديد

في وقت تُستأنف فيه جولات التفاوض غير المباشر بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامج طهران النووي، يزداد التوتر في المنطقة مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية وتلويح تل أبيب بالخيار العسكري، وسط مخاوف من أن تكون طهران تستثمر في الزمن لبناء قدرات نووية غير معلنة.

تل أبيب تقرع طبول الحرب وواشنطن توازن بين العصا والجزرة

بينما كانت الجولة الثانية من المفاوضات النووية تنعقد في مقر إقامة السفير العُماني في روما، كشفت مصادر إسرائيلية لوكالة "رويترز" عن أن الجيش الإسرائيلي يدرس توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، حتى دون دعم أميركي مباشر.

وقد عرضت تل أبيب في وقت سابق على إدارة ترامب تنفيذ عملية مشتركة تتضمن ضربات جوية وعمليات كوماندوز بهدف تعطيل البرنامج النووي الإيراني.

في المقابل، أبدت واشنطن تريثاً في التعاطي مع هذه الضغوط، حيث أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه "غير مستعجل" في اتخاذ قرار عسكري، لكنه أضاف: "لن أمنع إسرائيل إذا قررت التحرك"، ما اعتبره مراقبون مؤشراً على سياسة تبادل الأدوار بين واشنطن وتل أبيب في التعامل مع الملف النووي الإيراني.

إيران: نحذر من رد قاس.. ونتفاوض

إيران من جهتها، تواصل التفاوض لكنها لا تخفي نبرتها التصعيدية. مسؤول أمني إيراني بارز كشف عن "معلومات استخباراتية موثوقة" تفيد بأن إسرائيل تخطط لهجوم واسع النطاق، محذراً من أن أي ضربة ستُقابل برد قاس يستهدف منشآت إسرائيلية، بما في ذلك مفاعل ديمونة.

وفي حديث لقناة سكاي نيوز عربية لبرنامج "رادار"، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة قم، أحمد مهدي، إن إيران تأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، لكنها تدرك أيضاً أن واشنطن لن تسمح بضربة أحادية قد تُفشل المسار التفاوضي وتُفجر المنطقة.

ثلاثة شروط إسرائيلية.. وتضامن أميركي واضح

من جانبه، أكد مدير "التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية"، توم حرب، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن هناك "تطابقاً كاملاً في الأهداف بين واشنطن وتل أبيب"، مشيراً إلى ثلاثة مطالب رئيسية: تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، الحد من قدرات إيران الصاروخية، وتفكيك الأذرع المسلحة التابعة لها في المنطقة مثل حزب الله والحشد الشعبي والحوثيين.

واعتبر حرب أن التصعيد الإيراني "جزء من البروباغندا"، مؤكداً أن القدرات الإيرانية اليوم لا تُقارن بما كانت عليه في عام 2020، وأن التواجد العسكري الأميركي المكثف في المنطقة هو رسالة مباشرة لطهران.

طهران تفاوض من موقع "غير ضعيف"

رغم الضغوط، أكد مهدي أن إيران لا تتفاوض من موقع ضعف، مشيراً إلى تصريحات الجنرال الراحل قاسم سليماني بأن "الخطر الحقيقي يبدأ حين تنسحب القوات الأميركية من المنطقة، وليس عند وجودها".

واعتبر أن طهران تسعى لضمانات حقيقية هذه المرة، مشدداً على أن انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 لا يزال السبب الرئيسي في تعقيد المشهد الحالي. وأضاف: "لو كانت واشنطن ترى أن النظام الإيراني سيسقط، لما دخلت في مفاوضات لإنقاذه".

إسرائيل تسابق الزمن.. وإيران ترد بالمثل

ترى إسرائيل أنها حققت تقدماً كبيراً في إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة، وتخشى أن تستعيد طهران زمام المبادرة. وبحسب متابعين، فإن تل أبيب تسعى لتوظيف هذا "الزخم العسكري" قبل أن تستكمل إيران تطوير منظومتها الدفاعية أو إعادة ترميم بنيتها النووية.

لكن طهران، بحسب تصريحات مهدي، تمتلك آلاف الصواريخ القادرة على استهداف العمق الإسرائيلي خلال دقائق، وهو ما يجعل أي مغامرة عسكرية محفوفة بالمخاطر، وقد تشعل مواجهة شاملة يصعب احتواؤها.

بين تفكيك السلاح وبقاء النظام

الجدل داخل الإدارة الأميركية لا يقتصر على الموقف من طهران، بل يمتد إلى مصير النظام الإيراني نفسه. فبحسب توم حرب، هناك نقاش حول ما إذا كانت واشنطن مستعدة لدعم "تغيير النظام" في حال تم تفكيك النووي، أم أنها ستقبل ببقائه مقابل التزامات صارمة.

وبينما يصر ترامب على تفكيك البرنامج النووي بشكل كامل، ترى إيران أن استخدامها للطاقة النووية السلمية حق مكفول بموجب القانون الدولي، وتطالب برفع العقوبات مقابل عودة كاملة للاتفاق.

خلاصة المشهد

التوتر يتصاعد، والرهانات تتعاظم. طهران تفاوض بحذر، وإسرائيل تهدد بعمل أحادي، وواشنطن تحاول ضبط الإيقاع دون التنازل عن شروطها.

وبين كل جولة وأخرى، يبقى السؤال معلقاً: هل تستغل إيران الوقت لبناء قنبلتها النووية؟ أم أن ساعة الصفر تقترب بالفعل؟

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا