صادقت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على منح المغرب 600 صاروخ مضاد للطائرات من طراز "ستينغر" المحمولة على الكتف، وملحقات خاصة بتشغيل هذه الصواريخ، في صفقة بقيمة 825 مليون دولار.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد صادقت من قبل على هذه الصفقة، وتنتظر الموافقة النهائية من الكونغرس للبدء في تسليم الصواريخ إلى المغرب.
وقالت الوكالة الأمريكية للتعاون الأمني الدفاعي، التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، في بيان تعليقاً على الصفقة، إن هذه الأسلحة سوف تساعد المغرب في تحديث قدراتها و"توسيع خيارات الدفاع الجوي قصير المدى"، وهو ما سيمنح الرباط القدرة على مواجهة "التهديدات الحالية والمستقبلية"، خاصة أن المنظومة معروفة بكفاءتها في استهداف المسيرات والمروحيات والطائرات المنخفضة.
بالإضافة إلى تعزيز "التوافق التشغيلي" بين القوات المسلحة المغربية ونظيراتها الأمريكية والحليفة، حيث يعتمد الجيش المغربي على الأسلحة الأمريكية في التسليح، وتمثل الصفقة استمرارا لنهج التقارب الأمريكي المغربي، بعد تجديد واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
طلب الجيش المغربي 600 صاروخ من طراز "FIM-92K Stinger Block I"، ومعها خدمات الدعم الفني واللوجستي والهندسي من الحكومة الأمريكية والمتعاقدين، إلى جانب عناصر أخرى ذات صلة بالدعم اللوجستي وبرامج التحديث.
وتعد هذه النسخة هي الأحدث من منظومة ستينغر المحمولة على الكتف، وهي صواريخ أرض-جو قصيرة المدى موجهة بالأشعة تحت الحمراء، تُستخدم بشكل أساسي للدفاع الجوي ضد الطائرات والمروحيات والمسيرات.
بدأت المراحل الأولى لإنتاجه في الستينيات من قبل شركة جنرل داينمكس الأمريكية وفي عام 1972 بدأت مراحل تطويره المختلفة. وبدأ إنتاجه في شركة ريثيون عام 1978 ودخل الخدمة في الجيش الأمريكي عام 1981، وتستخدمه جيوش الولايات المتحدة و29 دولة أخرى.
يبلغ طول صاروخ ستينغر 1.52 متراً بقطر يبلغ 70 ملم، وزعانفه 100 ملم، يزن الصاروخ نفسه 10.1 كغم ، بينما يزن الصاروخ، مع أنبوب الإطلاق ومنظاره المدمج، المزود بمقبض تثبيت وهوائي تحديد الصديق من العدو (IFF)، حوالي 15.2 كغم.
ويبلغ مداه القاتل خمسة كيلومترات بارتفاع 4,800 متر، ويمكن للجنود إطلاقه من أي مكان، وكذلك من على عربات مجهزة وكذلك من المروحيات على أهداف جوية.
ويمكنه التعامل مع تهديدات جوية على ارتفاعات منخفضة حتى 3800 متر، ويعمل بمحرك قذف صغير يدفعه إلى مسافة آمنة من المشغل قبل تشغيل المحرك الرئيسي ثنائي المراحل الذي يعمل بالوقود الصلب، لتصل سرعته القصوى إلى 750 متراً في الثانية (2.54 ماخ).
يبلغ وزن الرأس الحربي للصاروخ ثلاثة كيلوغرامات، ويحتوي الرأس الحربي على 1.02 كجم (2.25 رطل) من مادة HTA-3 المتفجرة (مزيج من HMX وTNT ومسحوق الألومنيوم) مع فتيل تأثير ومؤقت تدمير ذاتي يعمل بعد 17 ثانية من الإطلاق.
لعبت هذه الصواريخ دوراً هاماً على ساحة الحرب الروسية الأوكرانية، واستخدمها الأوكرانيون بصورة مكثفة للتصدي للهجمات الجوية الروسية خاصة بالمروحيات والمسيرات.
وهو ما دفع دولاً أوروبية منها ألمانيا وهولندا وإيطاليا، إلى طلب شحنات كبيرة من هذه الصواريخ عام 2023، في صفقة بلغت قيمتها 780 مليون دولار.
وفي 12 مارس/آذار 2024، أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات بقيمة 300 مليون دولار لأوكرانيا، تشمل في المقام الأول ذخيرة تحتاجها أوكرانيا بشكل عاجل، ومنها صواريخ ستينغر للدفاع الجوي المحمولة.
وكانت النسخة الأوكرانية مطورة بمستشعر انقلاب جديد لتحسين سلوك طيران الصاروخ، يمكّنه من الحفاظ على مساره واستقراره، حتى عند تنفيذ مناورات معقدة، ما حسّن من احتمالية إصابته للأهداف سريعة الحركة. كانت هذه الميزة مهمة بشكل خاص في البيئات التي تكون فيها نافذة الاشتباك محدودة للغاية، وتكون الدقة بالغة الأهمية.
كما تمت مراجعة برنامج التحكم، ما سمح بتحسين قدرات التوجيه والتحكم، ما ساعد في تتبع أهداف أصغر وأكثر صعوبة، مثل الطائرات المسيرة وصواريخ كروز وطائرات الهليكوبتر الاستطلاعية الخفيفة، بفعالية أكبر. وسّعت التحسينات البرمجية نطاق اشتباك النظام، ما يسمح له بمواجهة نطاق أوسع من التهديدات بفعالية أكبر.
وقال كريستوفر كاليو، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة أر تي إكس، في تصريحات صحفية: "يُعد ستينغر أكثر صواريخ الدفاع الجوي المحمولة فعاليةً في العالم، حيث يوفر لأفراد الخدمة حماية قتالية مثبتة في مواجهة التهديدات المتزايدة".