في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يشي اتساع نطاق العمليات العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة ضد جماعة أنصار الله ( الحوثيين ) في اليمن ، والذخائر المستخدمة فيها بمحاولة إدارة دونالد ترامب إحداث التغيير الذي تعهدت به في التعامل مع ملف هذه الجماعة.
فقد انتقلت القوات الأميركية من قصف منصات انتقال الصواريخ والطائرات المسيَّرة إلى استهداف كبار قادة الحوثيين وإسقاط القنابل على المدن، وتوجيه ضربات لم تكن تستهدف في العمليات العسكرية التي جرت في عهد جو بايدن .
ووفقا لتقرير أعدته سلام خضر للجزيرة، فإن أكثر من 72 غارة جوية أميركية استهدفت عددا من المدن اليمنية خلال 24 ساعة، بدءا من صعدة شمالا مرورا بعمران ومأرب و الحديدة غربا ووصولا إلى العاصمة صنعاء .
واستهدفت هذا الغارات ما تقول واشنطن إنها مقرات قيادية ومسؤولين ومواقع عسكرية، وذلك بالتوازي مع تحرك لوجستي أميركي على وشك الحدوث.
فبعد أن حركت قيادة الأسطول السابع في المحيط الهاد ي حاملة الطائرات كارل فينسون إلى الشرق الأوسط ، نقل سلاح الجو الأميركي قاذفة إستراتيجية من طراز " بي توسبيريت " إلى قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية وجود 4 قاذفات على الأقل على مدرج القاعدة العسكرية الأميركية. ولم تحدد الولايات المتحدة أهداف أو نطاق عمليات هذه القاذفات، لكنها قالت إنها جزء من العمليات العسكرية الجارية لردع أي هجمات إستراتيجية ضد واشنطن وحلفائها.
وتكمن أهمية هذه القاذفات في قدرتها على الطيران لمسافة تصل لنحو 10 آلاف كيلومتر من دون أن تتمكن الرادارات من رصدها وهي تحمل ذخائر تقليدية ونووية بوزن يصل لحوالي 18 طنا.
وسبق لهذه القاذفات أن سجلت أطول فترة طيران في تاريخ سلاح الجو الأميركي بالتحليق 44 ساعة متواصلة خلال الحرب على أفغانستان عام 2001.
ولم يقتصر التحول الإستراتيجي في تعامل واشنطن في التعامل مع الحوثيين على توسيع رقعة الاستهدافات واستخدام قنابل ثقيلة وموجهة، لكنه طال الأهداف نفسها.
فبعد أن كانت الضربات الأميركية محصورة في منظومة الدفاع الصاروخية ومواقع إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل أو القطعات البحرية المتجهة إليها أو إلى القطعات العسكرية الأميركية، أصبحت تستهدف مواقع في صعدة وصنعاء وهما المعقلان الأيديولوجي والسياسي لجماعة الحوثي.
وقبل أن يعاود الحوثيون قصف إسرائيل والسفن العاملة أو التابعة لها عقب انهيار الهدنة واستئناف الحرب على قطاع غزة ، استبقت الولايات المتحدة أي هجوم للحوثيين وبدأت ضربات ضدها في الـ18 مارس/آذار الجاري.
وقد وصفت تقارير عسكرية أميركية هذه الضربات بأنها ذات طابع استباقي أكثر منه دفاعي، وقالت وكالة أسوشيتد برس إن العمليات العسكرية بعهد ترامب أكثر شمولا من تلك التي كانت أيام بايدن.
ووفقا للوكالة، فإن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن مهبط طائرات غامضا قبالة سواحل اليمن يبدو الآن جاهزا بجزيرة ميون وسط باب المندب لاستقبال المقاتلات وقاذفات "بي تو" الأميركية.
ونشرت القيادة الوسطى الأميركية مقطع فيديو لغارة جوية نُفذت يوم الجمعة على موقع بالعاصمة صنعاء دون تحديد المكان، لكن أسوشيتد برس قالت إن تحليل الصور يظهر أنه مقر القيادة العامة للجيش الخاضع للحوثيين، وهو ما لم تؤكده الجماعة.
وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن الضربات الجوية يوم السبت استهدفت عدة مناطق خاضعة لسيطرة الجماعة، بما في ذلك صنعاء ومحافظتي الجوف وصعدة. وأفادت وكالة أنباء "سبأ" بأن الضربات في صعدة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين.
كما قالت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التابعة للجماعة إن الضربات الأميركية يوم الجمعة دمرت "محطات بث وأبراج اتصالات وشبكة المراسلة" في محافظتي عمران وصعدة. وأشارت إلى أن الضربات في عمران، وتحديدا حول جبل أسود، كانت عنيفة بشكل خاص.
وعلى الجانب الفرنسي، أعلنت باريس أن حاملة الطائرات الوحيدة لديها، "شارل ديغول"، كانت متواجدة في جيبوتي، بالقرب من مضيق باب المندب.
وكانت القوات الفرنسية قد أسقطت طائرات مسيّرة حوثية في السابق، لكنها لا تشارك في الحملة الأميركية الحالية حسب ما هو معلن.