آخر الأخبار

موجة جديدة من الاحتجاجات ببنغلاديش بعد خطاب حسينة من الهند

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

دكا- في تصعيد جديد للاحتجاجات ضد رئيسة وزراء بنغلاديش المعزولة، الشيخة حسينة، وحزبها رابطة عوامي، شهدت البلاد موجة جديدة من العنف عقب خطاب ألقته حسينة من الهند.

واستهدف المتظاهرون منزل والدها، مؤسس بنغلاديش الشيخ مجيب الرحمن، حيث تعرض للتخريب وإشعال النيران، إلى جانب منازل قادة في رابطة عوامي في أنحاء البلد.

واندلعت الهجمات بعد إعلان حسينة عن خطابها الذي وصفت خلاله الحكومة الحالية بأنها "غير شرعية وغير دستورية".

من جانبه، أكد رئيس الحكومة المؤقتة محمد يونس، اليوم الجمعة، التزام السلطات بالحفاظ على القانون، مشيرا إلى تفهمه لغضب النشطاء بسبب ما وصفه بسنوات "الطغيان" تحت حكم حسينة، لكنه شدد على أن الأمن سيحمي الأرواح والممتلكات.

وأضاف محمد يونس أن الحكومة لن تتهاون مع أي محاولات لنشر الفوضى، مشددا على أن الأجهزة الأمنية ستتخذ إجراءات صارمة ضد أي أعمال عنف، مع تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.

وحكمت الشيخة حسينة بنغلاديش 20 عاما، أولا من عام 1996 إلى 2001 ثم من عام 2009 إلى 2024، وأطيح بها إثر الاحتجاجات الشعبية التي قادها الطلاب والشعب في الخامس من أغسطس/آب 2024، بعدها لجأت إلى الهند التي دعمتها خلال فترة حكمها.

إعلان

رمزية المنزل

وفي خطابها من الهند، أدانت حسينة هدم منزل والدها، مؤسس بنغلاديش الشيخ مجيب الرحمن، متسائلة عن أسباب استهدافه، ووصفت الهجوم بأنه غير مبرر، مشيرة إلى أن خصومها السياسيين كانوا خائفين من رمزية المنزل، كما دعت الشعب البنغلاديشي إلى تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذا الفعل.

منزل الشيخ مجيب الرحمن، الذي تعرض لهجوم من قبل المحتجين، كان لفترة طويلة معلما بارزا في السياسة البنغلاديشية وحزب رابطة عوامي، ومنه أعلن الشيخ مجيب الرحمن استقلال بنغلاديش عن باكستان.

في حين أفاد فايز أحمد، مساعد السكرتير الصحفي لرئيس الحكومة المؤقتة محمد يونس، بأن الرأي العام يعتبر هذا المنزل "رمزا للفاشية" بسبب الشيخة حسينة، واستدرك، في تصريح للجزيرة نت، بأن "الحكومة المؤقتة لن تسمح بأي نوع من الأنشطة العنيفة في البلاد".

مصدر الصورة مراقبون فوق ركام بيت الشيخ مجيب الرحمن والد الرئيسة المخلوعة الشيخة حسينة بعد أن دمره متظاهرون وأضرموا فيه النار (رويترز)

ونظرا لأهميته التاريخية، ظل المنزل بمنأى عن الاستهداف خلال انتفاضة العام الماضي ضد حكومة حسينة، وفقا لعلاء الدين محمد، الأمين العام للشؤون الخارجية والدبلوماسية في اللجنة الوطنية للمواطنين، وهي حركة طلابية شاركت في الاحتجاجات للإطاحة بها من السلطة.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال علاء الدين محمد، إنه "خلال احتجاجات العام الماضي، كان الطلاب والشعب مصممين على منع الحركة من التحول إلى فوضى. لذلك، امتنع الشعب عن استهداف الممتلكات أو المعالم الشهيرة، بما في ذلك منزل الشيخ مجيب الرحمن".

وأضاف أنه "بعد 6 أشهر من فرارها إلى الهند، أعلنت الشيخة حسينة أنها ستخاطب الأمة عبر بث مباشر، وفي رد فعلهم، حذر الشعب من أنه إذا فعلت ذلك، فسيتم تدمير ما تبقى من إرثها، ثم اتهمت الشيخة الحكومة المؤقتة بارتكاب إبادة جماعية، كيف يمكن للشعب تحمل هذا؟".

إعلان

حكومة شرعية

ردا على الاتهام الذي وجهته حسينة بأن الحكومة المؤقتة غير دستورية وغير قانونية، أوضح علاء الدين محمد للجزيرة نت أن تشكيل الحكومة تم بناء على طلب الرئيس، الذي استشار المحكمة العليا بعد مغادرة جميع كبار المسؤولين في البلاد مع الشيخة حسينة، وأكد أن المحكمة العليا أعطت إذنا بتشكيل الحكومة المؤقتة وفقا لأحكام الدستور البنغلاديشي، مما يجعلها قانونية.

وأضاف المتحدث ذاته، للجزيرة نت، أن الحكومة المؤقتة تتمتع بتفويض ليس فقط من المحكمة العليا، بل أيضا من الشارع، حيث منحها الناس والمجتمع المدني والأحزاب السياسية تفويضا قويا، مما يعزز شرعيتها في نظره.

وفي كلمتها، اتهمت حسينة البلاد بأنها أصبحت "أرضا للإرهابيين والمليشيات"، ولكن بحسب محمد، هذا هو تكتيكها المعتاد لإخبار الناس أنه إذا لم تكن هي في السلطة، فإن البلاد ستتجه إلى الإرهاب والتشدد.



دعم هندي

واحتجت بنغلاديش على الهند بشأن التصريحات التي أدلت بها الشيخة حسينة منها، وأعربت بنغلاديش في احتجاجها عن قلقها العميق، وخيبة أملها، وتحفظاتها الشديدة، مشيرة إلى أن هذه التصريحات تضر بمشاعر الشعب البنغلاديشي.

من جهتهما، أعرب كل من مساعد السكرتير الصحفي أحمد والأمين العام محمد عن خيبة أملهما إزاء رفض الهند تسليم الشيخة حسينة إلى بنغلاديش لمحاكمتها بتهم تتعلق بجرائم قتل خلال احتجاجات العام الماضي.

وفي هذا السياق، انتقد محمد الموقف الهندي، مشيرا إلى أن بنغلاديش تسعى لعلاقات جيدة مع الهند، لكن الأخيرة، على حد قوله، توفر ملاذا لحسينة وتسمح لها باستخدام أراضيها لتعبئة حزبها وزعزعة استقرار بنغلاديش.

من جانبه، قال أحمد إن معظم وسائل الإعلام الهندية تنشر على نطاق واسع الدعاية الكاذبة ضد بنغلاديش بهدف زعزعة الانسجام الطائفي. وأكد أن الشعب البنغلاديشي على علم بذلك، كما أن الشعب الهندي أيضا يدرك هذه الحملة.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار