آخر الأخبار

بين إرث بايدن ورهانات ترامب.. الشرق الأوسط على صفيح ساخن

شارك الخبر
الشرق الأوسط.. إرث بايدن إلى ترامب

مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يواجه الشرق الأوسط مرحلة جديدة من التحولات التي تحمل بصمات إدارة الرئيس جو بايدن.

في حين يُشدد بايدن على أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر قوة وموثوقية مما كانت عليه قبل أربع سنوات، إلا أن العديد من المحللين يؤكدون أن الشرق الأوسط لم يعد كما كان، بل أصبح أكثر تعقيداً وتشابكاً.

ملامح الإرث الشرق أوسطي لإدارة بايدن

يصف محلل الشؤون الأميركية في "سكاي نيوز عربية"، موفق حرب، حقبة بايدن بأنها مرحلة التحول من الفشل إلى الإنجاز في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن خصوم الولايات المتحدة أصبحوا أضعف.

ورغم ذلك، فإن حرب يشير إلى تراجع واضح في القيادة الأميركية العالمية، معتبراً أن الإدارة الأميركية تفتقر إلى أفكار جديدة ومبتكرة للتعامل مع أزمات المنطقة، مثل الصراع في غزة والتوترات المستمرة مع إيران.

أما الباحث في مركز الشرق الأوسط في واشنطن، سمير التقي، فيرى أن بايدن ركز على إعادة صياغة التحالفات الأميركية مع أوروبا وشرق آسيا، لكنه لم يمنح الشرق الأوسط الاهتمام اللازم.

ويشير التقي إلى أن الإدارة الأميركية الحالية فشلت في تقديم نهج متكامل لحل الأزمات الإقليمية، مشدداً على الحاجة إلى استراتيجيات شاملة تُعيد تعريف دور الدول العربية في النظام الإقليمي.

ويُبرز الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد صالح صدقيان، زاوية أخرى من المشهد، حيث يصف تعامل بايدن مع إيران بأنه غير حاسم.

وأوضح أن إيران ظلت في حالة ترقب للتعامل مع إدارة بايدن، لكنها لم تحصل على الضمانات اللازمة لأي اتفاق محتمل. وفي المقابل، يرى صدقيان أن إيران مستعدة للتفاوض مع ترامب إذا قدم شروطاً مقبولة، معتبراً أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يُرضي الطرفين لضمان استقرار المنطقة.

استراتيجيات ترامب المحتملة في الشرق الأوسط

من المرجح أن تشهد إدارة ترامب المقبلة تحولات جذرية في التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط. فترامب، الذي حاول خلال ولايته الأولى عقد صفقة مع إيران دون جدوى، قد يسعى مجدداً لاستغلال نقاط الضعف الإيرانية، خصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد.

ويرى موفق حرب أن انتخاب ترامب في ولايته الأولى أدى إلى تغييرات هائلة في المنطقة، مثل تراجع النفوذ الإيراني، والتحركات التركية، والاضطرابات الداخلية في إيران. لكنه يشير أيضاً إلى أن ترامب قد يواجه صعوبة في تقديم حلول مبتكرة، خصوصاً مع استمرار الأزمات الكبرى مثل حرب غزة.

أما سمير التقي، فيؤكد أن إدارة ترامب ستحتاج إلى إعادة صياغة علاقاتها مع الدول العربية عبر مبادرات مثل "اتفاقيات إبراهيم"، مع التركيز على تقليص نفوذ إيران في المنطقة. ويرى أن تعزيز الدور العربي سيكون مفتاحاً لتحقيق استقرار إقليمي يخدم المصالح الأميركية.

من جانبه، يُشير محمد صالح صدقيان إلى أن إيران قد تتجه نحو تعزيز علاقتها مع الصين وروسيا إذا زادت الضغوط الأميركية. ويعتقد أن ترامب سيواجه تحديات كبيرة في محاولته للتعامل مع إيران كجزء من المنافسة الجيوسياسية الكبرى مع الصين.

التحديات الكبرى للولايات المتحدة

تشير التحليلات إلى أن الشرق الأوسط سيظل ساحة اختبار رئيسية لأي إدارة أميركية. فالتوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وتعقيد العلاقات مع إسرائيل، واستمرار الصراعات في غزة وسوريا، كلها ملفات تحتاج إلى نهج استراتيجي شامل.

يُضيف موفق حرب أن القيادة الأميركية في الشرق الأوسط تعاني من إرث صعب، حيث فشلت إدارة بايدن في تحقيق اختراقات كبرى، رغم التباهي بتحقيق استقرار إقليمي نسبي. ويرى أن أي تقدم في المنطقة يتطلب حلولاً خلاقة وتعاوناً أوسع مع الحلفاء.

شرق أوسط جديد بأدوات قديمة؟

بين إرث بايدن وتوقعات ترامب، يقف الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة من التحولات. وعلى الرغم من الوعود المتكررة من الإدارات الأميركية بتقديم حلول للأزمات المتراكمة.

يظل السؤال قائماً: هل ستتمكن واشنطن من تقديم رؤية استراتيجية تُعيد تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحها ومصالح شركائها؟

بينما يعتقد بعض المحللين أن إدارة ترامب ستسعى لفرض رؤيتها بقوة، يُحذر آخرون من أن تكرار السياسات القديمة دون الابتكار قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها. الأيام القادمة وحدها ستكشف عن ملامح هذه المرحلة الجديدة.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا