تسود حالة من الترقب والقلق منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، بشأن ما سيكون عليه شكل العلاقة بين النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع وإيران، التي كانت حليفا مهما وداعما كبيرا لنظام الأسد.
وخلال عقود مضت، شكلت العلاقة بين إيران وسوريا نموذجا للتحالف الاستراتيجي، حيث كانت دمشق أحد أركان ما سُمي ب"محور المقاومة". إلا أن هذه العلاقة أصبحت موضع تقييم بعد سقوط نظام الأسد.
أحدث التصريحات المتبادلة بين الإدارة السورية الجديدة وإيران جاءت على لسان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الذي حذر إيران من "بث الفوضى" في سوريا، داعيا إياها إلى احترام إرادة الشعب وسيادة وسلامة البلاد.
وكتب الشيباني، عبر حسابه بمنصة إكس الثلاثاء 24 ديسمبر/ كانون الأول: "يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها"، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وتابع: "نحذرهم من بث الفوضى في سوريا، ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة".
كان المتحدث وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي صرح، يوم الاثنين 23 ديسمبر/ كانون الأول، بإنه لا يوجد أي اتصال مباشر بين حكومة طهران والإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع.
وزعم بقائي أن الوجود الإيراني السابق في سوريا كان هدفه "مكافحة الإرهاب"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وتابع أن بلاده تبادلت الآراء مع تركيا بخصوص سوريا، مضيفا أن "لكل طرف مرتبط بتطورات المنطقة وسوريا روايته الخاصة للأحداث، ولكن ليس من الضروري أن نقبل كل هذه الروايات".
وأوضح بقائي أنه لم يعد هناك أي مواطن إيراني في سوريا بعد التطورات الأخيرة، وأن طهران توصي مواطنيها بعدم الذهاب إلى سوريا "بسبب الوضع الغامض هناك".
وأضاف بقائي: "غادر دبلوماسيونا ومستشارونا العسكريون سوريا، ولا أعتقد أن هناك أي مواطنين إيرانيين في سوريا في الوقت الحالي".
وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات مع السلطات السورية الجديدة، قال بقائي، وفقا لوكالة تسنيم الإيرانية، إن "العلاقات بين الشعبين تاريخية، كانت لدينا علاقة طويلة الأمد من الناحيتين الحضارية والسياسية مع سوريا. كنا دائما نحرص على مصلحة سوريا وساعدناهم في مكافحة الإرهاب. في المستقبل، سنتخذ قراراتنا بناء على سلوك القوى الحاكمة في سوريا".
كانت متحدثة باسم الحكومة الإيرانية قد أعلنت الثلاثاء، أن مباحثات دبلوماسية تجري من أجل إعادة فتح السفارتين في دمشق وطهران.
كما أفادت وسائل إعلام إيرانية الثلاثاء، بأنّ الرحلات الجوية الإيرانية إلى سوريا ستظلّ معلّقة حتى أواخر يناير/ كانون الثاني.
وفي خطاب نقله التلفزيون الأحد الماضي، دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي الشبان السوريين إلى "الوقوف بكل قوة وإصرار لمواجهة من صمم هذا الانفلات الأمني ومن نفذه"، على حد تعبيره.
وأضاف خامنئي: "نتوقع أن تؤدي الأحداث في سوريا إلى ظهور مجموعة من الشرفاء الأقوياء لأن ليس لدى الشباب السوري ما يخسره، فمدارسهم وجامعاتهم وبيوتهم وشوارعهم غير آمنة"، على حد وصفه.
كانت وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت السبت الماضي مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشق في هجوم استهدف سيارته.
وحمّلت إيران الحكومة السورية الانتقالية مسؤولية تحديد ومحاكمة ومعاقبة "مرتكبي هذه الجريمة"، مشيرا إلى أن جثمان بيطرف أعيد إلى إيران في الأيام الأخيرة.
وتتهم إيران مرارا على لسان مسؤوليها إسرائيل بالوقوف وراء التطورات الأخيرة في سوريا.
وانتهى حكم الأسد فجر الثامن من كانون الأول/ديسمبر مع دخول فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام بزعامة أحمد الشرع دمشق.
وغادر آلاف الإيرانيين سوريا منذ ذلك الحين، بينما شهدت السفارة الإيرانية في دمشق أعمال تخريب.
وأدلى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، بتصريحات انتقد فيها الدور الذي لعبته إيران في سوريا على مدى السنوات الماضية.
وكانت روسيا وإيران مع مجموعات مسلّحة مؤيدة لها خصوصا حزب الله، الداعم الأكبر لحكم بشار الأسد خلال الحرب التي بدأت في سوريا في العام 2011 وأسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين.
برأيكم
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 27 ديسمبر/ كانون الأول
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab