آخر الأخبار

عيد الميلاد: الحروب والتخوفات الأمنية حاضرة في مظاهر الاحتفالات

شارك الخبر
مصدر الصورة

يحتفل المسيحيون في الشرق الأوسط والعالم بعيد الميلاد حسب التقويم الغربي، ويُقام في الكنائس عشية العيد قدّاس ليلة عيد الميلاد، كما تبرز الاحتفالات والأشجار المزينة والأسواق المزدحمة كمظاهر لهذا العيد.

لكن أجواء الحرب التي تشهدها المنطقة، والتخوفات الأمنية حول العالم تبدو حاضرة في بعض المظاهر الاحتفالية.

نرصد بالصور أجواء عيد الميلاد في عدد من البلدان من الشرق الأوسط والعالم.


* المسيحيون في سوريا يحيون قداس عيد الميلاد الأول بعد سقوط الأسد
مصدر الصورة

في مدينة بيت لحم، بالضفة الغربية، ترأس بطريرك القدس للّاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، قداس منتصف الليل لعيد الميلاد، داخل كنيسة المهد، التي تُعد تقليدياً مكان ولادة المسيح.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن مراسم الاحتفال بعيد الميلاد غابت عنها مظاهر الزينة وشجرة عيد الميلاد التي كانت تُنصب عادة في ساحة المهد، وذلك في تعبر عن "التضامن مع أهالي غزة".

ونقلت الوكالة عن رئيس بلدية بيت لحم قوله: "من الصعب علينا أن نحتفل وسط هذه المأساة. بيت لحم ليست منفصلة عن غزة".

مصدر الصورة مصدر الصورة

وفي مدينة غزة، أحيى سكان المدينة المسيحيون قداس ليلة عيد الميلاد في كنيسة العائلة المقدسة للاتين.

وتخيّم الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في القطاع على أجواء الاحتفالات، حيث نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الاحتفالات اقتصرت على أداء الصلاة داخل الكنيسة في ظل "الظروف الصعبة" واستمرار الحرب.

مصدر الصورة

وعلت أصوات طائرات الاستطلاع الإسرائيلية المعروفة محلياً بـ " الزنانة " في قطاع غزة على أصوات ترانيم الصلاة في كنيسة القديس برفيريوس الواقعة في البلدة القديمة شرق مدينة غزة.

وللعام الثاني على التوالي غابت أجواء الاحتفالات والفرحة بالعيد عن كنائس غزة جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة هناك.

وتحولت كنائس القطاع الثلاث إلى مراكز إيواء للمئات وانتشرت في ساحاتها أحبال غسيل النازحين الذين دمرت بيوتهم في الحرب كما تعرضت الكنائس لأضرار كبيرة جراء الغارات الإسرائيلية حيث قصفت كنيسة القديس برفيريوس وقتل فيها 18 شخصاً مسيحياً فلسطينياً في التاسع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.

قررت الكنائس إلغاء كافة المظاهر الاحتفالية والاكتفاء بالصلوات، وتجمع المئات من المسيحيين في غزة الليلة الماضية في كنيسة القديس برفيريوس لأداء قداس منتصف الليل وترتيل الصلوات المقدسة.

كان العشرات من مسيحيي غزة يزورون مدينة بيت لحم سنوياً في هذه الأوقات للاحتفال في كنيسة المهد، مكان مولد السيد المسيح، لكنهم حرموا هذا العام أيضاً من مغادرة القطاع ولم تبق لهم سوى ذكريات احتفالاتهم ما قبل الحرب.

تناقصت أعدادهم كثيراً على مر الزمان ليتراجع إلى 600، يتوزعون بين كنيستي العائلة المقدسة وكنيسة القديس برفيريوس.

أجواء غزة الحزينة

بدأت سيدة مسيحية حديثها مع بي بي سي بالقول: "مرحبا بكم في غزة الحزينة المنكوبة التي تعيش أجواء المجاعة والإبادة".

وعندما سألناها كيف تشعرين مع قرب أعياد الميلاد هذا العام في غزة، استكملت حديثها: "نعيش أجواءا من الإبادة الجماعية لا نعيش أجواء من الفرحة والسعادة مثلما كنا قبل الحرب، نريد السلام فهذه أرض السلام المقدسة... هذه غزة هاشم أرض عبور سيدنا المسيح عليه السلام إلى مصر هرباً من الاضطهاد، نريد المحبة والسلام... إخوة مسيحيون ومسلمون".

أما المواطن موسى عياد الذي نزح برفقة عائلته إلى كنيسته التي تحولت إلى مركز إيواء له وللمئات من المسيحيين الذين فقدوا منازلهم في تلك الحرب فيقول لبي بي سي: "لجأنا للكنائس التي فتحت أبوابها لنا كمواطنين مسيحيين نعيش في قطاع غزة على مدار سنة وشهرين في تجربة جديدة تمر علينا في تاريخ معاناتنا كفلسطينيين".

يتابع عياد حديثه بحسرة "أعيش حياة النزوح حيث أتشارك انا وجار لي في غرفة داخل الكنيسة وهي حياة نزوح لعينة أُجبرنا عليها بعد هدم بيوتنا وأماكن السكن السابقة لنا".

"العيد في الحرب يختلف كثيراً... كنا في السابق نعيش أجواء جميلة من التسوق وشراء الزينة ونعيش جمعة العيد وضحكاته الجميلة وأجواء العائلة والبيت والدفء، كل هذا نفتقده الآن تحت وطأة الآلة العسكرية وقرار الموت والدم".

ومن جانبه عبر رامز الصوري عن حزنه الشديد "كانت أعيادنا زيارات للأهل والأحباء في بيوتهم وتزيين شجرة عيد الميلاد وتوزيع الهدايا في كنائس غزة واحتفالات مسرحية تجسد ليلة الميلاد ومهرجانات كثيرة".

ويضيف الصوري "نتطلع فقط للأمان من تلك الحرب، ونحن للعام الثاني لم نحتفل في قطاع غزة ".

وفي الفاتيكان، حضر نحو ستة آلاف شخص قداس ليلة عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس، إضافة إلى 25 ألفاً آخرين حضروه عبر الشاشات في الساحة الخارجية للكنيسة.

وترأس البابا فرنسيس القداس، وافتتح السنة الكاثوليكية المقدسة 2025، التي يتوقع الفاتيكان أن تجذب نحو 32 مليون سائح إلى روما العام المقبل.

وفي الأردن، أضاء رئيس الوزراء جعفر حسّان شجرة عيد الميلاد في موقع أم الجمال الأثري شمال شرقي البلاد، وهو موقع تم إدراجه مؤخراً ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو.

ودعا مطران الأردن للروم الأرثوذكس خريستوفوروس عطالله، بأن يعم السلام والأمن في المنطقة، وأن ينعم به أهالي غزة وفلسطين وسوريا ولبنان، وفقاً لتصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية "بترا".


* عيد انتقال العذراء: لماذا تكرّم الأديان السيدة مريم؟

وفي لبنان، لم تمنع أجواء الحرب التي عاشتها البلاد في الأشهر الأخيرة من الاحتفال بعيد الميلاد، حيث تزينت بعض الشوارع في بيروت بزينة العيد قبل أيام، وافتتح في منطقة زغرتا شمال لبنان مهرجان "عيد الميلاد على ضفاف البحيرة" قبل عيد الميلاد بنحو أسبوعين، تخللته إضاءة شجرة عيد ميلاد ضخمة بطول 22 متراً.

ولم تغب صور الدمار عن كنيسة في بلدة دردغيا جنوبي لبنان، تعرّضت لقصف جوي في أكتوبر / تشرين الأول 2024، لكن ذلك لم يمنع سكان البلدة من نصب شجرة رمزية لعيد الميلاد بين أنقاض الكنيسة.

وفي العراق أقام المسيحيون قدّاس عيد الميلاد في عدة مدن وكنائس، وحضر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني القداس في كنيسة القديس يوسف الكلدانية في بغداد.


* رحلة العائلة المقدسة: المسيح في مصر بين المصادر الدينية القبطية وخيال الرسامين الأجانب

وفي المملكة المتحدة، ضجّت الشوارع بالمتسوقين والمحتفلين قبيل عيد الميلاد.

وسجّل الملك تشارلز الثالث خطابه السنوي بمناسبة عيد الميلاد من كنيسة تابعة لمستشفى سابق وسط لندن، وذلك خلافاً للعادة، فهذه المرة الأولى منذ عام 2006 التي يتم فيها تسجيل الخطاب السنوي خارج أماكن الإقامة الملكية.

وفي ألمانيا، تخيّم على الأجواء حالة الصدمة على إثر الهجوم الذي استهدف سوقاً لعيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ يوم الجمعة الماضي، لكن ذلك لم يمنع ازدحام الشوارع بالمتسوقين وسط إجراءات أمنية مشددة.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



إقرأ أيضا