توالت ردود الفعل الإقليمية والدولية بشأن تطور الأوضاع في سوريا، وأجمعت على تأكيد "القلق" من تداعيات الأزمة، والتشديد على حلها عبر الحوار، والدعوة للاستقرار، وسط تحذيرات أممية من "العواقب السلبية المترتبة عليها"، في وقت تواصل فيه دول الجوار سوريا الاتصالات فيما بينها لبحث تطورات الموقف، وتاليا أبرز المواقف.
قالت الأمم المتحدة إن النزاع في سوريا يترتب عليه "عواقب وخيمة" على السلام "الإقليمي والدولي"، وحث منسق المنظمة الدولية للشؤون الإنسانية في سوريا جميع الأطراف على وقف الأعمال العدائية على الفور، مؤكدا أن الحوار بين الأطراف هو السبيل الوحيد لحل الأزمة.
أكد الملك عبد الله عبد الله الثاني دعم بلاده لـ"استقرار" سوريا ووحدة أراضيها، وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي اليوم الأحد ب أن الملك بحث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراق محمد شياع السوداني الأحداث في سوريا، وأكد "وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في سوريا ووحدة أراضيها وسيادتها واستقرارها".
من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي موقف المملكة في اتصال هاتفي مع نظيره السوري بسام الصباغ اليوم بحث خلاله "تطورات الأوضاع في سوريا، وخصوصا في محافظتي حلب وإدلب".
وأكد الصفدي في بيان له "ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية ينهي كل تبعاتها، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها، ويحفظ سيادتها، ويخلصها من الإرهاب".
أكدت مستشارية الأمن القومي في العراق أن ما يجري في سوريا "أعمال إرهابية"، وشددت خلال اجتماع لمجلس الاستخبارات الوطني برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي اليوم أن العراق "سيقف إلى جانب الشعب السوري وجيشه البطل في مواجهة الإرهاب".
وناقش المجلس الإجراءات الواجب اتخاذها، حفاظا على الأمن القومي العراقي، ومستجدات الأحداث والتطورات الأخيرة على الساحة السورية والتهديدات التي قد تنتج عنها.
وسبق أن أعلن العراق اتخاذ سلسلة من الإجراءات لحماية الحدود العراقية السورية و"منع أي تسلل للجماعات الإرهابية" عن طريق وضع تحصينات أمنية، ونشر قوات إضافية من قوات الجيش والحشد الشعبي، وقيام مروحيات الجيش بطلعات جوية دورية لمراقبة الحدود تحت إشراف قادة عسكريين كبار.
أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره العراقي فؤاد حسين اليوم مباحثات هاتفية بشأن الوضع في سوريا، حسب ما أفادت به مصادر في وزارة الخارجية التركية، التي لم تذكر مزيدا من التفاصيل.
وحذر نائب رئيس الحكومة العراقية وزير الخارجية فؤاد حسين اليوم الأحد من أن "زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا يشكل تهديدا لأمن المنطقة بشكل عام".
وقال الوزير، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية والمغتربين السوري بسام صباغ، إن "أمن العراق مرتبط بأمن المنطقة وأن العراق يتضامن مع سوريا في مواجهة المجاميع الإرهابية". ودعا إلى أهمية تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات الأمنية ومكافحة التطرف، حسب تعبيره.
أفاد بيان للبيت الأبيض بأن واشنطن تراقب الوضع في سوريا عن كثب، وأنها أجرت اتصالات مع عواصم إقليمية خلال اليومين الماضيين.
وأضاف أن "رفض نظام الأسد المستمر للمشاركة في العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 واعتماده على روسيا وإيران خلقا الظروف التي تتكشف حاليا، وأديا إلى انهيار خطوطه شمال غربي سوريا".
وقال البيت الأبيض إنه بحث مع شركائه وحلفائه وقف التصعيد وإجراء عملية سياسية جادة لإنهاء ما وصفها بـ"الحرب الأهلية في سوريا".
وفي وقت لاحق اليوم قالت مصادر دبلوماسية تركية إن وزير الخارجية هاكان فيدان أبلغ نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بأن أنقرة لن تسمح بـ"التهديدات الإرهابية لأمنها أو المدنيين السوريين".
ودعا فيدان في اتصال هاتفي مع بلينكن إلى إحراز تقدم في العملية السياسية بين الحكومة والمعارضة في سوريا لاستعادة السلام.
وفي تعليقها على الأحداث الجارية في سوريا، دعت وزارة الخارجية الألمانية جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وأكدت الوزارة، في بيان صادر عنها في برلين اليوم، ضرورة حماية السكان المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وأضافت الوزارة أنها تتابع عن كثب التطورات السريعة في شمال غرب سوريا، و"تؤكد ضرورة التوصل إلى حل سياسي يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
اتهمت الحكومة البريطانية نظام الرئيس بشار الأسد "بتهيئة ظروف التصعيد" في سوريا، ودعت جميع الأطراف إلى "حماية أرواح المدنيين"، بعد الهجوم الذي شنته فصائل المعارضة.
وقالت الخارجية البريطانية في بيان لها اليوم إن "نظام الأسد هيأ الظروف للتصعيد الحالي عبر رفضه المستمر الانخراط في عملية سياسية واعتماده على روسيا وإيران".
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته اليوم لمجندين جدد في جيش الاحتلال إن "إسرائيل تراقب التطورات في سوريا عن كثب وباستمرار، و نحن مصممون على الدفاع عن مصالح إسرائيل الحيوية والحفاظ على إنجازات الحرب".