آخر الأخبار

رئاسة المرأة: لماذا تقدمت بعض الدول وتأخرت أخرى؟

شارك الخبر
مصدر الصورة

يتدفق التغيير في مختلف الاتجاهات في عالمنا سريع الإيقاع، إلا فيما يتعلق بتمثيل النساء في مقاعد زعماء الدول والحكومات، وفقاً لبيانات نُشرت مؤخراً.

فبحسب بيانات خاصة بعامي 2023-2024 نشرها مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية أمريكية، فإن عدد الدول التي تتولى النساء فيها مناصب القيادة بلغ في عام 2024، أقل من 30 دولة من أصل 193 دولة.

وصفت الأمم المتحدة هذه الزيادة بأنها "متواضعة" مقارنة بعدد الـ18 دولة الذي كان مسجلاً قبل عقد من الزمان.

ولا تزال هناك مناطق في العالم شبه خالية من بصمة المرأة على هذا الصعيد، إذ ظل هذا الحلم في تلك المناطق بعيد المنال منذ عام 1946، حين بدأ وعي المرأة بحقوقها في التزايد عقب الحرب العالمية الثانية، عندما انشغل الرجال بالحرب، فدخلت النساء سوق العمل لسد النقص.

تطور ولكن

وبينما يوشك عام 2024 على نهايته، جاءت هزيمة كامالا هاريس في الانتخابات الأمريكية أمام خصمها دونالد ترامب، لتُفوّت أمريكا بذلك للمرة الثانية في تاريخها فرصة تسليم مفاتيح البيت الأبيض لسيدة، بعد ثماني سنوات من خسارة هيلاري كلينتون أمام ترامب عام 2016.

أما في مناطق أخرى من العالم، فقد عاشت دول مثل مقدونيا الشمالية والكونغو لحظات تاريخية بوصول سيدات إلى سدة الحكم.

فخلال الفترة بين عامي 2016 و2024، التي لم تتمكن فيها الولايات المتحدة من انتخاب أول رئيسة لها، شهدت القارة الأفريقية زيادة ملحوظة في عدد النساء اللواتي تولّين مناصب القيادة.

في عام 2018، اختار برلمان إثيوبيا لأول مرة امرأة، هي سهلي ورق زودي، رئيسة للبلاد، وهو المنصب الذي لا تزال تشغله حتى الآن.

ورغم أن منصب زودي شرفي بلا سلطات تنفيذية حقيقية، فإن تنزانيا، الواقعة أيضا في شرق القارة الأفريقية، شهدت تولي امرأة السلطة الفعلية في البلاد.

ففي عام 2021 توفي رئيس تنزانيا، فتولت نائبته سامية سولوحو حسن المسلمة المحجبة، رئاسة البلاد بموجب سلطاتها الدستورية، وما زالت تقود تنزانيا حتى اليوم.

أما في الكونغو، فقد تم مؤخراً تعيين سومينوا تولوكا (50 عاماً) رئيسة للحكومة، لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب في بلدها الذي يعتمد نظاماً شبه رئاسي يتقاسم فيه رئيس الجمهورية المنتخب ورئيس الوزراء المعين السلطات التنفيذية.

بهذا الإنجاز، أضافت تولوكا اسمها إلى قائمة النساء اللواتي تمكنّ من تولي القيادة في أفريقيا، سواء كرئيسات دول أو رئيسات حكومات عبر الانتخاب أو التعيين، وهي قائمة تضم أكثر من 15 اسماً حتى الآن.

تحتل الليبرية إلين جونسون سيرليف مكانة مميزة في قائمة الزعيمات الأفريقيا، إذ تولت رئاسة بلادها في الفترة من 2006 إلى 2018، لتكون أول رئيسة منتخبة في أفريقيا. أما أول امرأة تقلدت منصب رئاسة الوزراء في القارة، فكانت إليزابيث دوميتيان من جمهورية إفريقيا الوسطى عام 1972.

وقد أسهمت العديد من الشخصيات النسائية البارزة في تقويض الاعتقاد السائد بأن المرأة تفتقر إلى القدرات اللازمة للتفوق في عالم السياسة والمناصب القيادية، وقد حظين بتقدير عالمي. ومع ذلك، لا تزال هناك اختلالات كبيرة على مستوى التوازن العالمي في تمثيل النساء بالمناصب التنفيذية العليا.

مصدر الصورة مصدر الصورة

وتشير أحدث البيانات المتعلقة بوصول النساء إلى مناصب القيادة إلى أنه رغم ما حققته المرأة في أفريقيا، باستثناء غالبية مناطق شمال القارة، فإن أوروبا تظل متفوقة في هذا السياق.

فالقارة الأوروبية تُعد من أكثر المناطق التي شهدت وصول النساء إلى سدة الحكم، كما هو الحال في ترينيداد وتوباغو بمنطقة الكاريبي ونيوزيلندا والهند.

ويظهر تحليل البيانات على مستوى قارات العالم أن سويسرا تتصدر القائمة بوصفها الدولة التي تولى فيها أكبر عدد من النساء قيادة البلاد، بواقع خمس رئيسات سابقات. وقد ساعد على ذلك قصر مدة ولاية الرئيس السويسري التي تقتصر على عام واحد فقط.

تأتي في المرتبة التالية فنلندا، التي شهدت قيادة أربع نساء بين عامي 1946 و2024، في حين عرفت أيسلندا الواقعة في شمال أوروبا، ثلاث زعيمات خلال الفترة نفسها. من أبرزهن فيغديس فينبوغادوتير، التي كانت أول امرأة تُنتخب ديمقراطياً رئيسة في العالم عام 1980، في حدث تاريخي لأيسلندا والعالم.

فينبوغادوتير، التي كانت معلمة ومديرة مسرح قبل دخولها عالم السياسة، احتفظت بالرقم القياسي بصفتها الأطول بقاءً في منصب الرئاسة، إذ أمضت فيه 16 عاماً بعد إعادة انتخابها ثلاث مرات.

وفي عام 2024، شهدت أيسلندا انتخاب امرأة جديدة للرئاسة، وهي هالا توماسدوتير، مما أضاف اسم الدولة الواقعة في شمال أوروبا إلى قائمة الدول الأوروبية التي تقودها نساء حالياً، مثل إيطاليا واليونان.

أما في بريطانيا، التي تربعت الملكة إليزابيث الثانية على عرشها لمدة 70 عاماً، فقد تولّت ثلاث نساء رئاسة الوزراء. الأولى كانت "المرأة الحديدية" مارغريت تاتشر عام 1979، ثم تيريزا ماي عام 2016، وأخيراً ليز تراس عام 2022.

وفي فرنسا، لم يكن الوضع مختلفاً كثيراً، فقد أسند الرئيس إيمانويل ماكرون في عام 2022 رئاسة الحكومة إلى إليزابيث بورن، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ 30 عاماً، بعد إيديت كريسون التي شغلت المنصب بين عامي 1991 و1992.

مصدر الصورة
الانتخابات الأمريكية: لماذا غابت المرأة عن منصب الرئاسة في الولايات المتحدة؟
من هي سامية حسن رئيسة تنزانيا الجديدة؟
المرأة الحديدية الأفريقية: أول امرأة ترأس ليبيريا "سعيدة" بإنجازاتها 23 سبتمبر/ أيلول 2017
من قتل رئيسة وزراء باكستان السابقة بنظير بوتو؟ 11 يناير/ كانون الثاني 2018

شهدت آسيا بدورها وصول عدد من النساء إلى مناصب القيادة العليا في أكثر من دولة. ففي الهند، تولت ثلاث نساء المناصب العليا، بدءاً من أنديرا غاندي التي شغلت منصب رئيسة الوزراء في ستينيات القرن الماضي، وصولاً إلى الرئيسة الحالية دروبادي مورمو. وبينهما، كانت براتيبا باتيل أول امرأة تتولى منصب رئيسة الهند (2007-2012).

أما في الفلبين، فقد كانت كورازون أكينو أول امرأة آسيوية تتولى رئاسة البلاد، وذلك في خضم ثورة شعبية مهدت الطريق لوصولها إلى الحكم، حيث شغلت المنصب من عام 1986 إلى عام 1992.

كما تضم القائمة الآسيوية قائدات مسلمات، مثل الشيخة حسينة واجد، التي شغلت منصب رئيسة وزراء بنغلاديش لخمس فترات غير متتالية حتى عام 2024، إضافة إلى نساء أخريات تولين القيادة في بلادهن، مثل بناظير بوتو التي شغلت منصب رئيسة وزراء باكستان مرتين.

وفي عام 2024، كانت الدول الآسيوية التي تقودها سيدات تشمل الهند (رئيسة الجمهورية)، وسريلانكا (رئيسة وزراء)، وتايلاند، حيث تشغل منصب رئيسة الوزراء بيتونغتارن شيناواترا، وهي شابة في السابعة والثلاثين من عمرها. في المقابل، فإن عدد الدول الأفريقية التي تقودها نساء حالياً بلغ خمس دول (الكونغو وتوغو وناميبيا وتنزانيا وأوغندا).

هل تعاقب المجتمعات العربية المرأة؟ 15 ديسمبر/ كانون الأول 2018
لماذا خفت نجم رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن؟ 19 يناير/ كانون الثاني 2023
ابنة رئيس الوزراء السابق تصبح أصغر زعيمة في تاريخ تايلاند 16 أغسطس/ آب 2024

السلطة مؤنث أم مذكر؟

بالرغم من أن "السلطة" في اللغة العربية كلمة مؤنثة، إلا أن احتكار الرجال لها لا يزال مستمراً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومع أن حضور الجنس اللطيف على كراسي السلطة في باقي مناطق العالم في تزايد بدرجات متفاوتة، فإن هذا التغير لم يشمل المنطقة في نفس الوتيرة.

وبحسب ما تظهره مؤشرات مجلس العلاقات الخارجية، فقد انتظر سكان المنطقة طويلاً حتى عام 2021، عندما اتُّخذت الخطوة الأولى في هذا الاتجاه من تونس، بتولي نجلاء بودن رئاسة الحكومة بقرار من الرئيس قيس سعيّد بعد إعلانه حل البرلمان.

وبالرغم من وجود أدلة دامغة أظهرت قدرات المرأة القيادية، إلا أنه منذ أن أصبحت تانسو تشيلر رئيسة للوزراء في حكومة ائتلافية في تركيا (1993-1996)، بعدما انتُخبت زعيمة لحزب الطريق القويم الوسطي آنذاك، لم تتكرر التجربة.

ومع أن صوت المرأة قد خفت في صناعة التاريخ الحديث، إلا أن المرأة الشرقية بالعودة إلى الماضي، لم تكن غائبة عن أعلى المناصب في الحقبة الغابرة، فقد تسلمت نساء زمام الحكم المطلق مثل زنوبيا ملكة تدمر، وأروى بنت أحمد اليمنية الملقبة ببلقيس الصغرى التي حكمت اليمن أيام الدولة الصليحية الإسماعيلية، والكاهنة ديهيا الأمازيغية التي حكمت شمال أفريقيا، والملكة شبعاد السومرية، وشجر الدر التي حكمت مصر، وغيرهن.

مصدر الصورة

من معركة إلى أخرى

كانت المرأة بشكل عام أسرع وصولاً إلى مركز رئاسة الحكومة منها إلى مركز رئاسة الجمهورية.

فعلى سبيل المثال، شكّلت سيريمافو باندارانايكا من سريلانكا الحكومة بعد فوز حزبها في الانتخابات العامة لعام 1960، قبل عقدين من الزمن من وصول أول سيدة إلى المقعد الرئاسي في البلاد.

ولا يمكن الحديث عن النساء اللاتي تولين منصب رئاسة البلاد من دون الإشارة إلى خيرتك أميربيتوفنا أنشيما، التي اُختيرت في عام 1940 لتولي رئاسة جمهورية توفا الشعبية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفي ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل سوريا روسيا أمريكا

إقرأ أيضا