في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أعلنت طهران عن تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة، ردًا على قرار صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي انتقد إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
وضمن فقرة من برنامج "غرفة الأخبار" على قناة سكاي نيوز عربية، يوضح مختار حداد، رئيس تحرير صحيفة الوفاق الإيرانية، ردإيرانعلى الضغوط الدولية والتداعيات المحتملة لهذا التصعيد.
إيران تبرر قرارها: استمرار التعاون رغم التصعيد
وأكد مختار حداد أن إيران لم تتسرع في اتخاذ هذا القرار، مشيرًا إلى أن طهران كانت قد سمحت بزيارة مديرالوكالة الدولية للطاقة الذريةإلى منشآتها النووية قبل اتخاذ القرار.
وقال حداد: "إيرانكانت دائمًا ملتزمة بالتعاون مع الوكالة الدولية، ولكن في الوقت نفسه، لن تستمر في تنفيذ اتفاقياتها النووية التي خرجت منها الدول الغربية، خاصة بعد انسحابالولايات المتحدةمنالاتفاق النووي".
وأوضح أن قرار تشغيلأجهزة الطرد المركزيالمتطورة يأتي ردًا على السياسة الغربية التي اعتبرها "مسيسة" وتستهدف إيران على أساس مصالح سياسية، لا على أساس القوانين التقنية.
التعاون مع الوكالة: إيران تواصل التزامها بالشفافية
وفي رد على الاتهامات الموجهة إلى طهران بشأن غياب التعاون، أشار حداد إلى أن إيران لا تزال تلتزم بمواصلة التعاون الفني مع الوكالة، حيث يتم الحفاظ على العمل المشترك في جوانب عدة من البرنامج النووي، بما في ذلك تركيب الكاميرات ومراقبة المنشآت.
وأضاف أن إيران ترى في قرار الوكالة "تسييسًا" للملف النووي، وأن الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا وبعض الدول الأوروبية، تمارس ضغوطًا كبيرة على الوكالة لإصدار قرارات ضد إيران.
إيران تتهم الغرب بالازدواجية: موقف الوكالة متحيز ضد طهران
حداد أضاف أن إيران ترى في موقف الوكالة تجاهها ازدواجية في المعايير، حيث أن العديد من الدول التي تسعى إلى الضغط على إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي، مثل الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي، لم تفرض ذات المعايير على إسرائيل، التي تمتلك أسلحة نووية ولا تخضع لإشراف الوكالة الدولية.
واعتبر أن هذه التناقضات تجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق مستدام، خصوصًا في ظل استمرار هذه الضغوط من قبل القوى الغربية.
التطورات الإقليمية وتأثيرها على الملف النووي الإيراني
أشار حداد أيضًا إلى أن الضغوط على إيران تأتي في سياق تطورات إقليمية واسعة تشمل دور إيران في دعم محور المقاومة، بما في ذلك في قطاع غزة ولبنان.
وقال: "القرار الأخير للوكالة جاء في وقت حساس، حيث أن إيران تعتبر جزءًا من استراتيجية إقليمية كبيرة تهدف إلى تعزيز مقاومة الاحتلال في المنطقة، وهذا يزعج العديد من القوى الغربية التي تسعى إلى تغيير المعادلات في المنطقة".
وأضاف أن إيران ستواصل الدفاع عن مصالحها الإستراتيجية في المنطقة، خصوصًا في ظل هذا الصراع الإقليمي المستمر.
مستقبل الاتفاق النووي: هل انتهت الفرصة لإحيائه؟
بالنسبة للاتفاق النووي، أكد حداد أن آمال إيران في إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 أصبحت ضئيلة، خاصة في ظل التراجع الأمريكي ورفض الدول الأوروبية الوفاء بتعهداتها.
ورغم ذلك، أعرب عن أمل طهران في العودة إلى المفاوضات من أجل إيجاد حلول جديدة تتوافق مع مصالحها. لكنه أضاف أن إيران لن تبقى مكتوفة اليدين وستبحث عن خيارات أخرى لحماية مصالحها النووية.
التهديدات الإسرائيلية: هل تزداد المخاطر على طهران؟
في سياق النقاش حول التهديدات الإسرائيلية، أشار حداد إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي أكد أن العام 2025 سيكون عامًا حاسمًا في مواجهة الطموحات النووية الإيرانية.
وقال حداد: "إسرائيل كانت دائمًا تشكل تحديًا رئيسيًا لإيران في هذا المجال، وعندما لا تجد إيران دعمًا من المجتمع الدولي، فإنها قد تجد نفسها مضطرة لاتخاذ إجراءات دفاعية حاسمة".
وأضاف أن إيران مستعدة لأي تصعيد محتمل، خاصة مع استمرار التحركات الإسرائيلية في المنطقة.
التصعيد يهدد استقرار المنطقة
أختتم حداد النقاش مؤكداً أن إيران ستظل ملتزمة بمصالحها النووية في إطار الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ولكنها في الوقت نفسه لن تتردد في اتخاذ خطوات تصعيدية إذا استمرت الضغوط الغربية.
وأضاف أن هذا التصعيد قد يزيد من حدة التوترات في المنطقة، خاصة إذا استمر تجاهل المجتمع الدولي للحقوق المشروعة لإيران في هذا الملف.