آخر الأخبار

درجات الحرارة: حيواناتنا الأليفة تتعب أيضاً في الحرّ، فكيف نحميها؟

شارك
مصدر الصورة

هل لاحظتَ تغيّراً في سلوك حيوانك الأليف عند ارتفاع درجات الحرارة أو خلال موجة حرّ شديدة؟ هل يمضي وقته في الظلّ ويلهث باستمرار؟ هل بدت عليه علامات غير مألوفة؟

قد تظنّ أن حيوانك الأليف الذي يعيش معك داخل المنزل وتُحسن رعايته، في مأمن من تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة. غير أنّ العطش والجفاف يعرّضان الحيوانات، كما الإنسان، لتداعيات صحية خطيرة قد تصل إلى الغيبوبة أو حتى الوفاة.

فما هي الأعراض التي قد تصيب حيواناتنا الأليفة؟ وكيف نحميها في موسم الحرّ؟

إلى جانب التعب وقلة الحركة والاستلقاء الطويل في الظلّ أو في الأماكن الباردة، قد تظهر أعراض أكثر خطورة على بعض الحيوانات.


* للحصول على مجموعة متنوعة من المقالات والمعلومات الشيقة والملهمة، انضم إلى قناتنا على واتساب ( اضغط هنا ).

تشير الطبيبة البيطرية اللبنانية، الدكتورة ثريا دباغ خنيصر، إلى أن أبرز الإشارات التي قد تظهر على القطط والكلاب هي فرط التنفس، وتشرح: "يتنفسون بسرعة كبيرة ويُخرجون ألسنتهم من أفواههم". وتوضح أن هذا السلوك طبيعي لدى الكلاب، لكن رؤيته لدى القطط يُعدّ مؤشراً على وجود مشكلة فعلية. وتضيف أنّ سيلان اللعاب بكثافة يُعدّ أيضاً من الأعراض المرتبطة بالحرّ الشديد.

كما تقول إن بعض الحيوانات التي تعاني من هذه الأعراض بشكل حادّ قد تفقد توازنها أو قدرتها على المشي بشكل سليم، وقد تصل الحالة إلى تعب شديد أو إرهاق بالغ.

وتحذر من أن بعض الحالات الخطيرة قد تُفضي إلى غيبوبة، بل وإلى الوفاة، وتوضح: "ارتفاع درجات الحرارة يعطّل الإنزيمات في الجسم، ما يؤدي إلى تفككها".


*
* مصدر الصورة

كيف يؤثر الحرّ على سلوك الحيوانات؟

التقلبات المناخية تؤثر بشكل ملحوظ على سلوك الحيوانات، سواء في الطقس البارد أو الحارّ.

فقد نشر موقع مكتبة الطب الوطنية الأمريكية (National Library of Medicine) في عام 2022 دراسة أظهرت أن الحيوانات الأليفة تتأثر أيضاً بالتغير المناخي.

ففي الطقس البارد، تزداد شهيتها للطعام، وتزداد فترات نشاطها ولعبها. وقد ترعبها أصوات الرعد والمطر الغزير، فتنعزل أو تبحث عن الأمان بالقرب من البشر. أما في الطقس الحارّ، فتميل الكلاب والقطط إلى النوم والاسترخاء لفترات أطول، وتتناول كميات أقل من الطعام. كما لوحظ في الدراسة أن نحو 30 في المئة من الكلاب تميل إلى العدائية مع ارتفاع درجات الحرارة.

ما هي أساليب الوقاية؟

توضح الدكتورة ثريا أنّ الإجراءات الوقائية تختلف بحسب نوع الحيوان وطبيعته. فبعض الحيوانات بحاجة إلى الشمس، وأخرى تتأذى منها. وتلخّص النصيحة بالقول: "ما ينطبق علينا، ينطبق على الحيوانات".

ومن أبرز الإجراءات التي تساعد في وقاية الحيوانات الأليفة من الحرارة والجفاف:

- الماء أولاً: من الضروري زيادة كميات مياه الشرب في الصيف. ويمكن إضافة مكعبات ثلج للحفاظ على برودة المياه.

- التهوية: إبقاء الحيوانات في أماكن جيدة التهوية، سواء عبر الهواء الطبيعي أو التكييف أو المروحة.

- الظلّ: تأمين أماكن مريحة وبعيدة عن أشعة الشمس المباشرة، فالحيوانات التي تتأثر سلباً بالحرّ تبحث دائماً عن الظلّ.

- تجنّب ترك الحيوان خارج المنزل خلال ذروة الحرّ، خصوصاً من يربّي كلابه في الباحة أو على السطوح، حيث قد تتعرض للجفاف والحرارة المرتفعة.

- تنظيم أوقات الخروج: يُفضَّل إخراج الحيوانات في الصباح الباكر أو في المساء، وتجنّب الظهيرة.

- تخفيف الفراء: من الضروري جزّ أو تخفيف الفراء الكثيف عند بعض الحيوانات.

- عدم ترك الحيوان في السيارة مع النوافذ المغلقة أو تعريضه المباشر للشمس.

مصدر الصورة مصدر الصورة

ماذا عن الحيوانات التي تعيش حولنا؟

الطيور التي تعيش في محيطنا تساعد في التخلّص من الحشرات التي تنشط صيفاً. كما تزيد حرارة الصيف من نشاط القوارض، التي غالباً ما تتولى قطط الشوارع القضاء عليها.

لكن هذه الكائنات بدورها بحاجة إلى الماء. فكثيراً ما نرى طيوراً سقطت أو ماتت بسبب الجفاف، أو عصافير تتجمع حول بقع ماء صغيرة لتغتسل عند اشتداد الحرارة.

لذا، يُبادر كثيرون إلى وضع أوعية مياه صغيرة على النوافذ والشرفات لمساعدة الطيور في مواجهة العطش. كما يُنصح من يطعم قطط الشوارع، أن يترك إلى جانب الطعام كمية من المياه النظيفة.

الحيوانات في الحدائق والمزارع

في حدائق الحيوانات والمنتزهات، يعمد العاملون إلى رشّ أرضية الأقفاص لترطيبها والتخفيف من آثار الحرّ. لكن سوء ظروف الإقامة، كغياب الظلّ أو المياه، قد ينعكس سلباً على صحة الحيوانات.

ونظراً لوقوع معظم الدول العربية في مناطق حارّة، قد تحتوي هذه الحدائق على حيوانات من بيئات باردة كالدببة أو البطاريق أو الذئاب، ما يستدعي رعاية خاصة، إذ انتُزعت من موائلها الطبيعية لأغراض الترفيه.

مصدر الصورة

الأمر نفسه ينطبق على الماشية في المزارع. فمثلاً، تصاب الخراف بالإجهاد الحراري، ما قد يؤدي إلى نفوقها. ومن أبرز آثار الحرّ على الماشية: انخفاض إنتاج الحليب واللحم، وتأخّر الخصوبة.

وتوصي الجهات البيطرية والمزارعون بما يلي لتقليل تأثير الحرّ الشديد على الماشية:

- جزّ الصوف وتخفيف كثافته.

- تعزيز التهوية داخل الحظائر.

- تقليل الاكتظاظ، إذ إن التزاحم يرفع من درجات الحرارة.

- توفير الظلّ والمياه النظيفة بشكل دائم.

وتتشابه أعراض الإجهاد الحراري عند الماشية مع غيرها: ارتفاع درجة حرارة الجسم، قلة الشهية، التنفس السريع، وإخراج اللسان أحياناً. كما يُلاحظ انخفاض إنتاج الحليب لدى الإناث.

ماذا لو أصيب الحيوان بإجهاد حراري؟

بحسب الطبيبة ثريا دباغ خنيصر، فإن الخطوة الأولى تكون بخفض حرارة الحيوان من خلال سكب الماء البارد على جسده.

وتضيف: "إذا لاحظنا أنّ الحيوان ابتلع لسانه، يجب سحبه من فمه فوراً".

أما الخطوة التالية فهي نقله مباشرة إلى الطبيب البيطري للكشف والمعالجة السريعة، خصوصاً في حال الإغماء أو تدهور الحالة.

وكما نحاول حماية أنفسنا من موجات الحرّ، يجب ألّا ننسى أنّ الكائنات التي نحبها، والتي نشاركها بيوتنا وشوارعنا، تحتاج أيضاً إلى رعايتنا... في كل طقس، وكل وقت.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار