في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في الوقت الذي لا يزال فيه ميناء إيلات الإسرائيلي شبه مغلق بفعل تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر ، كشفت صحيفة "كالكاليست" أن وزارة المواصلات الإسرائيلية أعادت إحياء مشروع ضخم لنقل الميناء إلى موقع جديد قرب الحدود مع العقبة، في خطوة اعتبرها محللون محاولة من مقربي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاستغلال الأزمة وتحويلها إلى فرصة مالية هائلة تحت غطاء ما وصف بـ"التطوير الوطني".
وحسب "كالكاليست"، فإن الهجمات وتهديدات الحوثيين على السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها منذ بداية الحرب على غزة ولبنان أدت إلى توقف شبه تام لحركة الملاحة في ميناء إيلات، الذي كان يستقبل قبل هذه الحرب سفنا محملة بالسيارات والبضائع.
وأوضحت الصحيفة أن الميناء "تراجع نشاطه إلى الصفر تقريبا"، بعد أن هددت جماعة الحوثي باستهداف أي سفينة تقترب من مياهه، وهو ما جعل شركات النقل العالمية توقف التعامل معه نهائيا.
وأضاف التقرير أن إيرادات الميناء انهارت بنسبة تقارب 100% خلال الأشهر الأخيرة، وأن الدولة اضطرت هذا العام إلى تحويل 15 مليون شيكل (4.6 ملايين دولار) لإنقاذ الميناء من الإغلاق التام.
وتشير الأرقام إلى أن الميناء الذي كان يحقق أكثر من 212 مليون شيكل (نحو 65 مليون دولار) في عام 2023 بات اليوم "عبئا ماليا"، وسط مخاوف من فقدان إسرائيل آخر منفذ بحري جنوبي لها.
تقول "كالكاليست" إن وزارة المواصلات استعادت من الأدراج خطة قديمة تدعى "ميناء القناة"، تنص على نقل الميناء إلى منطقة بين الحدود الأردنية وبرك الملح، وحفر قناة بطول 3.6 كيلومترات وعرض 200 متر داخل البحر الأحمر، لتمكين السفن الكبيرة من الرسو في الميناء الجديد.
وحسب الصحيفة، فإن المشروع يتجاوز كونه خطة اقتصادية إلى كونه مشروعا عقاريا ضخما يهدف إلى تحويل الميناء القديم إلى منطقة فنادق ومراكز ترفيهية، واستغلال الأراضي المحيطة بالقناة لتشييد مجمعات سكنية وسياحية فاخرة.
وتؤكد الصحيفة أن رجل الأعمال شلومي فوغل، المعروف بقربه الشخصي من نتنياهو ومالك مجموعة "أميا" و"مسفنوت إسرائيل"، يتصدر قائمة المستفيدين المحتملين من المشروع.
وذكرت أن فوغل قدّم خطة مفصلة لوزارة المواصلات تتضمن تشييد الميناء الجديد واستثمار الأراضي المحيطة به.
وفي تصريح لـ"كالكاليست"، قال فوغل "لدي البحر والمساحات والنفط البشري، فقط يجب أن نبدأ العمل، فإيلات تضيع منذ عقود".
غير أن خلفياته السياسية تثير تساؤلات واسعة، إذ تشير الصحيفة إلى أن نتنياهو موقوف قانونيا عن المشاركة في أي نقاش يتعلق بفوغل بموجب اتفاق تضارب المصالح، لكن العلاقة الوثيقة بينهما "تجعل هذا المنع شكليا فقط".
وتضيف أن فوغل يمتلك حصة صغيرة في ميناء إيلات الحالي، ما يمنحه موقعا يسمح له بالتأثير في العقود المستقبلية، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه "خلط خطير بين المال والسلطة".
وتؤكد "كالكاليست" أن الخطة تحولت إلى "صفقة ظل" تجمع بين المستثمرين المقرّبين من نتنياهو وموظفين كبار في وزارة المواصلات، وسط غياب تام لأي دراسة جدوى اقتصادية واضحة.
وتقول إن المشروع "يتكون من رقع فكرية تم جمعها على مدى 20 عاما" دون خطة تمويل محددة، وإن الوزارة تفكر في منح امتياز طويل الأمد للقطاع الخاص مقابل تنفيذ المشروع وتشغيله، في خطوة يصفها مراقبون بأنها خصخصة مقنّعة لواحد من آخر الأصول الحيوية لدولة الاحتلال.
وتربط "كالكاليست" بين تدهور الميناء الحالي نتيجة تهديدات الحوثيين وبين توقيت طرح المشروع الجديد، معتبرة أن الظرف الأمني تحول إلى ذريعة لتسهيل تمرير خطة اقتصادية ضخمة تصب في مصلحة نخبة ضيقة من رجال الأعمال المقربين من نتنياهو.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن المشروع يُسوّق الآن كخطة لتأهيل الجنوب، لكن جوهره يتمحور حول "الاستثمار في الأراضي" أكثر من كونه خطة لرفع القدرة التصديرية لإسرائيل.
    
    
        المصدر:
        
             الجزيرة
        
    
 
   مصدر الصورة