ارتفع الدولار، أمس الجمعة، مواصلا انتعاشه مقابل معظم العملات الرئيسية، حيث راجع المتعاملون التوقعات على المدى القريب بعد قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي ( البنك المركزي الأميركي) خفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع وتصريحه باعتزامه تنفيذ تيسير تدريجي في المستقبل.
وزاد مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية- بنسبة 0.3% إلى 97.6 نقطة واستقر المؤشر تقريبا خلال الأسبوع.
وقرر البنك المركزي الأميركي يوم الأربعاء خفضا متوقعا لسعر الفائدة ، لكنه أشار إلى عدم وجود حاجة ملحة لخفض تكاليف الاقتراض على عجل في الأشهر المقبلة.
وتشير توقعات البنك لأسعار الفائدة إلى خفضين آخرين لأسعار الفائدة هذا العام.
وقد يكون للعملة الأميركية مجالا لمزيد من الارتداد بعد أن واجهت ضغوط بيع في الأيام التي سبقت قرار البنك.
وقال مارك تشاندلر، كبير إستراتيجيي السوق في بانوكبيرن فوركس، "ما نقوله لعملائنا هو أن هذه مجرد حركة معاكسة للاتجاه. إذا اضطررت لبيع الدولار، فستحصل على مستوى أفضل قريبا".
وانخفض الجنيه الإسترليني الجمعة بعد أن ارتفع اقتراض بريطانيا متجاوزا التوقعات الرسمية، مما زاد من تعقيد التوقعات المالية للبلاد، في حين ارتفع الين بعد قرار بنك اليابان إبقاء أسعار الفائدة ثابتة.
وكان الجنيه الإسترليني أحد أسوأ العملات أداء بين مجموعة العملات العشر، مما يعكس مخاوف المستثمرين من أن وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز قد لا تكون قادرة على إبقاء ميزانيتها تحت السيطرة. وانخفضت العملة 0.6% إلى 1.3470 دولار
وقالت جين فولي، رئيسة إستراتيجيي العملات الأجنبية في رابوبنك، "على الرغم من القراءة الأفضل لبيانات مبيعات التجزئة البريطانية لشهر أغسطس/آب، فإن بيانات الاقتراض الضعيفة للحكومة البريطانية سلطت الضوء على الصعوبات التي تواجهها ريفز في تقديم ميزانية المملكة المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني".
انخفضت أسعار النفط الجمعة، إذ طغى تأثير المخاوف بشأن زيادة الإمدادات وتراجع الطلب على أثر التوقعات بزيادة الاستهلاك مع أول خفض لأسعار الفائدة الأميركية هذا العام.
وقال أندرو ليبو رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس "لا تزال إمدادات النفط قوية.. وأوبك تُقلّص تخفيضات إنتاجها، ولم نلحظ أي تأثير على صادرات النفط الخام الروسية" نتيجة العقوبات.
وخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، وعادة ما يؤدي انخفاض تكاليف الاقتراض إلى تعزيز الطلب على الخام ودفع أسعاره للارتفاع.
وقال جون كيلدوف، الشريك لدى أجين كابيتال، إن خفض الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في المستقبل لن يدعم على الأرجح أسواق النفط، لأنه سيؤدي إلى إضعاف الدولار، مما يجعل شراء النفط أكثر كلفة.
أغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على ارتفاع، الجمعة، وسجلت أيضا مكاسب أسبوعية.
وحقق المؤشران ستاندرد آند بورز 500 وناسداك مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي بدعم من أول خفض لسعر الفائدة في الولايات المتحدة خلال 2025 ومؤشرات على المزيد من تخفيف السياسة النقدية .
ووفقا البيانات:
من جهتها، شهدت الأسهم الأوروبية تغيرا طفيفا الجمعة في ختام أسبوع، وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضا 0.04% عند 554.81 نقطة، وكان ثابتا إلى حد كبير خلال الأسبوع.
وقاد مؤشر قطاع البنوك الأوروبية المكاسب خلال يوم أمس، إذ ارتفع 1.26% بعد تراجعه هذا الأسبوع. كما ارتفعت أسهم قطاع الدفاع 0.8% لتحوم بالقرب من مستويات
قياسية مرتفعة.
ورغم التفاؤل بعد خفض أسعار الفائدة الأميركية، لم تكن المكاسب واسعة النطاق إذ إن المخاوف المستمرة من ارتفاع الديون السيادية في الاقتصادات الأوروبية وتأثير الرسوم الجمركية الأميركية أبقت مكاسب الأسهم في نطاق محدود.