اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس إيلون ماسك بالاستفادة المفرطة من الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية. وإثر ذلك تراجع سهم شركة تسلا 4.46% إلى 303.50 دولارات في أحدث تعاملات ما قبل الفتح.
وقال ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال": "قد يحصل إيلون على دعم أكبر من أي إنسان في التاريخ، وبدون دعم، لكان على الأرجح سيُغلق مصنعه ويعود إلى جنوب أفريقيا ".
وأضاف: "لن نشهد إطلاق صواريخ أو أقمار صناعية أو إنتاجا للسيارات الكهربائية بعد الآن، وستوفر بلادنا ثروة طائلة. ربما علينا أن نطلب من وزارة كفاءة الحكومة أن تلقي نظرة فاحصة على هذا الأمر؟ أموال طائلة يجب توفيرها!".
يأتي هذا بعد أن انتقد ماسك بشدة النسخة الأخيرة من مشروع قانون ترامب الضريبي الذي تبلغ قيمته تريليونات الدولارات، محذرا من أن التخفيضات في اعتمادات السيارات الكهربائية وغيرها من اعتمادات الطاقة النظيفة ستكون "مدمرة للغاية" للبلاد.
واستفادت تسلا من ائتمان ضريبي للمستهلكين بقيمة 7500 دولار للسيارات الكهربائية، والذي سيلغيه مشروع قانون ترامب، ومن المقرر أن تُصدر شركة صناعة السيارات مبيعات الربع الثاني في وقت لاحق من هذا الأسبوع، والتي من المرجح أن تُظهر انخفاضا إضافيا في الطلب.
وقال ترامب: "كان إيلون ماسك يعلم، قبل وقت طويل من تأييده القوي لي للرئاسة، أنني أعارض بشدة فرض السيارات الكهربائية.. إنه أمر سخيف، وكان دائما جزءا رئيسيا من حملتي. السيارات الكهربائية جيدة، ولكن لا ينبغي إجبار الجميع على امتلاكها".
وردا على ترامب، قال ماسك على منصة إكس التي يملكها: "أقول حرفيا أوقفوا كل شيء. الآن".
وكان ترامب قد هدد في وقت سابق بخفض الدعم الحكومي والعقود التي يحصل عليها ماسك عندما اندلعت بينهما مشاجرة على وسائل التواصل الاجتماعي في أوائل يونيو/حزيران بشأن مشروع القانون.
كما تسبب خلافه مع ترامب في تقلبات لأسهم تسلا، إذ خسرت أسهم شركة السيارات الكهربائية نحو 150 مليار دولار من قيمتها السوقية في الخامس من من يونيو/حزيران، وهو أكبر انخفاض يومي في تاريخ الشركة، على الرغم من تعافيها بعد ذلك.
وبعد أسابيع من الصمت النسبي عقب خلافه مع ترامب بشأن التشريع، عاد ماسك إلى الانخراط في النقاش السبت الماضي عندما كان مجلس الشيوخ يناقش حزمة التشريعات، ووصفها بأنها "مجنونة ومدمرة تماما" في منشور على منصة إكس.
وصعّد ماسك انتقاداته أمس الاثنين قائلا إن المشرعين الذين دعوا لخفض الإنفاق في حملاتهم الانتخابية لكنهم أيدوا مشروع القانون "يجب أن يخجلوا من أنفسهم!".
وأضاف "سيخسرون الانتخابات التمهيدية العام المقبل، حتى إن كان ذلك آخر شيء أفعله في حياتي".
ودعا ماسك مجددا إلى إنشاء حزب سياسي جديد، قائلا إن الإنفاق الضخم لمشروع القانون يشير إلى "أننا نعيش في بلد الحزب الواحد.. حزب الخنزير!!".
وتسبب انتقاد ماسك لمشروع القانون في حدوث تحول جذري في علاقته مع ترامب، بعدما أنفق الملياردير ما يقرب من 300 مليون دولار على حملة إعادة انتخاب ترامب وقيادته إدارة كفاءة الحكومة المثيرة للجدل، وهي مبادرة لخفض تكاليف الحكومة الاتحادية.
ولا يزال من غير الواضح مدى تأثير ماسك على الكونغرس وعلى إقرار مشروع القانون، لكن الجمهوريين يبدون قلقهم من أن خلافه مع ترامب قد يضر بفرصهم في الحفاظ على أغلبيتهم في انتخابات الكونغرس النصفية في 2026.