أثار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران مخاوف المستثمرين والمحللين والدول بشأن تداعيات استمرار هذا التصعيد على الأسواق والاقتصادات.
ومنذ أمس الجمعة، تواصل إسرائيل شن هجماتها على منشآت ومواقع إيرانية، في حين أطلقت طهران دفعات من الصواريخ صوب تل أبيب ومناطق أخرى.
وفي هذا التقرير، نرصد الرابحين والخاسرين من هذه المواجهات.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 7% إلى 74.23 دولارا للبرميل بعد أن قفزت أكثر من 13% لتسجل مستوى مرتفعا خلال الجلسة عند 78.5 دولارا للبرميل، وهو الأعلى منذ 27 يناير/كانون الثاني الماضي.
وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 7.6% إلى نحو 73 دولارا، وقفز خلال جلسة أمس أكثر من 14% إلى أعلى مستوياته منذ 21 يناير/كانون الثاني عند 77.62 دولارا.
وتظل مكاسب أمس الجمعة أكبر تحركات يومية لكلا الخامين منذ عام 2022 بعد أن تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في ارتفاع أسعار الطاقة.
من جهته كسب قطاع الطاقة بمؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.6% أمس الجمعة متأثرا بارتفاع أسعار الخام.
ارتفعت أسعار الذهب الجمعة مع إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن، وسط توتر الأوضاع في الشرق الأوسط .
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 1.4% إلى 3432.6 دولارا للأوقية ليقترب من أعلى مستوياته المسجلة في 22 أبريل/نيسان الماضي عند 3500.3 دولار.
كما صعدت العقود الآجلة للذهب 1.5% إلى 3452 دولارا. وكسب المعدن الأصفر نحو 4% هذا الأسبوع.
وقال دانيال بافيلونيس -كبير خبراء استراتيجيات السوق لدى شركة "آر جيه أو فيوتشرز"- إن "الأسعار ستظل مرتفعة تحسبا لما هو قادم"، وفق رويترز.
ويُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه من الأصول الآمنة، لا سيما في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، ويميل إلى الازدهار عند انخفاض تكاليف الاقتراض.
صعد مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية- 0.9% أمس الجمعة مع تزايد خسائر اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي على وجه الخصوص، قبل أن يقلص المؤشر بعض مكاسبه.
وقالت فيونا سينكوتا المحللة لدى سيتي إندكس إن "الدولار يعود إلى دوره التقليدي بوصفه ملاذا آمنا، وهو ما لم نشهده منذ أشهر".
وتراجع اليورو إلى 1.1553 دولار أمس بانخفاض 0.3%، وهبط الجنيه الإسترليني 0.35%، في حين انخفض الدولار الأسترالي 0.7%.
وارتفع الدولار مقابل الفرنك السويسري 0.12% إلى 0.8113 فرنك.
وأثّر تزايد مناطق الصراع عالميا بالسلب على ربحية شركات الطيران، إذ أدى تحويل الرحلات إلى ارتفاع كلفة الوقود وإطالة أوقات الرحلات.
وأغلقت أسهم العربية للطيران في دبي منخفضة 3.2%، وانخفضت أسهم مجموعة الطيران الأوروبية "إير فرانس (كيه إل إم)" أكثر 5%، في حين تراجعت أسهم لوفتهانزا وإيزي جيت بنسبة تصل إلى 4%.
كما هوت أسهم شركات الطيران الأميركية دلتا إيرلاينز وأميركان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز بنسب تتراوح بين 4% و5%.
وقالت شركات الطيران الإسرائيلية العال ويسرائير وأركياع -أمس الجمعة- إنها تنقل طائراتها إلى خارج البلاد، في أعقاب الضربة الإسرائيلية على إيران.
وقال ريتشارد كلارك المحلل في بيرنستاين: "سيكون هناك بعض التباطؤ العالمي في وتيرة الحجز، مثلما رأينا بعد الصراعات السابقة".
وانخفضت أسهم شركات تشغيل الرحلات البحرية، مثل نورويجيان كروز لاين وكارنيفال كورببين 2% و4%.
كما انخفضت أسهم وكالتي حجوزات السفر عبر الإنترنت بوكينغ هولدينغز وإكسبيديا أكثر من 2%.
البورصات
انخفض الشيكل الإسرائيلي 1.9% مقابل الدولار أمس الجمعة، بعد أن هوى 3.5% في وقت سابق من الجلسة، كما انخفضت سندات الحكومة الإسرائيلية طويلة الأجل على خلفية تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران .
ويُعد هذا الانخفاض مؤشرا واضحا على تصاعد حالة عدم اليقين في الأوساط الاقتصادية، لا سيما في ظل غياب رؤية واضحة بشأن ما ستؤول إليه التطورات السياسية والأمنية، حسب ما نقلته مراسلة الجزيرة نت في طهران غزل أريحي.