في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أفاد دومينغو توماس مارتينيز، وهو رجل متقاعد يبلغ من العمر 68 عاماً بأنه تعرّض للضرب على يد مهاجرين الأسبوع الماضي في بلدة توري باتشيكو الصغيرة بالقرب من مُرسية في إسبانيا ، ولم يتضح بعد الدافع من الهجوم.
أثارت هذه الحادة توتراً كبيراً بين السكان المحليين والمهاجرين في المنطقة، وأسفر عن موجة من الاحتجاجات العنيفة. وفي غضون هذه الأحداث نشرت جماعات يمينية متطرفة رسائل معادية للأجانب على وسائل التواصل الاجتماعي، داعيةً الناس إلى "مطاردة" المهاجرين ، مما أجج من حدة التوتر.
أظهر مقطع الفيديو الذي نُشر على منصات فيسبوك وإكس وإنستغرام رجلاً مسناً يتعرض للاعتداء من قبل أشخاص مجهولين.
الادعاء:
حمل مقطع الفيديو المُرفق والمنشور على منصة إكس بتاريخ 10 يوليو/ تموز التعليق التالي: " تم تسريب فيديو لاعتداء وحشي على رجل مُسن من قِبل أشخاص من شمال إفريقيا في توري باتشيكو، مُرسية".
نشر مقطع الفيديو حساب يحمل علامة صح ذهبية على حسابه على منصة إكس، ما يعني أن الحساب تابع لجهة رسمية، وتم تداول مقطع الفيديو هذا من قبل حسابات أخرى على نفس المنصة مدعين أن هذا الاعتداء وقع على مارتينيز.
انتشر هذا الفيديو على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه لم يظهر الحادثة التي وقعت في توري باتشيكو.صورة من: Xيعود الفيديو إلى حادثة وقعت قبل شهرين تقريباً، وتم تصويرها في مدينة ألميريا، التي تبعد أكثر من 200 كيلومتر عن توري باتشيكو.
والشخص الذي ظهر في الفيديو يُدعى خوسيه مويا، وبعد انتشار الفيديو بشكل واسع نشر مويا بياناً على منصفة إنستغرام يوضح فيه أنه الشخص الذي ظهر في الفيديو، وأجرت وسائل إعلام محلية مقابلة مع مويا بعد أن أثار الفيديو موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي ضد المهاجرين.
كما عرض مويا على إنستغرام القميص والبنطال اللذين كان يرتديهما يوم الاعتداء ، مطالباً بتحقيق العدالة له وللشخص الذي كان يرافقه، قال مويا إنه تم الاعتداء عليهما من قبل شخصين، بينما كان يتواجد آخرون مكان الحادث.
قال مويا: "طلبوا مني تبغاً، وعندما أجبتهم بأني لا أملك تبغاً، تشاجروا معي، وشقّوا رأسي، وكسروا ثلاثة أضلاع، وتركوني فاقداً للوعي". كما زعم أن المهاجمين إسبان، وليسوا مهاجرين".
أكدت خدمة تقصي الحقائق في DW أن الفيديو المتداول صورَ في ألميريا بالفعل، وعرضت صورة للموقع التُقطت بعد الحادث، والموقع مطابق للموقع الذي عرضه مويا من خلال صورة التقطها للموقع بعد الحادث، والصورة متضمنه في بيانه المصور الذي نشره حول الحادثة.
ومن جانبه أكد دومينغو توماس مارتينيز، الرجل الذي تعرض للضرب في توري باتشيكو، أنه ليس في الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، وتحدث إلى العديد من وسائل الإعلام عقب الحادث، حيث ظهر بعينين حمراوين وعلامات اعتداء أخرى.
الادعاءات الكاذبة لم تقف هنا، إذ ظهرت منشورات مضللة مماثلة عقب حادثة توري باتشيكو، استهدف العديد منها المهاجرين والمسلمين على وجه الخصوص. فيما يلي مثالان على ذلك:
الادعاء:
يدّعي هذا المنشور على منصة إكس أن الشرطة المحلية في توري باتشيكو تعرضت لهجوم من قبل مهاجرين، وأن الحرس المدني لم يتدخل، جاء بالمنشور: " شرطة تورّي باشيكو المحلية غارقة وسط حشد من ذوي الشعر الشبيه بالبروكلي ."
لا يظهر هذا الفيديو المهاجرين وهم يهاجمون الشرطة في توري باتشيكو.صورة من: Xالحادثة في المنشور كانت قد وقعت في توريفايجا، على بعد 40 كيلومتراً من توري باتشيكو، وتعرض ضباط الشرطة هناك لهجوم من قبل عدة أفراد من أصول مهاجرة، بحسب عدة وسائل إعلام محلية، وقد تحققت DW من موقع الفيديو وحددته .
الادعاء:
ادعى منشور آخر تنظيم "احتجاج ضد لحم الخنزير" رداً على حادثة توري باتشيكو. وحمل المنشور التعليق التالي: "توري باتشيكو يستيقظ باكراً. السكان يستعدون للهجوم المضاد الأخير".
هذا الفيديو لا علاقة له بتوري باتشيكو.صورة من: Xالفيديو المنشور ليس له علاقة بالحادث، فقد نُشر لأول مرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 على منصة إكس بواسطة مستخدم قال إنه محاولة لتسجيل رقم قياسي عالمي لأكبر طبق لحم خنزير. صُوّر الفيديو في هويلفا، وشوهد أكثر من 2.4 مليون مرة منذ ذلك الحين .
التضليل الإعلامي ليس مجرّد نشر معلومات ومقاطع فيديو و أخباراً كاذبة ، بل هو أكثر من ذلك، إذ قد يؤدي ذلك إلى إشعال العنف، وتأجيج الكراهية، ويعرّض حياة الناس للخطر، تماماً كما حصل في توري باتشيكو.
أدت الادعاءات الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي في البلدة الإسبانية إلى تصعيد العنف وإحداث انقسامات عميقة في المجتمع.
ولهذا تقع على عاتق كل مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية التأكد من صحة المنشورات قبل مشاركتها على حسابه الخاص. فيمكن لفيديو أو معلومة خاطئة أو مضللة أن تشعل الفوضى والكراهية بين الناس.
أعدته للعربية: ميراي الجراح
تحرير: عبده جميل المخلافي