لا شك في أن الأطفال يميلون إلى تقليد آبائهم بكل الحركات إذ ينظرون إليهم كمثل أعلى وهو ما أثبته العلم مراراً.
فقد كشفت نتائج دراسة جديدة أنه عندما يجلس الآباء كثيرا، يميل أطفالهم إلى اتباع نفس النهج.
وأفادت بأن قوة تأثير الآباء كقدوة لأنماط حياة أكثر صحة كبيرة، وفقا لموقع New Atlas نقلًا عن دورية Sports Medicine and Health Science.
وأوضحت أن المخاطر الصحية المرتبطة بأسلوب الحياة الخامل أو المستقر تشمل السمنة، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وداء السكري من النوع الثاني.
كما بحثت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ولاية ساو باولو البرازيلية، في كيفية تأثير مستويات نشاط الآباء على مستويات نشاط أطفالهم.
وقال الباحث المشارك في الدراسة، دكتور دييغو كريستوفارو، أستاذ مساعد في جامعة ولاية ساو باولو، إن النتائج تشير إلى أن مستوى النشاط البدني للآباء يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على عادات أطفالهم، مضيفًا أنه عندما يحافظ الآباء على روتين أكثر نشاطا، يقل احتمال جلوس أطفالهم لفترات طويلة.
كذلك أوضح أنه تم استخدام التحليل الإحصائي للنظر فيما إذا كان السلوك المستقر لدى الآباء مرتبطا بالسلوك المستقر لدى الأطفال، مع تعديل العمر والجنس والحالة الاجتماعية والاقتصادية ومستويات نشاط الطفل نفسه.
ولفت إلى أن الباحثين توصلوا إلى أن هناك مستويات عالية من الخمول في جميع الفئات، حيث قضى الأطفال والأمهات والآباء جميعا ما بين ثماني إلى تسع ساعات من وقت الخمول يوميا، فكان هناك ارتباط قوي بين وقت الخمول لدى الأم والطفل، على الرغم من عدم وجود ارتباط مهم عندما تكون الأمهات نشيطات.
كما لوحظ ارتباط متواضع ولكنه مهم بين وقت الخمول لدى الأب والطفل، وهو الحال مع الأمهات حيث لم يكن هناك ارتباط عندما كان الآباء نشيطين.
كذلك أشارت نتائج الدراسة إلى أن عادات الأطفال المستقرة تعكس سلوك آبائهم فقط عندما يكونون غير نشيطين، فعندما يكون الآباء نشيطين، لا يتطابق سلوك أطفالهم المستقر مع سلوكهم.
يذكر أن العادات المستقرة تعتمد على عوامل متعددة، مثل صعوبة الوصول إلى الأنشطة البدنية وضيق الوقت والأماكن التي يمكن ممارسة النشاط البدني فيها.
كما أن نتائج الدراسة تُظهر أن عادات الآباء يمكن أن تؤثر على صحة أطفالهم. لذلك، يمكن أن تدعم السياسات العامة والحملات التي تهدف إلى تعزيز نمط حياة أكثر نشاطا في البيئة الأسرية.
وبغض النظر عن مختلف القيود، تشير الدراسة إلى أن الأطفال أكثر عرضة لاعتماد عادات الخمول إذا كان آباؤهم غير نشيطين، وهذا بدوره يشير إلى أن الآباء النشطين يحمون أطفالهم من السلوكيات الخاملة.
لذا، عندما يلتزم الآباء بإرشادات النشاط البدني، فإن هذا يمكن أن يكسر حلقة "من شابه أباه" كما يمكن أن يكون تشجيع الآباء على ممارسة المزيد من النشاط البدني استراتيجية فعالة للحد من السلوكيات الخاملة لدى الأطفال والمراهقين.