ماسك يلمح فجأة للتهدئة مع ترامب.. بعد انتقادات لاذعة

بعدما استعرت الحرب الكلامية بين الملياردير الأميركي إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب وسط انتقادات لاذعة بين الجانبين مؤكدة انتهاء شهر العسل بينهما، عاد رئيس "سبايس إكس" وهدأ لهجته على ما يبدو.

ففي تعليق على تغريدة لبيل أكمين، مدير صندوق التحوط، اليوم الجمعة، أكد فيها أن على الرجلين التهدئة لصالح البلاد، رد ماسك كاتباً "معك حق" أو حرفيا "لست مخطئاً"، ما وشى بإمكانية إفساح مجال للسلام بينهما بعد ساعات من الانتقادات المتبادلة التي لم تهدأ عبر مواقع التواصل.

سجال حاد

أتى ذلك، بعدما تبادل الحليفان السابقان انتقادات لاذعة، مساء أمس، عقب أيام من مغادرة ماسك منصبه الحكومي، إذ أعرب الرئيس الأميركي عن "استياء بالغ" مما أدلى به داعمه السابق بشأن مشروع الميزانية الضخم.

ليرد أغنى أغنياء العالم بالقول إن الرئيس الجمهوري كان سيخسر الانتخابات الرئاسية لولا دعمه، بل أيد فكرة عزله.

وفي أول تعليق له على المسألة، انتقد ترامب لدى استقباله المستشار الألماني فريدريش ميرتس في البيت الأبيض، مالك شركتي "سبايس إكس" و"تسلا". وقال للصحافيين في المكتب البيضوي "إيلون وأنا جمعتنا علاقة رائعة. لا أعرف ما إذا ستبقى كذلك. لقد فوجئت" بالانتقادات من ماسك بعد أيام من مغادرته منصبه على رأس هيئة الكفاءة الحكومية.

كما أضاف قائلا "لقد خاب أملي كثيرا، لأن ماسك كان يعلم التفاصيل الدقيقة لمشروع القانون هذا أفضل من كل الجالسين هنا... فجأة أصبحت لديه مشكلة".

تصريحات خاطئة

إلا أنها لم تمض دقائق حتى رد ماسك عبر منصته "إكس"، واصفا تصريحات الرئيس البالغ 78 عاما حول علمه بالتفاصيل الدقيقة لمشروع القانون، بأنها "خاطئة". وأرفق مالك منصة "إكس" فيديو لترامب يقول فيه إن ماسك امتعض من فقدان الدعم المخصص للسيارات الكهربائية، بعبارة "خاطئ".

ثم صعّد قطب التكنولوجيا من لهجته حيال الرئيس الأميركي، معتبرا أنه كان سيخسر انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2024 لولا دعمه. وكتب ماسك "من دوني، كان ترامب سيخسر الانتخابات. أي قلة وفاء هذه".

بدوره، صعد ترامب الذي قال سابقا إنه قد يتفهم سبب استياء ماسك من بعض الخطوات التي أتخذها، بما في ذلك سحب مرشحه لقيادة وكالة الفضاء "ناسا"، واصفاً حليفه السابق بالمجنون.

كما لوح على خلفية السجال، بإلغاء عقود حكومية ضخمة ممنوحة لرئيس "سبايس إكس"، بما في ذلك إطلاق صواريخ فضائية واستخدام خدمة الأقمار الصناعية ستارلينك. فيما قدّرت وسائل إعلام أميركية قيمة العقود بـ18 مليار دولار.

"سحب مركبة دراغون"

وردا على ذلك قال ماسك إن شركته "سبايس إكس" ستباشر "سحب" مركبة دراغون الفضائية من الخدمة، علما بأنها تعد ذات أهمية حيوية لنقل الرواد التابعين لناسا إلى محطة الفضاء الدولية. وكتب في منشور على إكس "في ضوء بيان الرئيس حول إلغاء عقودي الحكومية، ستباشر سبايس إكس سحب مركبة دراغون الفضائية من الخدمة على الفور".

أتت تلك الحرب الكلامية الشعواء بعدما ندد ماسك، بمشروع قانون الميزانية الضخم الذي يسعى ترامب لإقراره في الكونغرس، ويصفه بأنه "كبير وجميل ورائع". واعتبر مالك منصة "إكس" هذا المشروع "ضخما وشائنا و رجسا يثير الاشمئزاز".

كما جاء هذا السجال العلني بعد أقل من أسبوع على حفل وداعي أقامه ترامب لماسك في المكتب البيضوي مع انتهاء مدة توليه إدارة هيئة الكفاءة المكلفة خفض النفقات الفدرالية.

يشار إلى أن شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية المملوكة لماسك تكبدت، أمس الخميس، خسائر هائلة في بورصة وول ستريت. فقرابة الساعة 19,05 بتوقيت غرينتش، تراجع سعر سهم الشركة إلى 285,41 دولارا، بخسارة قدرها 14,04 في المئة، ما أفقدها أكثر من 140 مليار دولار من قيمتها السوقية.