رئيس "غوغل كلاود" يوضح كيف تجني شركات البحث مليارات الدولارات من منتجات الذكاء الاصطناعي 

أوضح توماس كوريان، رئيس قسم الحوسبة السحابية في " غوغل"، يوم الثلاثاء كيف تُحقق شركته العملاقة للتكنولوجيا دخلاً من خدمات الذكاء الاصطناعي المتنوعة التي تقدمها.

وقال كوريان، متحدثًا في مؤتمر "جولدمان ساكس للتواصل والتكنولوجيا" في سان فرانسيسكو: "لقد حققنا مليارات الدولارات باستخدام الذكاء الاصطناعي بالفعل".

وأضاف كوريان أن طلبات العملاء المتراكمة على "غوغل كلاود" تنمو بوتيرة أسرع من إيراداتها، بحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" واطلعت عليه "العربية Business".

وقال: "يبلغ إجمالي طلبات العملاء المتراكمة لدينا الآن 106 مليارات دولار، وهو نمو أسرع من إيراداتنا، سيتحول أكثر من 50% منها إلى إيرادات خلال العامين المقبلين".

خلال الربع الثاني الأخير من عامها، أعلنت شركة ألفابت، الشركة الأم لـ "غوغل"، في يوليو عن إيرادات بلغت 13.62 مليار دولار من أعمال الحوسبة السحابية، بزيادة قدرها 32% عن العام السابق.

وارتفع صافي دخل "ألفابت" إلى 28.20 مليار دولار، بزيادة تقارب 20% عن العام السابق.

ورغم أن وحدة الحوسبة السحابية في "غوغل" متأخرة عن وحدتي "مايكروسوفت" و"أمازون" في هذا المجال، إلا أنها تنمو بوتيرة أسرع منهما.

الاستهلاك

أشار كوريان إلى أن بعض الأشخاص يدفعون لـ "غوغل" مقابل استهلاكهم، مستشهدًا ببنية الذكاء الاصطناعي التحتية التي يشتريها عملاء الشركات.

أوضح: "سواءً كانت وحدة معالجة رسومية (GPU) أو وحدة معالجة حرارية (TPU) أو نموذجًا، فإنك تدفع بالرمز - أي أنك تدفع مقابل ما تستخدمه".

تُمثل الرموز أجزاءً من النص تُعالجها نماذج الذكاء الاصطناعي عند توليد اللغة أو تفسيرها.

يستخدم بعض الأشخاص أنظمة خدمة العملاء، ويدفعون ثمنها بما يُطلق عليه كوريان "معدلات الانحراف".

تُحدد هذه المعدلات بناءً على القيمة التجارية التي يحصل عليها العملاء - مثل مدة التشغيل، وقابلية التوسع، وميزات الذكاء الاصطناعي، والأمان.

توفر "غوغل كلاود" أيضًا أدوات مثل "لوحة تحكم الانحراف"، والتي يمكن للعملاء استخدامها لتتبع وإدارة تفاعلات الوكلاء.

في الشهر الماضي، فازت "غوغل" بعقد سحابي بقيمة 10 مليارات دولار من "ميتا"، يمتد لست سنوات.

اعتمدت "ميتا" بشكل كبير على خدمات "أمازون ويب" للبنية التحتية السحابية، مع أنها تستخدم أيضًا "مايكروسوفت أزور".

الاشتراكات

يدفع بعض العملاء مقابل خدمات السحابة عبر الاشتراكات.

وبين ذلك قائلا: "تدفع رسومًا شهرية لكل مستخدم - على سبيل المثال، الوكلاء أو Workspace".

وأشار إلى منتجات جيميني من "غوغل"، التي تتميز بمستويات اشتراك خاصة بها مع خيارات تخزين متنوعة، ومجموعة إنتاجية Google Workspace، التي تضم أيضًا عدة مستويات اشتراك.

يقدم Google One، وهو اشتراك تخزين سحابي شخصي شائع، خدمة شهرية أساسية للمستخدمين مقابل 1.99 دولار شهريًا.

في وقت سابق من هذا العام، قدمت الشركة مستوى اشتراك جديدًا يُسمى "Google AI Ultra"، والذي يوفر وصولاً حصريًا إلى أحدث منتجات الذكاء الاصطناعي من الشركة بسعة تخزين 30 تيرابايت مقابل 249.99 دولارًا شهريًا.

أعطى كوريان مثالاً على فئات اشتراك الأمن السيبراني في "غوغل كلاود"، قائلاً: "لقد شهدنا نموًا هائلاً في هذا المجال".

البيع الإضافي

أكد كوريان أن البيع الإضافي يُعدّ جانبًا رئيسيًا آخر في استراتيجية "غوغل كلاود".

قال كوريان: "نُحسّن أيضًا من مبيعاتنا للعملاء كلما زاد استخدامهم للمنتج من إصدار لآخر، وذلك بفضل طُرزنا عالية الجودة وفئاتنا الأعلى سعرًا".

وأضاف أنه بمجرد استخدام العملاء لخدمات الذكاء الاصطناعي من "غوغل"، فإنهم يستخدمون المزيد من منتجات الشركة.

وأضاف: "هذا يدفع العملاء الذين يوقعون على التزام أو عقد إلى إنفاق مبلغ أكبر مما تم التعاقد عليه، مما يُعزز نمو الإيرادات".

ويقول كوريان إن الشركة تجذب عملاء جدد بسرعة أكبر أيضًا.

قال كوريان: "شهدنا نموًا ربع سنويًا بنسبة 28% في كسب عملاء جدد خلال النصف الأول من العام"، مضيفًا أن ما يقرب من ثلثي العملاء يستخدمون بالفعل أدوات الذكاء الاصطناعي من "غوغل كلاود" بفعالية.

وأضاف كوريان: "البيع للعملاء الحاليين أسهل دائمًا من البيع للعملاء الجدد، مما يساعدنا على تحسين تكلفة المبيعات".