آخر الأخبار

الماليزي فيصل حليم.. من ندوب الحريق إلى شجاعة لا تُقهر في كرة القدم

شارك





في عالم كرة القدم المليء بالنجوم والألقاب تظهر أحيانا قصص لا تُقاس بالأهداف أو البطولات، بل بالروح التي ترفض الانكسار، كقصة الماليزي فيصل حليم اللاعب الذي تحوّل من ضحية لهجوم مأساوي إلى رمز للنجاة والأمل.

من المجد إلى المأساة

قبل عام واحد فقط، كان فيصل (المولود عام 1998) -الذي اشتهر بسرعته ومهارته العالية وقدرته على المراوغة- أحد ألمع نجوم ماليزيا الصاعدين حين تألق في كأس آسيا 2024 أمام كوريا الجنوبية، من خلال مراوغة كيم مين جاي وسجّل من زاوية مستحيلة، ليصبح رمز الأمل لجماهير "هاريماو مالايا".

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 شاهد.. ميسي يحسم موقفه من المشاركة في كأس العالم 2026
* list 2 of 2 ميسي يكشف سبب تجديد عقده مع إنتر ميامي end of list

لكن المجد تحوّل إلى مأساة حين تعرّض لهجوم بمادة حمضية في مركز تجاري بكوتا دامانسارا، إذ أصيب فيصل بحروق من الدرجة الرابعة، وخضع لـ4 عمليات جراحية طويلة، قضى بعدها أسابيع في العناية المركزة، وشهورا في إعادة التأهيل.

واختفى فيصل عن الأضواء، وعاش في عزلة صامتة، لكن في قلب تلك العزلة، وُلدت بداخله قوة جديدة ومعنى أعمق للحياة.

العودة الصعبة إلى الملاعب

بعد شهورٍ طويلة من العلاج وإعادة التأهيل، عاد فيصل إلى المستطيل الأخضر، مرتديا قناعا واقيا يُخفي ندوب الحروق لكنه لا يُخفي عزيمته.

وفي أغسطس/آب الماضي، ظهر فيصل مجددا مع ناديه سيلانغور. ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف عن القتال من أجل مكانه، حيث قاد فريقه لانتصاراتٍ متتالية، وتألق في بطولة أندية آسيان حين ساهم بفوز سيلانغور 4-2 على تامبينز روفرز في سنغافورة، ليحصد جائزة رجل المباراة.

وقال فيصل بعد اللقاء "عدت للتو، وأريد أن أقاتل لأكون لاعبا أفضل. حتى لو لم نعد قادرين على الركض، سنستمر في الركض من أجل أصدقائنا وعائلاتنا ونادينا".

لحظة لا تُنسى

جاءت اللحظة المنتظرة في أكتوبر/تشرين الأول 2025، عندما استدعاه مدرب منتخب ماليزيا من جديد لتمثيل "هاريماو مالايا" في مباراة أمام لاوس على ملعب بوكيت جليل.

إعلان

وفي تلك المباراة دخل فيصل في الدقيقة 59، وتقدّم لتنفيذ ركلة حرة، وبتسديدة رائعة سكنت الزاوية العليا، مسجلا هدفا أعلن عن عودته الحقيقية إلى الحياة، لتنفجر المدرجات بالتصفيق، وقد هرع زملاؤه نحوه في مشهد مؤثر اختلطت فيه الدموع بالفرح.



وعلق مدربه بعد اللقاء قائلا "هدف فيصل لا يُقاس بالنتيجة، بل بالمعنى. لقد ذكّرنا جميعا لماذا نحب كرة القدم".

الفوز على اليأس

قد لا يُصبح فيصل أفضل لاعب في آسيا، وربما لا يتوَّج يوما بلقي قاري. لكن في تلك الليلة من أكتوبر/تشرين الأول، حقّق أعظم انتصار في مسيرته: الانتصار على الخوف واليأس.

مصدر الصورة فيصل (يمين) عاد لكرة القدم بعد شهور طويلة من العلاج وإعادة التأهيل (رويترز)

قصته ليست عن كرة القدم فقط، بل عن إنسان تحوّل ألمه إلى طاقة، وندوبه إلى شرف، عاد ليذكّر العالم أن البطولة الحقيقية لا تُقاس بالأهداف ولا بالألقاب، بل بالقدرة على البدء من جديد، حتى بعد أن يظن الجميع أنك انتهيت.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا