الأردن- أعلن الاتحاد الأردني لكرة السلة رفضه لعب منتخب الشباب تحت 19 عاما مباراته -التي كانت مقررة اليوم الأحد أمام المنتخب الإسرائيلي- ضمن منافسات بطولة كأس العالم المقامة في مدينة ديبنتسونا السويسرية.
وقال الاتحاد في بيان إنه "بناء على المراسلات بين الاتحاد الأردني لكرة السلة والاتحاد الدولي (فيبا) حول مباراة منتخبنا الوطني للشباب تحت 19 عاما أمام منتخب (إسرائيل) في كأس العالم المقامة في سويسرا، والمقرر أن تُقام اليوم الأحد الموافق 29 يونيو/حزيران فقد طالب الاتحاد الأردني بعدم خوض المباراة".
وأضاف البيان "بناء على ما سبق، قرر فيبا عدم إقامة المباراة بين الطرفين، وسيكون هناك قرار باحتساب النتيجة لصالح الفريق الخصم".
وفي حديثه للجزيرة نت، قال خبير كرة السلة الأردني سمير نصار إن قرار الاتحاد الأردني يُعتبر ضمن لوائح الاتحاد الدولي "انسحابا" مما يعني خسارة المباراة بنتيجة 20-0، وفي هذه الحالة يكون حرمان المنتخب الأردني من أي نقطة تصنيف، خلافا للنظام المعتمد الذي يمنح الفريق الخاسر نقطة واحدة والفائز نقطتين.
وأضاف نصار "الجولة الأولى من البطولة تُعد مرحلة تصنيفية فقط، تهدف إلى تحديد ترتيب الفرق من الأول إلى الرابع داخل كل مجموعة، استعدادا لانطلاق مباريات دور الـ16. وبناءً على نظام البطولة، فإن الفرق الأربعة الأولى من كل مجموعة تتأهل إلى الدور الثاني، حيث يلتقي متصدر المجموعة الأولى مع رابع الثانية، والثاني مع الثالث، والعكس".
ورغم ذلك، أبدى نصار تخوفه من أن يُفعل الاتحاد الدولي العقوبة الأخطر، وهي حرمان المنتخب (الأردني) من المشاركة في أي مباراة رسمية أو ودية لمدة 30 يوما، مما قد يُفضي إلى استبعاده الكامل من البطولة.
رئيس اتحاد كرة السلة: اتخذنا القرار المناسب بعدم اللعب أمام إسرائيل بما يحمي مصالح لاعبينا… ونأمل أن لا يكون هناك تبعات كبيرة على الاتحاد أو اللاعبين#الأردن #كرة_السلة #عاجل #هنا_المملكة pic.twitter.com/ELESu7Riok
— قناة المملكة (@AlMamlakaTV) June 29, 2025
وتنص المادة 48 من لوائح الاتحاد الدولي لكرة السلة على هذه العقوبة، في حال اعتُبر الانسحاب غير مبرر أو مخالفا للوائح التنظيمية.
وفي حادثة سابقة اضطر منتخب كوريا الجنوبية الأول للانسحاب من إحدى مباريات تصفيات كأس العالم بعد إعلانه إصابة 8 من لاعبيه بفيروس كورونا، لكن ذلك لم يمنع "فيبا" من إقصائه لاحقًا، مما يعكس تشدد الاتحاد في تطبيق النصوص بغض النظر عن طبيعة الظروف.
بعد إعلان الانسحاب، شهدت منصات التواصل الأردنية موجة احتفاء واسعة بالقرار، حيث وصفه صحفيون رياضيون ومناصرون للمقاطعة بأنه موقف وطني يستحق الإشادة.
وضجت وسائل التواصل بالاحتفاء بما سمّي "القرار التاريخي" إذ قال المعلّق والإعلامي الرياضي سامر طه "نحن أمام أجمل انسحاب في تاريخ كرة السلة الأردنية".
" الانسحاب أمام الكيان ليس هروبًا… بل إعلان شرف وكرامة لا تُقاس بالنتيجة " 🇯🇴🇯🇴#الأردن #المنتخب_الوطني_لكرة_السله pic.twitter.com/pjj3J2W2YX
— Bilal Alsawalmeh 🇯🇴 (@Bolbolsw1998) June 29, 2025
أما الصحفي مهند جويلس فقال للجزيرة نت "ما حدث كان موقفا تاريخيا، إذ عند أول مواجهة بلعبة جماعية لنا أمام الكيان، نجحنا في تهميشهم ورفض الاعتراف بهم. هي رسالة لكل العرب، بل لكل العالم، لن نضع يدنا بيد الكيان الغاصب مهما حدث، وعلى الجميع القيام بالأمر نفسه في حال الوقوع بالمطب ذاته يوما ما".
وأوضح جويلس "من وجهة نظري فإن مواجهة منتخب الاحتلال ووضع يدك بيد لاعبيه هو اعتراف بهذا الاحتلال، واللعب معهم والفوز عليهم لا يزعجهم، بل يسعدهم، لأنهم يريدون اعتراف العالم بهم أكثر من مجرد فوز رياضي".
بدوره قال زيد الكيلاني (رئيس مجلس النقباء) للجزيرة نت إن "هذا القرار خطوة مقدرة وموقف وطني مشّرف وانحياز للدم الفلسطيني ضد إجرام الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف "مع تأكيد انسحاب المنتخب الأردني رسميا، يبقى الملف مفتوحا أمام الاتحاد الدولي لكرة السلة لتحديد ما إذا كان الانسحاب سيُكتفى فيه بتسجيل الخسارة، أم أنه سيفضي إلى إجراءات إضافية مثل التجميد المؤقت أو فرض غرامات، كما يُنتظر أن يصدر توضيح من اللجنة المنظمة للبطولة بشأن ما إذا كان المنتخب سيُسمح له بمواصلة مشواره في الدور الثاني".