في خيمة بأحد أحياء غزة اتخذ منها صاحبها مقهى في القطاع المدمر جراء حرب الإبادة الإسرائيلية التي أحرقت الأخضر واليابس في القطاع، تحلّق فتية ورجال فلسطينيون من شتى الأعمار حول جهاز تلفزيون عتيق ينتظرون خطابا مرتقبا أعلنت عنه كتائب القسام للناطق باسمها مساء أمس الاثنين.
هذا المقهى ليس بدعا في غزة، فغالبية سكان القطاع تنتظر خطابات الملثم وتستبشر بها، لكن الخطاب الذي أصغوا إليه مساء أمس كان نعيا للرجل الذي طالما انتظروه على أحر من الجمر ليخبرهم "الحقيقة" فهو "الصوت الصادق الوحيد في هذا الزمن" وفق وصف أحدهم.
أطل الناطق الجديد باسم الكتائب على الجموع المتعطشة لصوت المقاومة، ليميط اللثام عن هوية أبو عبيدة وينشر صورته ويعلن استشهاده وثلة من قادة الكتائب قضوا خلال معارك المقاومة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
إعلان استشهاد الملثم، حذيفة سمير عبد الله الكحلوت (أبو إبراهيم)، أثار حزنا عميقا في أوساط سكان القطاع، يقول فلسطيني من خان يونس "الخبر نزل علينا كالصاعقة، أبو عبيدة لم يكن مجرد ناطق عسكري، كان صوتنا، كان الأمل الذي ننتظره كل يوم".
وتابع "خان يونس اليوم حزينة، والوجع في كل بيت لكننا نعرف أن طريق المقاومة ولّادة، وإذا غاب سيد قام سيد."
مواطنة أخرى تعبر عن ألمها العميق لرحيل الرجل، وتقول "رحمه الله وتقبله، وجعنا عليه كبير جدا. كنا ننتظر إطلالته وصوته حتى تطمئن قلوبنا وسط كل هذا القصف والدمار".
وتضيف بحسرة "ذهب البطل لكنه وراءه شعبا كاملا يحبه ويسير على خطاه".
لكن عزاء أهل غزة هو أن من أطل عليهم لينعى الناطق السابق، كان ناطقا جديدا باسم الكتائب يحمل شارة موسومة باسم "أبو عبيدة".
المصدر:
القدس