كشفت بيانات ملاحية أن طائرة حكومة الاحتلال التي أقلت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة عبرت أجواء ثلاث دول موقعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، رغم صدور مذكرة توقيف بحقه تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ووفق موقع "فلايت رادار"، أقلعت طائرة "جناح صهيون" من مطار بن غوريون صباح الأحد، واتخذت مسارا غربيا فوق البحر المتوسط، مرورا بأجواء اليونان وإيطاليا وفرنسا، قبل مواصلة رحلتها فوق المحيط الأطلسي إلى الولايات المتحدة.

ويختلف هذا المسار عن رحلات سابقة لنتنياهو، إذ كان يتجنب عادة التحليق فوق دول قد تنفذ مذكرة التوقيف الدولية. ففي زيارته إلى نيويورك في أيلول الماضي، عبر المجالين الجويين لليونان وإيطاليا، لكنه تجنب الأجواء الفرنسية.

وأظهرت بيانات الملاحة الجوية أن الطائرة من طراز بوينغ "767-338 إي آر" وتحمل رقم التسجيل 4X-ISR، حلقت جنوب قبرص، ثم فوق المياه الدولية جنوب اليونان، قبل دخول الأجواء الإيطالية فوق صقلية، ثم شمالا نحو جنوب فرنسا لمواصلة الرحلة.

وأفادت تقارير عبرية أن الطائرة اختارت مسارا أطول لتفادي دول مثل المملكة المتحدة والبرتغال، خشية تنفيذها لمذكرة التوقيف في حال هبوط اضطراري، بينما استمرت فرنسا وإيطاليا في السماح بعبورها.

وأثار العبور انتقادات حقوقية، حيث طالبت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، حكومات فرنسا وإيطاليا واليونان بتوضيح أسباب توفير "ممر آمن" لمسؤول مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، مؤكدة أن هذه الدول ملزمة قانونيا بتنفيذ مذكرات التوقيف.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت في 21 تشرين الثاني 2024، بسبب اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

وأعلن مكتب نتنياهو أن زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة تشمل لقاءات سياسية، تبدأ مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، تليها اجتماعات مع الرئيس دونالد ترامب في منتجع مارالاغو بفلوريدا، إضافة إلى لقاءات مع مسؤولين أميركيين وشخصيات من التيار الإنجيلي، ومشاركته في فعالية دينية في ميامي.

ويتوقع أن يتصدر ملف غزة جدول أعمال لقاء نتنياهو وترامب، بما يشمل الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب مناقشة تطورات الأوضاع في سوريا ولبنان وإيران وسط تصاعد التوترات الإقليمية.