آخر الأخبار

جيش الاحتلال قتل 706 من عائلات الصحفيين في غزة

شارك

قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 706 أشخاص من عائلات الصحفيين في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق رصد وتوثيق نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

وطالبت النقابة بفتح تحقيق دولي مستقل، وتحرك محلي وعربي ودولي، من أجل توفير حماية للصحفيين الفلسطينيين وعائلاتهم، وإدراج الاستهدافات الإسرائيلية لأسر الصحفيين ضمن ملفات الملاحقة القانونية الدولية.

وكشف تقرير لجنة الحريات في النقابة عن أن استهداف الصحفيين الفلسطينين لم يقتصر على القتل المباشر أو الإصابة أو الاعتقال أو المنع من التغطية، بل أخذ بعدا أكثر خطورة ووحشية تمثل في استهداف عائلات الصحفيين وأقاربهم، في مساع إسرائيلية حثيثة لتحويل العمل الصحفي إلى عبء وجودي يدفع ثمنه الأبناء والزوجات والآباء والأمهات.

وحتى اليوم سجّل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد 257 صحفيا، جراء استهدافات إسرائيلية مباشرة لمحاصرة الرواية، وإسكات السردية الفلسطينية.

وأوضحت النقابة الصحفيين الفلسطينيين أن استهداف عائلات الصحفيين بات نمطا ممنهجا ومتكررا خلال الأعوام 2023 و2024 و2025، وقالت إن جميع المؤشرات تثبت أن الاستهدافات لم تكن حوادث عرضية ناجمة عن الحرب، مشيرة إلى أن آخر الوقائع كان قبل أيام، حيث انتُشل جثمان الصحفية هبة العبادلة ووالدتها ونحو 15 من عائلة الأسطل، بعد مرور قرابة عامين على القصف الإسرائيلي لمنزلهم غربي خان يونس.

وبحسب النقابة، فقد بلغ عدد الشهداء من عائلات الصحفيين الفلسطينيين في كل عام من أعوام الحرب:

وتشير الأرقام إلى أن مئات الأطفال والنساء وكبار السن استشهدوا بسبب الصلة المهنية لأحد أفراد الأسرة بالعمل الصحفي، في حين تبيّن الوقائع الموثقة أن الاستهداف اتخذ أشكالا متعددة، أبرزها قصف منازل الصحفيين بشكل مباشر، ما أدى إلى استشهاد عدد كبير من أفراد أسرهم، وقتل كامل أفراد العائلة في بعض الحالات، وتحويل الصحفي إلى شاهد حي على فناء أسرته، وفق تقرير النقابة.

كما عمد الاحتلال إلى استهداف أماكن النزوح والخيام التي لجأت إليها عائلات الصحفيين بعد تدمير منازلهم، وتكرار القصف لمناطق معروفة بسكن الصحفيين وعائلاتهم دون إنذارات فعالة.

وطالبت النقابة بفتح تحقيق دولي مستقل، وتحرك محلي وعربي ودولي، من أجل توفير حماية للصحفيين الفلسطينيين وعائلاتهم.

وأكدت النقابة أن استهداف عائلات الصحفيين تسبب في تآكل الحماية الاجتماعية للإعلاميين، جراء خوف المجتمع من احتضان الصحفي أو دعمه، الناجم عن استهدافات الجيش الإسرائيلي.

صدمات نفسية عميقة

ولا تقتصر آثار الاستهداف الإسرائيلي على الخسائر البشرية فحسب، بل تمتد إلى صدمات نفسية عميقة لدى الصحفيين الذين فقدوا أبناءهم أو زوجاتهم أو والديهم، وفق النقابة، إذ أدى ذلك إلى تفكك أسري وفقدان الشعور بالأمان، وإرغام صحفيين على النزوح أو التوقف المؤقت عن العمل، بالإضافة إلى تحميل الصحفي شعورا قاسيا بالذنب، في إطار حرب نفسية منظمة.

وشددت لجنة الحريات في تقريرها على أن سلوك جيش الاحتلال يجسد جرائم مكتملة الأركان، إذ إن استهداف عائلات الصحفيين يشكل خرقا لاتفاقيات جنيف، التي تحظر استهداف المدنيين، وانتهاكا لمبدأ التمييز بين المدنيين والمقاتلين، بموجب القانون الدولي الإنساني.

وأدى استهداف عائلات الصحفيين إلى تقويض حرية العمل الإعلامي، وخلق بيئة عمل عدائية وخطيرة، وعزل التغطية الفلسطينية إعلاميا، ودفع صحفيين للعمل تحت تهديد دائم، وهو ما يشكل اعتداء مباشرا على حق العالم في المعرفة.

ومنذ شنّها حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، منعت إسرائيل الصحفيين الدوليين من دخول غزة بشكل مستقل، تاركة للصحفيين الفلسطينيين مهمة توثيق مجريات الحرب وتحمل عبء التغطية من الخطوط الأمامية في ظروف صعبة ومهددة للحياة.

ووصف مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين مواصلة منع الصحفيين الأجانب من دخول القطاع بأنه إجراء غير مسبوق، أسهم في عزل غزة إعلاميا، وأعاق التحقق الميداني المستقل من الوقائع ونقل صورة شاملة لما يجري على الأرض.

وشدد على أن الاعتماد على الصحفيين الفلسطينيين حصرا للوصول إلى الأخبار في ظل القيود المفروضة وضعهم في ظروف عمل بالغة الصعوبة، وجعلهم عرضة لمخاطر متعددة، بما في ذلك القصف وإطلاق النار وتضرر منازلهم ومقار عملهم، إضافة إلى الخسائر الإنسانية التي طالت عددا من عائلاتهم.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا