تعيش مدينة خانيونس كما سائر قطاع غزة ظروفًا إنسانية صعبة وسط المنخفض الجوي القاسي، حيث ازدادت معاناة الناس في ظل البرد الشديد والأمطار الغزيرة.
وامتلأت الشوارع بالمياه، فيما زادت الرياح العاتية من تضرر المنازل المتضررة والخيام، ما جعل العائلات تكافح لحماية أطفالها من البرد.
وتشهد المدينة انقطاعات في التيار الكهربائي وصعوبة في الحركة، وهو ما فاقم من أوضاع السكان.
وفي هذا الإطار، قال رئيس بلدية خانيونس علاء الدين البطة إن المدينة تعيش أوضاعًا إنسانية كارثية وغير مسبوقة، في ظل الدمار الواسع الذي طال الأحياء السكنية والبنية التحتية، واستمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الأساسية، ما يضع المدينة على حافة الانهيار الكامل.
وأوضح أن بلدية خانيونس تواجه تحديات هائلة في ظل تدمير شبكات المياه والصرف الصحي والطرق، إضافة إلى تضرر آبار المياه ومحطات الضخ، الأمر الذي تسبب بأزمة حادة في توفير المياه النظيفة، وتفاقم المخاطر الصحية والبيئية، خاصة مع تسرب المياه العادمة وتراكم النفايات في الشوارع.
وأكد رئيس البلدية أن الأطفال في خانيونس هم الأكثر تضررًا، إذ يعانون الجوع والبرد ونقص الغذاء والمياه، في ظل غياب شبه كامل لمقومات الحياة الأساسية، لافتًا إلى أن ما يجري يهدد مستقبل جيل كامل، ويترك آثارًا نفسية وصحية طويلة الأمد.
وأضاف أن طواقم البلدية تواصل العمل رغم الإمكانيات المحدودة والمخاطر الكبيرة، إلا أن نقص الوقود ومواد الصيانة يعيق تشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي، ويحدّ من قدرة البلدية على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للسكان.
وشدد على أن الوضع الحالي يفوق قدرات البلدية والمؤسسات المحلية، مطالبًا بتدخل دولي عاجل للسماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية، وخيام الإيواء، والوقود، والمستلزمات الطبية، مؤكدًا أن إنقاذ المدنيين، ولا سيما الأطفال، يجب أن يكون أولوية قصوى.
وختم رئيس بلدية خانيونس حديثه بالتأكيد أن ما تشهده المدينة هو مأساة إنسانية بكل المقاييس، محذرًا من أن استمرار الصمت الدولي سيؤدي إلى تفاقم الكارثة، وداعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والعمل بشكل عاجل لضمان الحد الأدنى من مقومات الحياة لسكان المدينة.
المصدر:
القدس