أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قبل قليل، عن الفنان الكوميدي والناشط السياسي الفلسطيني الأميركي، عامر زاهر، وذلك بعد ساعات عصيبة من اعتقاله عقب تقديمه عرضا فنيا في مدينة الناصرة بالداخل المحتل، في خطوة وصفها الكثيرون بأنها استهداف مباشر للصوت الفلسطيني المعروف بنشاطه الدولي.
وفي أول تعليق له بعد نيله حريته، طمأن زاهر متابعيه وجمهوره عبر حسابه الرسمي على منصة "إنستغرام"، مؤكدا تواجده الآن بين أفراد عائلته في فلسطين، حيث كتب معلقا على التجربة: "أنا حر من الاعتقال الإسرائيلي وآمن مع عائلتي في فلسطين.. سأشارك المزيد قريبا".
وأشار إلى الذريعة التي يبدو أنها كانت وراء توقيفه، قائلا: "على ما يبدو، الكوميديا تحريض"، مختتما رسالته بتوجيه الشكر للجميع على مشاعر الحب والاهتمام التي غمروه بها.
وتعود حيثيات القضية إلى يوم أمس الجمعة، حين أقدمت قوات شرطة الاحتلال على اعتقال زاهر، الذي يعمل كاتبا ومخرجا مقيما في الولايات المتحدة، فور انتهاء عرضه الكوميدي الذي أقيم في "مقهى الإيوان" بالناصرة.
ونقل شهود عيان من جمهور العرض أن عناصر الشرطة لم ينتظروا انتهاء الحدث، بل بدأوا بمضايقة زاهر منذ انطلاق فقراته على المسرح، قبل أن يقوموا بتوقيفه واقتياده إلى جهة مجهولة، دون الإفصاح عن أسباب الاعتقال أو التهم الموجهة إليه في حينه.
ويعرف الفنان بأسلوبه الذي يوظف الكوميديا الساخرة لتسليط الضوء على معاناء الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وإيصال صوته للعالم، مما جعله عرضة للملاحقة والتضييق المستمر.
هذا وقد سادت حالة من القلق والترقب في الأوساط الثقافية والحقوقية داخل الناصرة وخارجها حول مصير زاهر قبل إعلان الإفراج عنه، لا سيما في ظل تكتم سلطات الاحتلال عن مكان احتجازه في البداية.
واعتبر نشطاء ومراقبون أن هذا الاعتقال يندرج ضمن سياسة ممنهجة لـ"كم الأفواه" ومحاربة أي شكل من أشكال التعبير الفني الذي ينتقد ممارسات الاحتلال، حتى ولو كان المنفذ يحمل جنسية أجنبية كالجنسية الأميركية.
المصدر:
القدس