أعلن مدير مستشفى "العودة" في قطاع غزة، اليوم، عن اضطرار إدارة المستشفى لاتخاذ قرار مأساوي بوقف الخدمات الطبية والعلاجية في غالبية الأقسام الحيوية، عازيا هذا الإجراء القسري إلى النفاد التام لكميات الوقود السولار اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية، في تطور خطير ينذر بخروج أحد أهم المرافق الصحية عن الخدمة تماما في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها القطاع.
ووجه المدير، من قلب الحصار، نداء استغاثة عاجلا ومباشرا إلى المجتمع الدولي وكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية وأحرار العالم، مطالبا إيهم بالتدخل الفوري والسريع لمنع وقوع الكارثة وتوقف الخدمات الطبية بشكل كامل.
وشدد على أن كل دقيقة تمر دون توفير إمدادات الوقود تعني حكما بالموت البطيء على مئات المرضى والمصابين الذين يتلقون العلاج داخل أروقة المستشفى، والذين لا ملاذ لهم سواه.
وفي سياق الحديث عن الفئات الأكثر تضررا، دق المدير ناقوس الخطر بشأن مصير قسم الأطفال، مؤكدا أن أزمة الوقود الحالية تهدد بشكل مباشر وصريح بإغلاق هذا القسم الحساس.
وأوضح أن هذا الإغلاق، في حال حدوثه، سيشكل خطرا داهما على حياة الأطفال المنومين، لا سيما من هم بحاجة ماسة إلى الرعاية الكثيفة أو الأجهزة الطبية التي تعمل على الكهرباء، مما يضع الطواقم الطبية أمام عجز تام عن إنقاذ أرواح هذه الفئة الضعيفة.
ويعكس هذا التصريح واقعا مريرا يعيشه القطاع الصحي المتهالك، حيث يعد توفر "السولار" شريان الحياة الوحيد للمستشفيات في ظل انقطاع التيار الكهربائي العام. ويعني توقف المولدات عمليا شللا كاملا لغرف العمليات، وتوقف أجهزة التنفس الصناعي، وفساد الأدوية ووحدات الدم التي تحتاج إلى تبريد مستمر، مما يحول المستشفى إلى مبنى خاو من القدرة على العلاج. وتبقى الآمال معلقة على استجابة دولية لهذا النداء لإعادة ضخ الحياة في عروق "العودة" قبل فوات الأوان.
المصدر:
القدس