آخر الأخبار

خلاصات مؤتمر بيروت حول حركات التحرير والمقاومة الفلسطينية

شارك

اختتمت الجمعية العربية للعلوم السياسية مؤتمرها العلمي الأكاديمي السادس في بيروت تحت عنوان "حركات التحرير والاستقلال والدروس المستفادة للمقاومة الفلسطينية" الذي انعقد برعاية الجامعة اللبنانية على مدى يومي 17 و18 كانون الأول/ ديسمبر 2025، وشارك فيه نخبة من المفكرين والباحثين العرب، حيث استعرضوا في ثماني جلسات مجموعة من الأبحاث العلمية والتي ناقشت مختلف العناوين المتعلقة بالمفاهيم النظرية والقانونية بحركات التحرير والمقاومة، واستُعرضت العديد من التجارب وصولا إلى استكشاف التكامل بينها وبين المقاومة الفلسطينية ومستقبلها في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية.

والجمعية العربية للعلوم السياسية من المؤسسات الأكاديمية العربية التي تأسست منذ أربعين عاما، وتولى رئاستها عدد من الشخصيات العربية الأكاديمية، ونجحت في مواكبة القضايا العربية والتحول إلى فضاء حواري أكاديمي لمواكبة التطورات العربية والإقليمية والدولية، وتقديم العديد من الأفكار والاطروحات لمعالجة بعض الأزمات التي يعاني منها العالم العربي اليوم، وخصوصا حول أهمية الدولة الوطنية والحفاظ على الوحدة الوطنية، وتحديد الموقف الصحيح من الصراع العربي- الإسرائيلي وأهمية دعم خيار المقاومة في مواجهة المشروع الإسرائيلي- الأمريكي.

وفي مؤتمرها الأخير في بيروت حرصت الجمعية على مناقشة دور حركات التحرر في مواجهة الهيمنة والاحتلال والاستعمار، مع التركيز على تجربتي المقاومة في لبنان وفلسطين، وكيفية مواجهة التحديات المختلفة منذ معركة طوفان الأقصى إلى اليوم وفي ظل التغيرات الحاصلة في العالم العربي وعلى الصعيد الدولي.

وتضمنت أعمال المؤتمر عقد طاولة مستديرة ناقشت مستقبل العرب بعد طوفان الأقصى برئاسة رئيس الجمعية أ. د. جمال زهران، ومشاركة وزير خارجية السودان الأسبق أ. د. مصطفى عثمان إسماعيل، وزير العمل اللبناني السابق الأستاذ مصطفى بيرم، وأمين الشؤون المالية في الجمعية أ. د. محمد المصالحة، ورئيس تحرير جريدة البناء الأستاذ ناصر قنديل، وأمين عام المؤتمر القومي العربي د. ماهر الطاهر، ونائب الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي أ. د محمد حسب الرسول، وأ. د. هالة أبو حمدان، والأسير المحرر الأستاذ أنور. ياسين، ونائب رئيس الجمعية أ. د. حسن جوني، وأمين عام الجمعية أ. د. حسان الأشمر، بالإضافة إلى مداخلات مجموعة من الباحثين.

ومن أهم الخلاصات التي توصل اليها المشاركون:

أولا: أنّ الأمّة العربية اليوم تواجه مرحلة بالغة الخطورة، تتكثّف فيها أشكال الهيمنة والعدوان، وتتعاظم فيها محاولات تفكيك الدول والمجتمعات، في ظل مشروع استعماري-صهيوني متجدّد يستهدف الأرض والإنسان والهوية لإقامة ما يسمونه "إسرائيل الكبرى" التي تشكل تهديدا وجوديا للوطن العربي.

ثانيا: أنّ القضيّة الفلسطينية تبقى القضيّة المركزية للأمّة العربية، وأنّ ما تتعرّض له من عدوان وحصار وتهجير وإبادة، لا ينفصل عن الاستهداف الشامل للأمّة العربية، وأنّ الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الأمن القومي العربي ومستقبل شعوبه.

ثالثا: أنّ المقاومة، بما تمثّله من فعل تحرّري شامل، هي حقّ مشروع كفلته القوانين الدولية والشرائع الإنسانية، وأنّها تمثّل أرقى أشكال الدفاع عن النفس في مواجهة الاحتلال والاستعمار، وأنّ محاولات تجريمها ونزع سلاحها أو عزلها سياسيا وإعلاميا هي جزء من معركة الوعي التي تخوضها قوى الهيمنة.

رابعا: أنّ المقاومة ليست فعلا عسكريا فقط، بل هي منظومة متكاملة تشمل النضال السياسي، والعمل الشعبي، والمواجهة الإعلامية والثقافية، وبناء الوعي، وأنّ تكامل هذه الأدوات شرط أساسي لاستمرار الصمود وتحقيق أهداف التحرّر.

خامسا: أهمية الاستفادة من التجارب التحرّرية في العالم الثالث، من فيتنام إلى الجزائر، ومن جنوب أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية، لأن هذه التجارب أثبتت أنّ الشعوب قادرة على كسر منظومات الهيمنة مهما بلغت قوتها، متى امتلكت الإرادة ووحّدت صفوفها واعتمدت استراتيجيات نضالية واضحة.

تقديم العديد من الأفكار والاطروحات لمعالجة بعض الأزمات التي يعاني منها العالم العربي اليوم، وخصوصا حول أهمية الدولة الوطنية والحفاظ على الوحدة الوطنية، وتحديد الموقف الصحيح من الصراع العربي- الإسرائيلي وأهمية دعم خيار المقاومة في مواجهة المشروع الإسرائيلي- الأمريكي

سادسا: أهمية وحدة الشعب الفلسطيني وقوة المقاومة فيه، باعتبارهما الركيزة الأساسية لتعزيز الصمود في مواجهة الاحتلال، والدعوة إلى تجاوز الانقسامات الداخلية، والعمل على بناء مشروع وطني جامع يلبّي تطلّعات الشعب الفلسطيني ويحصّن قضيته في مواجهة التحديات.

سابعا: خطورة الدور الذي تؤدّيه بعض القوى الدولية والإقليمية في دعم الكيان الصهيوني، سياسيا وعسكريا وإعلاميا، وفي توفير الغطاء لجرائمه، محمّلين المجتمع الدولي مسؤولية صمته وتواطئه إزاء ما يجري من انتهاكات جسيمة بحق الشعب الفلسطيني.

ثامنا: أهمية تفعيل دور النخب الفكرية والأكاديمية والإعلامية في مواجهة الرواية الصهيونية، وتعزيز الخطاب التحرّري القائم على الحقائق التاريخية والقانونية، وإعادة الاعتبار لقيم العدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

تاسعا: إن مستقبل الصراع في المنطقة سيبقى مرتبطا بقدرة الشعوب على المقاومة، وبمدى نجاحها في بناء وعي جماعي يرفض التطبيع، ويواجه مشاريع التفتيت، ويتمسّك بالتحرّر والسيادة والاستقلال.

عاشرا: ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك، وإعادة الاعتبار للقضايا القومية في مواجهة مشاريع التفتيت والتطبيع.

حادي عشر: أهمية بناء وعي جماعي عربي يرفض التطبيع والاتفاقيات الإبراهيمية، والعمل على تفعيل سياسات مقاطعة الكيان الصهيوني ومواجهة مشاريع تصفية القضيّة الفلسطينية.

ثاني عشر: تحميل المجتمع الدولي مسؤولية صمته وتواطئه إزاء الجرائم المرتكبة بحق الشعب العربي، ويطالبون بمحاسبة الكيان الصهيوني على انتهاكاته وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.

ثالث عشر: أهمية دور الشعوب الحرة في العالم والداعمة للقضية الفلسطينية، ولا سيما في فنزويلا وكوبا وكولومبيا، والتي تتعرض للحصار وانتهاك سيادتها بسبب مواقفها المناصرة للقضايا المحقة والعادلة وبخاصة القضية الفلسطينية.

هذه الخلاصات العلمية تلتقي مع معظم الأفكار والأطروحات التي جرى النقاش حولها في مؤتمر القدس في إسطنبول في بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر، بدعوة من مؤسسة القدس وهيئات أخرى، وكذلك مع خلاصات المؤتمر القومي العربي الأخير ومع العديد من النقاشات والحوارات التي تجريها مراكز الدراسات العربية والإسلامية، وكل ذلك يفرض على جميع هذه المؤسسات والهيئات توحيد جهودها ووضع برامج عمل مشتركة لمواجهة مختلف التحديات التي يواجهها العالم العربي والإسلامي اليوم، وإلا ستذهب هذه الجهود سدى وسينجح المشروع الإسرائيلي- الأمريكي في تفتيت المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء المقاومة.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا